بقلم / د. سليم نجيب
حينما تأسست الهيئة القبطية الكندية عام 1969، كان هدفها الأساسي رفع الاضطهاد والتمييز والظلم الذي يتعرض له إخوتنا الأقباط في مصر بصورة يومية وحتى وقتنا هذا. وظل وسيظل صوت أقباط المهجر عالياً مدوياً ولو كره الكارهون.
لقد أعطى الرعيل الأول من المجهودات العظيمة أمام الساحات الدولية والمحلية لكيما يسترد الأقباط حقوقهم المسلوبة.
والهيئة القبطية الكندية تترحم على كل الذين جاهدوا جهاداً قومياً وطنياً جباراً، أعطوا زهرة شبابهم وشيخوختهم من أجل القضية القبطية.
فنذكر ونتذكر المرحوم الدكتور شوقي كراس مؤسس ورئيس الهيئة القبطية الأمريكية، والمرحوم الشهيد الدكتور مكين مرقص الذي قُتل قتلاً بيد الغدر والارهاب والتعصب وهو خارج من عيادته الطبية. كما نذكر ونتذكر المرحوم الأستاذ الكبير رمسيس جبراوي المحامي مؤسس ورئيس الهيئة القبطية الاسترالية، كما نذكر ونتذكر دينامو الهيئة القبطية الأمريكية المرحوم المهندس مراد سليمان الذي كان يجلجل بصوته الرنان أمام البيت الأبيض حينما كان يتواجد آنذاك الرئيس الراحل أنور السادات وأيام الرئيس حسني مبارك ايضاً.
كما لا ننسى المتحدث الرسمي للهيئة القبطية الأمريكية المرحوم المهندس ناجي خير فنذكر ونتذكر مذكراته العديدة العظيمة المدافعة عن إضطهاد الأقباط والقضية القبطية كاملة وكان الكونجرس الأمريكي يحاط بها علماً. كما نذكر ونتذكر المرحوم المهندس/ سمير عوض الله والمرحوم المهندس سرتيال مسداري.
كان الجميع يعمل بكل إخلاص وتفان وإنكار للذات ولم تتجاسر المخابرات المصرية إختراق صفوف الأقباط لاصطياد اي قبطي في المهجر ليعمل عميلاً لهم أو يستدرجوه ويخدعوه ويلعبون به -بعد ذلك "كالكرة الشراب" أو لعمل وقيعة بين صفوف الأقباط بحجة تمصير القضية القبطية.
ماذا جرى؟؟؟ ففي أواخر التسعينات وما يليها ، نجحت المخابرات المصرية برئاسة سيادة اللواء عمر سليمان في إختراق "بعض ضعاف النفوس" لتنفيذ مخطط قذر ومحاولة الوقيعة فيما بين صفوف الأقباط بالمهجر ولكن نقول "ماذا يفعل الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه" لأنهم باعوا القضية القبطية وخانوها طمعاً في جاه أو تقرباً للسلطات الحكومية آملين بوعود حكومية كاذبة وخادعة بغرض تمييع وتهميش وتمويه المخطط العنصري وإضطهاد الأقباط.
يا حضرات السادة الذين تزمعون القيام بالحوارات والمؤتمرات،
لدينا في دستورنا المصري نصوصاً عن المواطنة (المادة الأولى) وعن المساواة وحرية العقيدة وحرية مباشرة الشعائر الدينية (المادتين 40 و 46) ومع ذلك هذه النصوص حبر على ورق. هل يتم بالفعل إعمال مبدأ المواطنة أم لا؟؟
أيها الشباب القبطي من الجيل الحالي توحدوا وكونوا على بينة بما يحيكه النظام الحاكم لتمويت قضية الأقباط بإحالتها للدراسة والحوارات واللجان فإن الوجه الحقيقي للنظام الحاكم وللمخابرات العامة في مصر تجاه الأقباط دليل قاطع على أن النظام ليس لديه أي نية في إصلاح الأمور إطلاقا.
إننا نخاطب الضمائر الحية المؤمنة برفع الظلم عن الأقباط ورفع صوتهم في الخارج في كافة المحافل الدولية
ايها الشباب القبطي كونوا صامدين إلى النهاية لا يخيفنا الوعيد والتهديد. وإعلموا أن دوام الحال من المحال. ولتعلم القيادة السياسية في مصر وكل أجهزتها أن المنظمات القبطية الشريفة في المهجر سائرة ومستمرة في طريق الكفاح السلمي القانوني وفقاً للمواثيق الدولية لحقوق الانسان وصوت الأقباط في المهجر لن يخمد ولو كره الكارهون..
الله معنا لا تخافوهم (عدد 14: 9)
لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني معك (أع 18: 9، 10)
د. سليم نجيب
رئيس الهيئة القبطية الكندية
دكتوراه في القانون والعلوم السياسية
محام دولي وداعية لحقوق الإنسان - قاض سابق
عضو اللجنة الدولية للقانونيين بجنيف
E-mail: ssnaguib@sympatico.ca or ssnaguib@hotmail.com |