CET 10:28:03 - 31/01/2010

مقالات مختارة

بقلم: أحمد فؤاد نجم

الطفل المشاكس الموهوب‮ - ‬اللواء بالمعاش‮ - ‬نور الدين‮ ‬غازي صديقي الحميم منذ عشرين عاماً‮ ‬بالتمام والكمال اتصل بي صبيحة يوم‮ ‬25‮ ‬يناير الجاري‮:‬ ‮- ‬ألو مين معايا؟ فجاءني صوته جاداً‮ ‬ووقوراً ‮- ‬أنا المرحوم علي الجارم ضحكت بعدما عرفت صاحب الصوت فقلت ‮- ‬هو انت مش حتكبر أبداً‮ ‬يا نور‮.‬

فقال ضاحكاً‮:‬ ‮- ‬باشا وزعقلي‮.‬ ثم أضاف‮:‬ ‮- ‬كل سنة وحضرتك طيب يا باشا‮.‬ قلت‮:‬ ‮- ‬وانت طيب يا سيدي بس ده بمناسبة إيه؟ فقال‮:‬ ‮- ‬وكمان ناسي التاريخ‮! ‬قال بتقوللي أنك حضرت الواقعة بنفسك‮. ‬انت مش حتبطل فشر بقي‮. ‬عيب أنت عديت الثمانين‮. ‬قلت له‮:‬ ‮- ‬أنا أساساً‮ ‬مش فاهم أنت بتتكلم عن إيه؟ ضحك وقال لي‮:‬ ‮- ‬وعمرك ما حتفهم‮.‬ قلت له‮:‬ ‮- ‬تشكر علي كل حال وع العموم القبيح بيشتم الباشا‮.‬ ضحك وقال لي‮:‬ ‮- ‬مين بقي الباشا ومين القبيح‮.‬ قلت له‮:‬ ‮- ‬ما أنت لسه قايل لي كل سنة وأنت طيب يا باشا‮.‬ قال لي‮:‬ ‮- ‬وأنت طبعاً‮ ‬صدقت واما صدقت وقلت دي فرصتي‮.‬ قلت له‮:‬ ‮- ‬آه تذكرت الآن‮. ‬طيب يا سيدي وأنت طيب‮.
 
‬بس عندي ملاحظة علي احتفالات وزارة الداخلية بعيد الشرطة وكل ما أفتكر أقول لك انسي‮.‬ قال‮:‬ ‮- ‬والحمد لله أنك افتكرت‮. ‬قول بقي يا سيدي‮.. ‬ارغي‮.‬ قلت له‮:‬ ‮- ‬أنا فعلاً‮ ‬كنت في الإسماعيلية يوم‮ ‬25‮ ‬يناير‮ ‬1952‮ ‬وعشت الرعب اللي عاشوه أهل المدينة الجميلة وهم يسمعون أصوات مدفعية الدبابات الإنجليزية المنهالة علي مبني المحافظة بقصد هدمها علي رؤوس من فيها وكان فيها مجموعة من أبناء الفلاحين جنود بلوكات النظام المسلحون بالبنادق‮ (‬بي انفيلو‮) ‬المتهالكة هم الذين تصدوا للدبابات السونتربون الإنجليزية الحديثة وهم الذين أوقفوا تقدم القوات المهاجمة وهم الذين طاردوا الغزاة المستعمرين،‮ ‬فقرر القائد الإنجليزي الشجاع هدم مبني المحافظة علي رؤوس هؤلاء الفلاحين‮. ‬وحين وصلت أخبار المعركة إلي القاهرة كان فؤاد باشا سراج الدين هو وزير داخلية حكومة الوفد التي ألغت العمل بمعاهدة‮ ‬1936‮ ‬بعدما اقتنعت بأن الطريق الوحيد لطرد المستعمر من أرض مصر المحروسة هو طريق الكفاح المسلح،‮ ‬ولذلك وجه وزير الداخلية كلمة إلي جنود بلوكات النظام حياهم فيها علي صمودهم وشجاعتهم وطلب منهم الاستمرار في المقاومة وحماية مبني المحافظة‮. ‬

وانتهت هجمة القراصنة علي مبني محافظة الإسماعيلية وخلفت وراءها عدداً‮ ‬كبيراً‮ ‬من الشهداء الذين لا يعرف أسماءهم أحد أو حتي أعدادهم وفي كل عام تحتفل مصر المحروسة بعيد الشرطة دون أن يأتي ذكرهم مع أنهم هم‮ (‬أصحاب الفرح‮) ‬أليس كذلك‮.‬ قال لي‮:‬ ‮- ‬والله أنا خجلان لكن أنا بإيدي إيه؟ قلت له‮:‬ ‮- ‬انت شاعر يا نور‮.. ‬اكتب واللي حتكتبه هو اللي حيستني‮.‬ قال لي‮:‬ ‮- ‬طب خد الشوية دول تصبيرة‮:‬
عهد الله والعهد أمانة فرض علينا وذمة ودين إحنا الشرطة عيون سهرانة تحرس كل المصريين
‮❊❊❊‬
إحنا جنود الشعب وخدمه خطوة بخطوة بنحرس قدمه واللي يخون الشعب يا ندمه نار الشرطة علي الخاينين ‮
❊❊❊‬
مع أبطال الجيش إخواننا جوة وبرة بنحمي بلادنا مصر الحرة أمان لولادنا طول ما هي مصر المصريين
‮❊❊❊‬
ندر علينا يا مصر يا‮ ‬غالية نرفع راية نصرك عالية ونقدم شهدانا هدية لجل أمان المصريين والله كلام جميل بس إياك ما يطلعش زي كلام أوباما اللي مدهون بزبدة يطلع عليه النهار يسيح‮.‬ كل سنة وولادنا جنود وضباط الشرطة بألف خير وسلامة‮. ‬كل سنة وانتي حلوة يا محروسة وولادك إديهم في إدين بعض‮. ‬العسكري والمدني العالم والعامل والعمدة والفلاح ويا رب هاتها جمايل واهدينا واكفينا شر أنفسنا‮.‬

نقلا عن الوفد

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع