سياسيون وخبراء: أرض مصر مقدسة لا يمكن التنازل عن شبر واحد منها

أكد السفير مخلص قطب الأمين العام للمجلس القومى لحقوق الانسان ومساعد وزير الخارجية الاسبق ان ارض مصر مقدسة لا يمكن التفريط فيها وهذا امر ثابت واصيل فى السياسية الخارجية المصرية ولدى اى فرد فى الشعب المصرى وانه مرفوض تماما التنازل عن شبر واحد من اراضيها مقابل اقتطاع جزء من اراضى دولة اخرى.

ومن جانبه اكد السفير عبد الرؤوف الريدى رئيس مكتبة مبارك العامة وسفير مصر الاسبق فى الولايات المتحدة ان ما نشرته احدى الصحف امس عن خطة اسرائيلية لتبادل الاراضى مع مصر بانه كلام مرفوض تماما ومصر لم تفرط فى شبر واحد من اراضيها وهو باب مغلق تماما فى وجه اى مبادرات او خطط او دراسات اسرائيلية.

وقال السفير الريدى والذى شارك فى مفاوضات طابا انه كانت هناك افكار حول ذلك اثناء هذه المفاوضات وقد اصرت مصر على موقفها ودخلت فى مرحلة التوفيق ثم التحكيم لان ذلك موقف اصيل وثابت لا يتغير ابدا وهو عدم التفريط فى شبر من اراضيها.

كان السفيران يردان بذلك على ما نشرته احدى الصحف المصرية امس التى نشرت دراسة اسرائيلية خطيرة تشير الى تبادل الاراضى مع مصر وتخليها عن جزء من اراضيها فى سيناء لغزة مقابل بعض الامتيازات سواء من اسرائيل او من الدول الغربية.

واكد الدكتور طارق فهمى الخبير بالمركز القومى لدراسات الشرق الاوسط انه بالنسبة للموقف المصرى فقد رفضت مصر ان تتنازل عن اى شبر من اراضيها مقابل حصولها على اراضى فى النقب فى اسرائيل وهذا الموقف يتفق مع المواقف الدولية والسيادة الحرة على الاراضى وان كانت اسرائيل تحاول مرة بعد المرة ان تتذرع بما جرى فى اتفاق وادى عربة من حيث تأجير الاراضى وهذا الامر ايضا ترفضه مصر شكلا ومضمونا وغير قابل للنقاش او الطرح فى اى مفاوضات خاصة بترسيم الحدود من خلال ما سمى بالمسار الثانى غير الرسمى للمفاوضات.

واوضح طارق فهمى ان اسرائيل بين فترة واخرى تعمل على ترويج وتسويق هذه الفكرة والتى تسميها مبادرة ، وقد رفضت مصر على اى مستوى من المستويات هذه الافكار شكلا وموضوعا.

واشار الى انه قد تم التلويح لمصر بانه فى حالة قبولها لهذا الموضوع يتم اعلان اغلاق ملفات معينة فى الكونجرس تجاه مصر خاصة فيما يتعلق بحقوق الانسان ، وقد رفضت مصر اى اغراءات او ما سمته اسرائيل بثمن السلام.

وقال الخبير طارق فهمى ان مجموعة مراكز امريكية فى درسات الامن القومى والاستراتيجية تساعد فى ترويج مثل هذه الافكار .. مشيرا الى ان مؤتمر هيرتزيليا العاشر والذى سيعقد خلال الشهور القادمة سوف يناقش من جديد هذه الافكار والخطط الاسرائيلية.

وأوضح ان خطة تبادل الاراضى هى خطة شهيرة لشيمون بيريز الرئيس الاسرائيلى طرحها منذ سنوات عندما كان رئيسا للوزراء وهى تقوم على ان تحصل مصر والاردن على مساحات مقتطعة من الاراضى لكى يحصل ما سماه بتواصل للدولة الفلسطينية المرتقبة مقابل منح مصر والاردن مزايا عينية ومادية.

كما طرح هذه الافكار ايضا رئيس الوزراء الاسبق آريل شارون عندما طبق نظام الانسحاب الاحادى من قطاع غزة فى مطلع الالفية الحالية ، كما ان هذه الافكار جاءت ايضا اثناء مؤتمر مدريد عام 1991 فى ما سمى بالمفاوضات المتعددة الاطراف وخاصة فى لجنة الحدود.

وخلص الخبير طارق فهمى الى القول ان هذه خطط اسرائيلية قديمة وليست جديدة وانه بين الحين والاخر تنشرها الصحف الاسرائيلية فى اطار الترويج لها واثارة الرأى العام الغربى والايهام بانها تبحث عن السلام واقامة الدولة الفلسطينية فى الوقت الذى لا تزال فيه تصر على عدم فك المستوطنات فى الاراضى الفلسطينية المحتلة والقيام ببناء مستوطنات جديدة والاستيلاء على الاراضى وهو ما يخالف القانون الدولى.