CET 09:16:22 - 15/01/2014

مقالات مختارة

ثروت الخرباوى

 بقلم ثروت الخرباوى

 أذكر أننى، منذ عدة سنوات، كنت قد تنبأت بأن جماعة الإخوان فى طريقها للزوال، ولم تكن هذه النبوءة ضرباً من الخيال، ولكنها كانت ناتجة عن قراءة الأمراض التى أصابت الجماعة منذ زمن بحيث جعلتها جماعة معادية لمجتمعاتها، إذ لا يوجد فى العالم جماعة من الممكن أن تستمر وهى تحمل فى كيانها عداء لبلادها، ولكن لأن الإخوان لا يعرفون معنى الوطن أو الوطنية، ولا يفهمون المعنى الحقيقى للإسلام الذى يحضّ على الحب والسلام والرحمة والتواد، فقد انحطت أخلاقهم وانحرف سلوكهم، فحين خرجوا فى المظاهرات حطموا وخرّبوا وقتلوا وحرقوا، حتى الجامعات التى يدرسون فيها حطموا قاعاتها ومدرجاتها، وأساتذتهم الذين يدرسون لهم، اعتدوا عليهم وضربوهم ونكلوا بهم! وهم فى ذلك يظنون أنهم يتقربون لله! لذلك كان من المقدر أن تنهار جماعتهم ويسقط مشروعهم، وما كانوا ليسقطوا لولا أنهم اتبعوا خطوات الشيطان وساروا فى مساربه، فقد نهانا الله عن أن نزكى أنفسنا فقال: «فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى»، ولكن الجماعة رأت أنها هى دون غيرها قد وصلت إلى الدرجة العليا للنقاء العقائدى.

 
وإذا رصدنا الخطاب الإخوانى فى هذا المجال لوجدناه زاخراً بنغمة التعالى والغرور. كانت هذه النغمة واضحة فى رسائل حسن البنا ثم فى مشروع سيد قطب التكفيرى، وفى العصر الحديث أخذت هذه النغمة فى التسلل للإخوان فى عهد المرشد الرابع حامد أبوالنصر، ثم أصبحت متفشية فى عهد المرشد الخامس مصطفى مشهور، ثم تطـورت وأصبحت هى الفكرة الحاكمة فى «عقلية الإخوان الجمعية» فى عهد من تلاه.
 
فالمرشد الرابع حامد أبوالنصر يصرّح فى العديد من الصحف، فى حوارات متفرقة، أن الإخـوان «هم الشجرة المورقة التى تظلل على هذه الأمة»، ثم أصبح الإخوان فى رأيه «هم أفضل أهل مصر وهم الأجدر بحكمها»، إلا أن المرشد مصطفى مشهور يرى أن الإخوان «يرفضون رايات الأرض لأنهم يرفعون راية السماء»، وأن الإخوان «يرفضون كل المناهج الأرضية من ناصريين واشتراكيين وليبراليين»، وأن «كل هؤلاء ليسوا من الحق فى شىء وأن أفكارهم نتنة تبعد عن الحق ويبعد الحق عنها»، حتى إن رأى مشهور فى أطياف الحركة الإسلامية جاء غاية ما تكون السلبية إذ قال عنهم: «وأن السلفيين وجماعة الجهاد والتبليغ والدعوة أصحاب أفكار قاصرة بعيدة عن صحيح الإسلام».
 
ويرى المرشد السادس مأمون الهضيبى أن الإخوان هم «أكبر قوة سياسية فى مصر» وأنه «بإشارة منه يجمع الآلاف فى لحظة»، وأن «كل الأحزاب تفشل فى ما يستطيع هو النجاح فيه»، وأن الأحزاب تتحالف مع الإخوان «لأنه ليس لدى الأحزاب قاعدة جماهيرية وتريد الاستفادة من قوتنا الجماهيرية، فنحن أصحاب الكثرة وكثرتنا هى كثرة الحق، وهى كثرة لا تغلبها قلة الباطل»!
 
وفى التاريخ القريب، فى عهد مأمون الهضيبى ثم فى عهد مهدى عاكف، لن ينسى أحد أن جماعة الإخوان بحثت عن مصالحها الخاصة وضحّت من أجلها بالمصلحة الوطنية، فعمدت إلى التحالف مع الحزب الوطنى فى مواقف متعددة، ظناً منها أنها تحقق مصلحة الإسلام! أو هكذا قالت لقواعدها!
 
أما مهدى عاكف فقد ظهرت نرجسيته وغروره عندما أصبح مرشد للجماعة وأخذ يخاطب الرأى العام باستهزاء وسخرية فى مواقف كثيرة، ولم يتحرج أبداً من أن يقوم بسبّ مصر والتحقير منها، فصدم الرأى العام بقولته الفظة «طظ فى مصر»، ثم يصرح وهو يستعرض قوة جماعته وقوته قائلاً: «أنا إخوان العالم»، و«أنا بإشارة منى أجمع ملايين الجنيهات»، «والإخوان سيحكمون العالم كله لا مصر وحدها»، «وأنا الوحيد القادر على تغيير الخريطة السياسية فى مصر». ثم يصرح فى خنوع غريب فى زمن مبارك بأن: «مبارك ولىّ الأمر وطاعته واجبة علينا»! ثم يصل ارتفاع صوت مهدى عاكف إلى مداه فى عهد مبارك عندما يقول: «إللى عايز يتفاوض يتفاوض معايا أنا.. أنا مرشد إخوان العالم».
 
ولعل الراصد لخطاب الإخوان العنجهى المغرور يستطيع معرفة لماذا فقد الشعب تعاطفه مع تلك الجماعة، لم يقف الأمر عند حد فقدان التعاطف، ولكن ممارستهم للعنف والإرهاب جعلت الشعب ينتقل من مرحلة التعاطف إلى مرحلة الغضب والكراهية.
 
وذات يوم لم تنفعهم كثرتهم فلم تغن عنهم شيئاً، فهرب قادة الإخوان خوفاً من الشعب، وهم الذين كانوا يقولون «الإخوان هم الأقوى وهم أصحاب الجماهيرية الكاسحة، وإنهم أقوى من كل الأحزاب وكل الفصائل السياسية والشعبية». كان هذا التباهى بالكثرة ترجمة لواقع الإخوان الذين تحولوا فيه من دعاة إلى جُباة غلاظ أقوياء، يتباهون بقوتهم ويمنحون البركة والقداسة لأنفسهم، وينزعون الصلاح والفلاح من غيرهم وينظرون إلينا بعيون الشفقة والكبرياء. ولعلكم مثلى لا تتعجبون عندما يفقد الإخوان محبة الناس ويكتسبون كراهية سائر التوجهات السياسية، ويصر الشعب على وضعهم فى قوائم الإرهاب، إذ يبدو أن هذه الجماعة لم تقرأ قول الله سبحانه: «لَقَدْ نَصَرَكُمُ الله فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ»، ولكن جماعة الإخوان لا تقرأ القرآن، فقد اكتفت برسائل البنا وتعاليمه، ومن رسائل البنا ما قتل.
نقلأ عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع