CET 00:00:00 - 29/01/2010

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس
حضرت ندوة اليوم الأربعاء 27-1-2010 في الشرق الأوسط لحقوق الإنسان, وكانت الندوة أو المنتدي تدور حول أحداث نجع حمادي, والتعصب الذي اصاب الدولة المصرية, من الحكومة والأمن ومجلس الشعب وجميع باقي مؤسسات الدولة, حتى أنهم أباحوا قتل ستة من الشباب في ليلة عيد الميلاد, وباقي القصة وأحداثها معروفة للجميع.
لكن... وهذا ذكاء أمني, أنها إستغلت القبض علي شاب اسمه جرجس بتهمة هتك عرض طفلة في الثانية عشر من عمرها قبل حادثة قتل الأبرياء المسيحيين بشهرين أو أقل , مما اتخذها المجرم حمام الكومي هو وأعوانه سببا وتبريرا في قتل الشباب الستة وبث روح الفزع والرعب لدي مسيحي نجع حمادي والقري والمراكز التي تحيطها بحرق المنازل والمحلات . ومن شدة وبأس والتهديد المستمر لم يتقدم اي محامي مسلم أو مسيحي للقيام بالدفاع عن هذا الشاب , الذي تدل جميع التحريات واسئلة النيابة عن وجود شبه عدم التأكيد من أن هذا الشاب قد قام بهذه الفِعلة الشنعاء . ثم لجأت النيابة لتعيين محامين من قبل النقابة ليترافعوا عنه , وهذا من حقه , إلاّ أنه لم يتقدم اي محامي من نقابة محافظة قنا للدفاع عن هذا الشاب . وذلك خوفا من بطش المسلمين وعلي راسهم ما يسمونه الغول إلا الأستاذ أشرف داوود.
عندما تم قتل مروة الشربيني في ألمانيا والتي اعتبرها جهابذة وحكماء المسلمين والمتمركزين في المؤسسات الحكومية إنها قتل عمدي طائفي بالرغم من وجود خلافات قديمة بين القاتل والضحية علي قطعة الأرض التي تقع وراء منزلهما ونحن كمسيحيين تعاطفنا معها ايضا , هاجت نقابات المحامين في جميع أنحاء المحافظات وأخذوا يتسابقون علي مَنْ يكون له الفخر في السفر إلي ألمانيا لكي يقوم بالدفاع عن مروة الشربيني , وفعلا سافر وفد من أعضاء مجلس الشعب ووفد من المحامين , علي نفقة الدولة لمتابعة القضية والإطمئنان علي سير القضية في مسارها الحقيقي .... متناسيين أن القضاء الألماني من أنزه القضاء في العالم . ومن جهة أخري وهنا في نجع حمادي تركت النقابة مصير هذا الشاب بين ايادي الأمن والشهود الزور لكي يتم محاسبته بالإعدام , وربما ليكون في ضميرهم عمل مقايضة بينه وبين الكومي وأعوانه ... لأن الكومي لو تم الحكم عليه بالإعدام ربما يأتي بمحرضينه ... !!!
وأثناء وجودي في المنتدي إذ اسمع صوت المتكلم وهو يعلن عن إسم الأستاذ محمود الزهيري بأنه سوف يقوم بالدفاع عن هذا الشاب منضما مع المحامي الأستاذ أشرف داوود ... وكنت لأول مرة أراه في المنتدي , فلقد كنت أعرفه فقط من واقع ما يكتبه في موقعي المفضل الأقباط المتحدون . تحدي الأستاذ محمود الزهيري التيار القوي الذي ما يزال يسببه الغول في نجع حمادي ... تحدي التيارات الإسلامية والتي سوف تقف ضده وتحاول زرع العراقيل امامه لكي لا يستطيع الدفاع . لكنني عندما تلفت إليه وجدت فيه الإصرار , ليس لأنه مسلم وسوف يدافع عن شخص مسيحي ويتخذ شهرة , بل لأنه مصري صميم ... ومعروف أن الاستاذ الزهيري أنه محايد وأنه يتبني فكرة المواطنة والحياة العلمانية وهذا واضح في مقالاته والتي تنشر في المتحدون. رجل وضع مصلحة المواطنة قبل ما يضع مصلحته الشخصية , والتي تكاد تكون صفرا..... فربما ينقلب عليه الدنيا ويخسر سمعته كمحامي شريف .
الأستاذ محمود الزهيري هو أحدي الباقيين من الناس الشرفاء .... . وعلمت أثناء الحديث الشيق معه , أنه فعلا رجلا يستحق كل الإحترام .... من جميع الفئات المصرية والتي تدين بديانة واحدة وهي ديانة المواطنة .
 علينا فعلا أن نصفق ونقف إجلالاً وإحتراماً لهذا الرجل الجريء والذي وضع رقبته تحت سيف الجلادين في سبيل المواطنة , وفي سبيل أخ له في الوطن .... ملقيا من وراء ظهره كل مظاهر التعصب والتحزب . نحن نريد أن نستخرج فكر محمود الزهيري ونعلنه علنا لكي يكون مثالا حيا لجميع فئات الشعب ...!!!
أخيرا ليس لي كلام أوصف إبتهاجي لأنني كنت متواجدا في هذا المنتدي لكي أري أخوة مسلمين يتكلمون الحق والحقيقة , ومدي استعدادهم بأن يكونوا وقودا لتحريك ماكينة المواطنة وإلغاء البند الثاني من الدستور .
أخيرا اقدم كل فخري لهذا الإنسان المضحي المثقف الواعي ... في تحمل هذه المهمة .... وكل ما لدي أن أرفع يداي إلي الله أن يحافظ عليهما , وأن يعطيهما الحكمة لإثبات الحقيقة ... مهما كانت هذه الحقيقة .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ١٨ تعليق