CET 00:00:00 - 29/01/2010

مساحة رأي

بقلم: أمير ميخائيل
أثارت أحداث نجع حمادي الدامية ليلة عيد الميلاد المجيد والتي راح ضحيتها 7 من زهرة شباب مصر وجرحت أكثر من ذلك وأدمت قلوب الملايين من المصريين الأمناء المحبين للحياة والمحبين لهذه البلد الطيبة العديد من المخاوف والتساؤلات على المستقبل.
لا يستطيع أن ينكر أحد أن الجو أصبح متكهرب، والعديد من حبال التواصل والعلاقات الغليظة والقوية أصبحت مجرد فتائل تكاد تتمزق وتنفصل، والتي إن تمزقت يصبح من الصعب بمكان تصليحها مرة أخرى..
الكل يتحدث عن فقدان الثقة تمامًا في الحكومة..

الناس أصبحوا متربصين لبعضهم على أي خطأ، والرد العنيف هو دائمًا الجاهز، وهو الآن ليس رد لفظي وإنما تطور ليكون رد دموي، وللحق فهو ليس فقط موجه نحو المسيحيين على الرغم من أنهم ينالوا بصفتهم بعضًا من ذلك العنف وإنما أصبح سمة عامة أيضًا لكل فئات المجتمع، وأصبحت السماحة والمحبة والتعاون والتراحم والعطف والحق كلمات من العصور الحجرية الأولى وأصبح مكانها متحف الكلمات المنقرضة!!
لا بد أن تتحد أجهزة الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني "دون تخوين وتكفير إحداهما للآخر" للتشخيص الجاد والموضوعي ووضع الحلول السليمة، وما أكثر التقارير والأبحاث والتشخيصات الأمينة المطروحة على الساحة، لكن لا أحد يحرك ساكنًا!!!
هل نفهم من ذلك أن الدولة بمؤسساتها راضية عما يحدث أم ماذا؟؟؟

هل دائمًا ينتظر المسؤولون أن يقول الرئيس مبارك كلمته ويصدر توجهاته ليقوموا بعملهم؟!!
وإن كان كذلك.. فلقد صرح رئيس كل المصريين وأن الدولة ستضرب بيد من حديد كل من يتلاعب بوحدة طوائف ومجموعات المجتمع المختلفة، فمتى يتحرك المسؤولون ويقوموا بحلول على الأرض عملية وليس مجرد قرارات وآراء وإجتهادات و... و... دون تغيير أي شىء!!!
مجرد كلام جميل وإدانات وشجب وتبريرات وكل مسئول يبرر موقفه أنه ورث تركة مثقلة بالمشاكل والتعقيدات لكن المسألة مسألة وقت!!! وتمر السنين ولا نتحرك قيد أنملة.
الناس طفح بها الكيل وعاوزة ترتاح ومش بتطلب لبن العصفور لكن عاوزة حقوقها..
عاوزة تعليم لعيالها مش بيكرس التفرقة بينهم على أساس الدين، وعاوزة علاج وفرص عمل علشان تقدر تعيش عيشة كريمة، ولا تريد من الحكومة أن تكون مثل إنجلترا مثلاً التي وقت ما كانت تسعى ليكون كل فرد في مجتمعها يعيش حياة مترفة ومرفهة وتسعى لذلك!!
هل يُعقل أن يعيش إلى الآن في القرن الواحد والعشرين أعدادًا ليست بقليلة في المقابر، أو الملايين التى تسكن العشوائيات في بيئة غير آدمية بالمرة؟؟!!
من الآخر بلدنا رايحة في داهية لو ما حليناش القضايا بتاعتنا من جذورها حلول سليمة دون اعتبارات وموازنات ومجاملات..

- تعديل ما هو معيب في دستورنا أو إضافة أو حذف ما يلزم.
- القانون فوق الجميع.. قانون يحترم الجميع ولا يميز.. ويا حبذا لو يعطي مسؤولينا أنفسهم قدوة في ذلك، لأنه لا يخفى على أحد أن العكس هو السائد.
- ليكن مشروعنا القومي للسنوات الخمس القادمة هو علاج مشاكل الوحدة الوطنية والعشوائيات والفقر والبطالة -وإن كان 5 سنين قليل نخليهم 10 بس نتفق ونكرس مجهودنا علشان نشوف تغيير بقى-.
- لا يمكن أن نغفل الإعلام والتعليم، فكل منهم مصيبة في حد ذاتها في تشكيل الوعي سواء بالحب والتسامح والتعايش أو العكس.
- كل الكلام ده جميل طبعًا.. مش علشان كلام أنا اللي كاتبه فأنا متأكد أنه اتقال مرات ومرات ومن أساتذة وعمالقة في التحليل من قبل، ولكن كله لا قيمة له دون توفر الإرادة القوية الراغبة في التصحيح من قبل المسؤولين، بالتأكيد ليس بمعزل عن تعاون الناس..
فلتجربينا يا حكومة.. وإن لم تجدي صدى لدعوتك مننا يبقى عداكي العيب!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق