بقلم: منال بولس
بمناسبة صوم يونان جلست لأقرأ السفر ومع أن قصة يونان النبي وتوبة أهل نينوي هي من القصص المعروفة لنا منذ الصغرومع أننا جميعًا نعرف تاريخها ورموزها ومغزاها ..إلا أنني هذه المرة فقط لفت انتباهي نهاية القصة وهي ...اليقطينة....نعم اليقطينة .وجلست أتأمل تلك اليقطينة والتي أعدها الرب ليونان عندما غضب واغتاظ لأجل طول أناة الرب على أهل نينوى ورجوعه عن غضبه عنهم بعد توبتهم
-فأعد له الرب هذه اليقطينة لكى يخلصه من همه-
فوجدت فى نفسى يونان..نعم وكأنى أنا هو مع عظيم الفارق طبعا ولكن أخذت أفكر...أصحيح يا الهى أنت لهذه الدرجة من الرحمة وطول الاناه وقد تتأنى وترفق حتى على الأشرار فأنت من تشرق بشمسك عليهم مع الأبرار......أيمكن أن يقتنص الشرير الفرصة للتوبة ويكون معك فى الفردوس كما فعلها قبلا اللص اليمين !!!؟؟؟
فماذا عن صلاتى أو توبتى أو أصوامى أو حتى تعرضى للإضطهاد بإسمك !!؟؟
أيتساوى هذا مع ذاك ...!!؟؟
أأقضى حياتى كلها فى مخافتك ثم يأتى فى اللحظة الأخيرة انسان خاطىء لم يعرفك يوما وبمجرد توبته فى تلك اللحظة قد يسرق منى الملكوت ؟؟؟؟
لا..لا..يا الهى حاشا أن يكون هذا عدلك !!؟؟
والتمست حقيقةً العذر ليونان فى هذه اللحظة
وها هى يقطينة حياتى بكل ملذاتها لما لا أستمتع بها بكل ما أؤتيت من قوة!!؟؟؟
لما لا أشارك أهل العالم طالما أن اللحظة الأخيرة متاحة للجميع من أجل التوبة وهاهى رحمة الله وطول أناته تتأنى وترفق على الكل وهو لايرضى أن يهلك خليقته وصنعة يديه فهو الاله الحنون الشفوق
هيا يا نفسى كلى واشربى وامرحى ....ثم اذا ما جائتك اللحظة الاخيرة توبى ....هيا يا يقطينتى لأستمتع بكٍ حتى النفس الاخير..أقصد النفس قبل الاخير
ولكن قبل أن أتخذ القرار تداركت أنى نسيت شيئا قد يبدو صغيرا وحقيرا إنها الدودة- ثم أعد الله دودة عند طلوع الفجرفى الغد فضربت اليقطينة فيبست - .....آه من هذه الدودة ..!!...فقد تكون نهاية حياتى بهذه السرعة ولأهون سبب !!؟؟؟ وقد تكون حتى ليلا وقبل طلوع الفجر....ومتى اذا سأتوب !!؟؟؟
لا...لا..يا الهى لا اريد أن تضربنى ريحا شرقية حارة أو أذبل مثل يونان وأقول معه موتى خير من حياتى ...ولِما أقول هذا فوقتها سأكون قد متت بالفعل...وأكون حينها كالغنى الغبى...وماذا سينفع الندم وقتها !!؟؟
أدركت ساعتها أن حياتى كالبخار الذى يظهر قليلا ثم يضمحل.....ومن منا يدرك وقت إضمحلاله أو يملك القدرة على طلب التوبة وقتها أو حتى الوسيبة المناسبة!!!؟؟؟
أشكرك يا الهى ...لا لن أكون كيونان بعد الآن ....لن أفكر مثله فميزان عدلك ورحمتك لا يسعنا حتى الوصول اليه أو لحكمته
وأنتِ يا يقطينتى انتٍ نعمة ووزنة الهيه أحبك نعم ولكن أحب الهى بالاكثر
سيأتى يوما فتيبسى وتزولى ولكن ابدا لن تزول كلمة واحدة من كلام الهى أو وعد واحد من وعوده ومحبته وعدله
وسوف لا يضاهى يقطينته السمائية أى يقطينة أخرى أرضية
نٍعماً يا يونان النبى فكل سطر فى سفرك يحمل من الدروس والمعانى الكثير والكثير ليتنا نتأملها ونعيها
بركه صيامه تكون معنا أجمعين
وكل عام والجميع بخير |