بقلم: إيهاب شاكر وقال الرئيس، في خطابه، خلال الاحتفال بعيد الشرطة، أمس: «إننا نواجه أحداثا وظواهر غريبة على مجتمعنا، يدفعها الجهل والتعصب، ويغذيها غياب الخطاب الديني المستنير، من رجال الأزهر والكنيسة»، كما اتفق الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، مع رأى الرئيس مبارك، وأكد بيومي أن الخطاب المسيحي يعانى المشكلة نفسها، وقال «بل إن مشكلة الخطاب المسيحي تزيد في كون بعض رجال الدين المسيحي يسعون إلى المكاسب السياسية على الرغم من أنهم دائما يتحدثون بلسان المواطنة». 1- لو راجعنا خطابات الرئيس على مدار الـ 29 عاماً الماضية والتي يعلق فيها على مثل هذه الأحداث والتي تُسمى خطأ طائفية سنجد من ناحية أنها قليلة إن لم تكن نادرة جداً، ومن ناحية أخرى، سنجد أنها متشابهة وتكاد تكون نفس الكلمات التي تُقال في مثل هذه المناسبات. 2- جاء الرد أو التعليق من جانب الرئيس متأخراً جداً، فكان يجب أن يخرج سيادته فور الحدث ليعزي شعبه ويشجب ويصدر التعليمات، كما فعل ويفعل لتهنئة فريق الساجدين فور فوزهم في كل مباراة في أنجولا. 4- بخصوص غياب الخطاب الديني في كل من الكنيسة والأزهر، الخطاب الديني في كل منهما مستمد من كتابهما ولم نسمع يوما قسيساً أو واعظاً مسيحياً يحض على القتل أو الانتقام ولا أي إيذاء من أي نوع لأي أحد، وببساطة لأن الكتاب المقدس يعلمنا أن نحب حتى أعداءنا أي الذين ينظرون لنا كأعداء. «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ ( إنجيل متى 5 : 43 ). كما أن الخطاب الديني يا سيادة الرئيس، ويا سيادة الدكتور بيومي، لا يهتم بالسياسة، ولا أمورها، فقط يحض على تطبيق تعاليم الكتاب المقدس، والتي تدعو كلها في مجملها لمحبة الناس ومساعدتهم، حتى من يناصبوننا العداء، ولا يهتم رجال الدين المسيحي على الإطلاق بالمكاسب السياسية، وإلا اذكر لي يا سيادة الدكتور أي رجل دين له موقع سياسي. وعندما يتحدث رجال الدين عن من هم في منصب سياسي وحاكم في الدولة يصلّون لأجلهم كما علمنا الكتاب المقدس، اقرأ: فاطلب أول كل شيء أن تقام طلبات وصلوات وابتهالات وتشكرات لأجل جميع الناس لأجل الملوك وجميع الذين هم في منصب لكي نقضي حياة مطمئنة هادئة في كل تقوى ووقار.لان هذا حسن ومقبول لدى مخلّصنا الله ( رسالة بولس الرسول الأولى لتيموثاوس 2 : 1 – 3 ) في حين أن خطباء المسجد، وحدث ولا حرج، نسمع منهم على الملأ وفي الميكروفونات ـ التي تعلو بصوتها في الشوارع وتجبرك أن تسمع ما يُقال، غير بالية بطالب يذاكر أو مريض يبغي الراحة ـ نسمع ويسمع الجميع الدعوات على الكفار والنصارى بأن ييتم الله أطفالهم ويرمّل نساءهم وأن يصيبهم بالأمراض والسرطان وما إلى ذلك من الدعوات الشريرة. هذان هما الخطابان المسيحي والمسلم فأيهما يحتاج للاستنارة يا سيادة الرئيس؟! 5- قال الرئيس أن هذه الأمور الطائفية غريبة على مجتمعنا، وهذا خطأ آخر، لأنه منذ دخول الإسلام مصر والحوادث الطائفية من قبل المسلمين على الأقباط مستمرة من وقت لآخر ولا مجال هنا لذكرها لكثرتها، سواء منذ الغزو العربي وحتى عام 1855 وهو عام إلغاء الذمية، أو في الموجة الأخيرة المعاصرة للعنف ضدهم منذ مجئ السادات للحكم عام 1970 والمستمر حتى الآن. وعلى من يريد أن يتأكد أن يرجع لكتب التاريخ. وقد رصد تقرير العطيفي عشرة حوادث طائفية وقعت في الفترة من أغسطس 1971 إلى نوفمبر 1972،وكان معظمها حوادث صغيرة جدا إذا ما قورنت بما حدث بعد ذلك وخاصة الذي حدث منذ عام 1990 وحتى الآن. ولكن ما حدث في عام 2009 وحده يفوق المائة حادثة، منها عشرين حادثة كبيرة أشار إليها مركز القاهرة في تقريره السنوي عن عام 2009. الخلاصة، لم يحدث أبداً أي اعتداء من قبطي أو أقباط على مسلمين استناداً لتعاليم الكتاب المقدس، أو حتى بناءً على تحريض رجال الدين المسيحي، والعكس صحيح. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ١١ تعليق |