CET 00:00:00 - 03/04/2009

هات ودنك

بقلم / ماجد سمير
كالعادة لم تقدم "غمة الدوخة" جديد ولا يوجد هنا أخطاء مطبعية لأن ما حدث من الأخوة الزعماء العرب لم يكن له علاقة بكلمة "قمة" والمكان الذي أستضاف فاعلياتها الاسم المناسب له هو "الدوخة" وليس "الدوحة" العاصمة القطرية الجميلة، كما أن المعنى الحرفي لكمة الدوحة يوحي بأنها لا ممكن أن تكون مثمرة أو نستظل تحتها أما "الدوخة" فهي حال وطن بأكمله، والدايخين العرب كالعادة تناقشوا فيما يخص أمور الزعامة التي لا يوجد لها أي معنى سوى في المحمية الطبيعية –الوطن العربي سابقاً–، وأشرف على الاجتماعات العربية مجلس إدارة المكلمة برئاسة خالد الذكر عمرو موسى وبمباركة من مطرب العرب الأول شعبان عبد الرحيم.

والملاحظ لاجتماعات الغمة العربية -غير معلنة الموديل أو الماركة ولا تاريخ الإنتاج ورغم ذلك تسير في الشوارع دون حتى لوحات معدنية– التي تعدى عددها المائة اجتماع منذ أن تم إعلان تكوين مكلمة الدول العربية –الجامعة العربية سابقاً– في أواخر أربعينات القرن الماضي لم تناقش ولو مرة واحدة حال الديمقراطية في دول المحمية الطبيعية أو مثلاً حالة حقوق المواطن العربي الذي تحول إلى المواطن الكربي، فبعد أكثر من غمة عربية آخرها غمة الدوخة الحالية يصبح لفظ الكربي هو المناسب والأمثل لمواطن لا يمثل أي ثقل أو أهمية من وجهة نظر زعمائه ورؤسائه وأمرائه وملوكه.

ولأن السودان الشقيق كان له وضع خاص في لقاء الزعماء العرب فاختيار كلمة الغمة مناسب جداً لأنه من المعروف أن عدد غير قليل من أهالينا في السودان ينطق حرف الغين بدلاً من القاف خاصة في منطقة شمال السودان والحدود المتاخمة مع مصر، فلو سألت أحد أبناء شمال السودان عن عاصمة مصر يقول لك باللهجة السودانية المحببة إلى القلب "يا زول عاصمة مصر الغاهرة طبعاً"، وبالطبع أسفرت الاجتماعات عن إعلان التضامن مع السودان ورفض قرار المحكمة الجنائية الدولية لأن مستشفى ولادة جامعة الدولة العربية اضطرت أن تضحي بدارفور والجنوب والشمال والشرق علشان البشير يعيش.

وأطرف ما حدث في الغمة العربية الأخيرة هو استمرار مسلسل الأخ العقيد معمر القذافي الذي أشتبك مع العاهل السعودي في مشادة كلامية أضطر بسببها أحد المنظمين إلى فصل الصوت عن الزعيم الليبي فما كان من القذافي إلا أن وجه حديثه للمنظم قائلاً له أتقطع عني الصوت وأنا زعيم الأمة وأمام العرب وخليفتهم وملك ملوك أفريقيا، وبالطبع خشى جمهور النادي الأهلي بعد هذا المنصب أن يختاره الإتحاد الأفريقي لكرة القدم ممثل للقارة السمراء في كأس العالم للأندية القادمة.

ورغم عدم وجود رابط بين "غمة الدوخة" العربية من ناحية ومرور 30 سنة على توقيع اتفاقية كامب ديفيد وما قاله الكاتب الكبير العم أنيس منصور عن زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس من ناحية أخرى ، السادات سأل الكاتب الكبير الذي رافقه في الرحلة التاريخية عن حال الشارع في إسرائيل وأكد منصور للرئيس الراحل أن الشارع الإسرائيلي مرحب جداً بزيارته وسعيد بها فقال السادات إذاً سأوقّع اتفاقية السلام مع إسرائيل لأن حكومة تل أبيب –الكلام كان على لسان السادات– يحكمها الشارع مش ذي عندنا، وهنا نرى أن هناك اعتراف صريح من السادات أن الشارع ورأيه لا يفرق كثيراً مع الحكام العرب
فماذا لو أسفرت غمة الدوخة عن قرار رسمي بالوحدة العربية المرجوّة على اعتبار أنها فرصة لن تعوض لتحقيق الحلم الذي ظل في عقول وقلوب أبناء الوطن الواحد دون أن يتم اتخاذ خطوة إيجابية لتنفيذه وتم اختيار الإمارات المتحدة "الدايخة" أسماً للدولة الوحدوية الجديدة ومتسقاً مع الغمة العربية التاريخية، فهل يصح أن نطلق على اسم ابن الدولة الجديدة "ابن الدايخة"؟!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق

الكاتب

ماجد سمير

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

تجريم الكذب

ابن الدايخة

ممنوع الإعتذار

مفيش فايدة

شيء من الخوف

جديد الموقع