بقلم: هيام فاروق
حاولت أن أكظم غيظى لمشهد متكرر على أرض الكنانة .. و من كثرة ما شاهدته توقعت أنى سأعتاد عليه و لكنى إلى الآن لم أعتاد .. و لم أستطع أن أكيف عينى على رؤية هذا المشهد الذى يستفذنى كثيرا .. و ربما يستفذ البعض من حضراتكم .. و لكن ما دفعنى للكتابة فى هذا الموضوع هو الخطر المحدق لا محالة الذى بصدده نحن مقبلون عليه رضينا أم أبينا و بخطوات سريعة و منفلتة .. ألا و هو منظر بعض النساء و بمعنى أصح بعض الأمهات اللاتى يعتقدن أنهن أرنبات و لسن أمهات .. منهن من تحمل جنينا فى بطنها و طفلا على ذراعيها و طفلا آخر فى يديها .. و ما خفى كان أعظم . فربما باقى الأطفال يجرهم والدهم أمامها و ترك لها ما إستطاعت أن تتكفل بحمله و جره ، و مستقبلا كسره و نصبه على عباد الله
ألم يتكرر هذا المشهد فى شوارع المحروسة و محطات مترو الأنفاق و سائر وسائل المواصلات ؟؟؟
سأناقش معكم هذه المشكلة من وجهة نظر إجتماعية و سأتغاضى عن الناحية الدينية مع أن لها أكبر الأثر فى تضخم و تفاقم المشكلة من جراء فتوى بعض العلماء و الفقهاء المسلمين و بعيدا عن نوعية المرأة سواء كانت محجبة أو غير.. فقد أصبح الحجاب حجاب العقل أيضا الذى صدق هؤلاء الذين إستشهدوا ببعض أحاديث لرسول الإسلام حيث يُذكر أنه جاء رجل إلى النبى فقال ( إنى أحببت إمرأة ذات حسب و جمال و لكنها لا تلد .. أفأتزوجها ؟ ) فقال ( لا ) - ثم أتاه الثانية ( فنهاه ) - ثم أتاه الثالثة فقال ( تزوجوا الودود الولود فإنى مُكاثر بكم الأمم ) و المكاثرة هى المفاخرة بالكثرة
لا أعلم كيف نفتخر بالكم و ليس بالكيف !!!! كيف نفتخر بالكثرة و ليس بالنوعية !!!! و يعقب رسول الإسلام قائلا ( إمرأة ولود أحب إلى الله من إمرأة حسناء لا تلد ) .. ما هذا الكلام ؟
أليس الله هو الخالق لهذه و تلك !!! أليس الولود صنعة يديه و العاقر أيضا !!!! ما علينا كفى كلاما فى الدين فقد سئم الشعب التدين الكاذب و تعالوا معى نستمع إلى آراء نساء مجتمعنا المصرى .. فمنهم من تشكو من إهمال الزوج و فى المقابل يشكو زوجها من قباحة هندامها و عدم إهتمامها .. و منها من تشكو من كثرة التعب و الإرهاق من العمل فى الخارج و الداخل و فى المقابل يشكو زوجها من عدم تنظيمها لنفسها و بيتها و أطفالها .. و تكثر شكواهن و تكثر أيضا فى المقابل شكاوى الأزواج .. و لهن مبرراتهن حيث خدمة طفل واحد شاقة و مرهقة فما بالنا فى أكثر من طفل !!! و للرجال أيضا أخطاءهم التى يسمونها مبررات تدعوهم للنظر إلى الأخرى التى تجيد فن الإبتسامة الساحرة و ليست المرأة التى تصرخ فى وجه الأطفال أناء النهار و الليل و ينظر إلى المرأة المنمقة و الأنيقة و ليست المرأة المهلهلة المرهقة دائما
أين عقلك سيدتى ؟؟؟ فقد تضعين الحجاب على رأسك و ليس على عقلك
لا تظنين أبدا أنك ستربطى زوجك بكثرة الإنجاب .. بل بالعكس سيكون هذا هو سبب نفوره منكِ وسيبحث عن المرأة التى تهتم به و ليس بالأطفال .. لا تظنين أنكِ ( بتقصقصى ريشه ) أبدا سيبحث عن إمرأة لها مشاعر و لها أنوثة .. سيهرب من شكواكى و شكوى أبناؤه و ضجيجهم و ستحملين الحمل وحدك حتى لو بدا أنه ممول مالى فقط .. فليس هذا هو الأساس فى تنشئة أطفال يحتاجون إلى حب و حنان و رعاية و وجود عطف الأم و حزم الأب أو العكس .. يحتاجون إلى فن و ليس إلى فك و تفكك .. فيجب أن ينشأ الطفل بتطور نفسى و عقلى و جسدى متزن و سليم من أجل بناء مجتمع أيضا متزن و سليم
أتذكرون معى إعلان رائع كنت أسمعه و أنا صغيرة و كنت لا أدرك معناه لصغر سنى آنذاك (( حسنين و محمدين .. زينة الشباب الإثنين )) كان عن تنظيم الأسرة
يجب أن نتعقل و ندرك أننا بهذا
تسببنا فى خلل واضح فى إزدياد عدد السكان بما لا يتلائم مع إمكانيات الدولة و مساحات الأرض المزروعة و شح فى الموارد لم تكفى نصف عدد السكان حاليا تسببنا فى إزدياد الأزمة الإقتصادية و زحف مرعب لمجاعة أكيدة
تسببنا فى البطالة و ما يترتب عليها من مظاهر إجتماعية خطيرة و إنتشار المخدرات و السرقات ... إلخ من جرائم مجتمع ساقط مدنيا و دينيا لو صح التعبير
نحن فى خطر و ليس مزاح,
نحن بحاجة ماسة إلى قانون لتحديد النسل ... بحاجة ماسة إلى حملة إعلامية كبيرة .. بحاجة ماسة إلى توعية أبناؤنا شباب الجيل الصاعد و خاصة فتياتنا اللائى تكلم عنهن الشاعر
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
يجب أن ننتبه يا سادة
كل عــــام و حضــراتــكم بخيـــــر |