CET 00:00:00 - 24/01/2010

لسعات

بقلم: مينا ملاك عازر
أعز أصدقائي من المهندسين، أحبه وأشعر أنه نصي التاني، نكمل بعضنا بعض.. لا ما تفهموش غلط ده صديقي مش صديقتي، ورغم ذلك أقلق جدًا من اقتراحات المهندسين، ولكن أحب أأكل في مطاعمها، والأكل في المطاعم أحسن من الأكل على حسابهم؟
المهم بيقولوا إن خوفو ميل على ابنه خفرع وهو يرتجف وقال له إلحق منظرنا حانحتكر، سمع أبو الهول فحسس على مناخيره المكسورة وقال يا ربنا كتير كده، تكسر مناخيري زمان وتخلي المهندسين يحطوها في التراب النهارده!!. وبدأت الأهرامات تتحجب ويُقال أنها ستنتقب وسيصير من الصعب عليك رؤيتها إلا بإذن زوجها قصدي من اشتراها. المهندس أحمد عز عايز يشرع قانون بمشروعية الإتجار في الآثار، فقلق الفراعين وأعلن رمسيس التاني من مكانه الجديد أنه ليس حديد، وأخذ يقسم بشكل هيستيري أنه حجر في حجر وأخذ يهيل التراب على رأسه ويدعي على إللي اكتشفه ويقول بقى بعد ما كنت تمثال لملك محترم مردوم عليّ تراب ينقلوني لميدان رمسيس ومنه لمتحف جديد ثم يجي عليّ اليوم إللي أتباع في إطار خطة لتجميل قصور الصفوة!.

كلنا رأينا آثار المهندس عز على أسعار الحديد واليوم سنرى آثار مصر في منازله، ويهمس صديقي يعني حاتيجي على الآثار ما هما باعوا البلد كلها. ويصرخ الآخر ويقول عز اكتشف كنز فرعوني تحته وعايز يحلل لنفسه بيعه، والرزق يحب الخفِيَّة ولو كنت قصير ما تخافشي خصوصًا لو كنت صاحب حصانة وبيقولوا أن الحصانة تزوجت من حصان وكان الحصان غرضه إخراجها من المجلس ما تسألونيش ليه.
بأفكر أروح ألقي على الهرم نظرة الوداع قبل ما يعبوه في أزايز وينزلوه السوق وبالمرة أعدي على الأقصر وأسوان من نفسي قبل ما تفضى مقابرها ويمكن المقابر نفسها تتحول لمنتجعات يملكها الكبارات، عامةً حلال عليهم بلدهم وهما حرين وإياكشي تطولهم لعنة الفراعنة، بس المشكلة في آثارنا الإسلامية إللي مالهاش لعنة، طبعًا أنا مش قلقان على الآثار القبطية لأن مافيش آثار قبطية لأن مصر وهي ماشية وقع منها بتاع سِت مئة سنة وبتدور عليها للآن وإبقوا قابلوني لو لقيتها لأنها ممكن تكون أول ما تم بيعه.

مش مهم الآثار المهم الشغل إللي حايجي من وراء الآثار، وزي ما إحنا عارفين إن أهم من الشغل تظبيط الشغل وأهم من تظبيط الشغل تشريع الشغل وإلا نقع تحت طائلة القانون وساعتها مش حاتنفع الحصانة ولا حاتنفع لجنة السياسات. ومن أهم السياسات سياسة البيع والشراء، وبين البايع والشاري يفتح الله، وبين معاوية وشعبه شعرة إذا شدوها رخاها وإذا أرخوها شدها، وبين عز وبين الآثار عمار، وبينه وبين الحديد احتكار، وبيننا وبين مصر آثار تحمل لنا التاريخ، والتاريخ لا يُباع ولا يُشترى ولا يكيل بالبتنجان.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

الكاتب

د. مينا ملاك عازر

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

4/.

عيد الشرطة

آثار المهندس

مص قصب وبيع موبينيل

جدار العار

جديد الموقع