CET 08:28:41 - 23/01/2010

أخبار عالمية

إيلاف - نضال وتد

بتمتعها بشخصية اقوى من شخصية زوجها، استطاعت سارة نتنياهو ان تفرض رغباتها وقراراتها على رئيس الحكومة الاسرائيلية وباتت تتدخل في امور الحكومة والتعيينات لتعين وتفصل أعضاء طاقم العاملين في ديوان رئاسة الوزراء وفق أهوائها.

تل أبيب: تتزايد متاعب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يوما بعد يوم، ولكن هذه المتاعب تأتيه من داخل بيته. فنتنياهو الذي خرج عن الأعراف الدبلوماسية ، في مطلع الأسبوع خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، ليطلب من الصحافة الإسرائيلية، أن تترك زوجته وحالها وأن توجه سهامها نحوه هو، وجد نفسه الجمعة متهما بأنه يدير دفة الدولة وفق تعليمات وتوجيهات زوجته سارة، وأن الأخيرة تتدخل بكل صغيرة وكبيرة في ديوان رئاسة الوزراء، وهي تعين وتفصل أعضاء طاقم العاملين في ديوان رئاسة الوزراء وفق أهوائها.

وعرض المحرر السياسي في صحيفة معاريف، وأحد أشهر المعلقين في الصحافة الإسرائيلية، بن كاسبيت ، الجمعة  تحقيقا مفصلا امتد على مساحة صفحتين في ملحق الصحيفة الأسبوعي متهما زوجة نتنياهو بأنها تدير ديوان رئاسة الحكومة، وبأنها تفرض سيطرة قوية على نتنياهو جعلته يفرض على إدارة حراسة الشخصيات الهامة في الشاباك، نظم وقواعد نقل رئيس الوزراء في القافلة الخاصة بحرسها بما يلائم رغبات السيدة سارة نتنياهو.

ومع أن تصرفات سارة نتنياهو احتلت عناوين الصحف في الأسبوع الماضي عندما كشفت يديعوت أحرونوت أن السيدة نتنياهو تتصرف في بيتها كما تصرف السادة البيض في القرون الماضية تجاه خدمهم، لدرجة إلزامها مدبرة المنزل ليليان بيرتس بالاستحمام عدة مرات يوميا واشترطت عليها مخاطبتها بعبارة السيدة سارة نتنياهو، وإلا تعرضت للصراخ والتوبيخ، فقد خطا بن كاسبيت في تحقيقه هذا الأسبوع خطوة واحدة إلى الأمام واتهم في تحقيقه السيدة نتنياهو بأنها تتدخل في عمل زوجها وبأن لها عيونا في ديوان زوجها تبقيها على اطلاع متواصل، وعلى مر الساعة عن لقاءات زوجها في مكتبه ساعة بساعة، وأن كل من يعترض أو يهمس بكلمة أو برأي يخالف ما تحب السيدة نتنياهو سماعه، يخاطر بفقدان عمله.

لم يقل الحقيقة 

ويقول بن كاسبيت في هذا السياق: "عندما قال نتنياهو يوم الاثنين الماضي إن زوجته سارة لا تتدخل بأمور الدولة، فإنه لم يقل الحقيقة، وليست هذه هي المرة الأولى. مئات الأشخاص يعرفون ذلك، غالبية وزراء الحكومة تقريبا يعرفون أن أقوال نتنياهو لا تعكس الحقيقة: أفيغدور ليبرمان يعرف ذلك، بني بيغن يعرف ذلك، غدعون ساعر يعرف ذلك، غلعاد اردان يعرف ذلك، يعقوف نئمان يعرف ذلك، يسرائيل كاتس يعرف ذلك، ليمور ليفنات تعرف ذلك، سيلفان شالوم يعرف ذلك جيدا."

ويضف بن كاسبيت : الأسماء في التقرير أوردت هنا بالإشارة للأحرف الأولى للاسم الشخصي، وذلك لتفادي اشتباه عقيلة نتنياهو وتعرفها على أصحابها خشية أن يفقد هؤلاء، أو من تشك فيهم سارة نتنياهو، بفقدان عملهم في ديوان رئاسة الوزراء. ويضيف بن كاسبيت أن الوزراء ليسوا الوحيدين الذين يعرفون ذلك، بل مئات من الذين عملوا إلى جانب نتنياهو واقتربوا منه ومن عمله منذ ولايته الأولى عام 96 وفي مقدمتهم عضو الكنيست أوفير أكونيس، الذي كان ناطقا باسم نتنياهو وهو من جنود سارة نتنياهو؛ فالسائقين يعرفون ذلك، ورجال الحراسة الخاصة يعرفون ذلك، والمستشارون، وهي مجموعة كبيرة من الأشخاص الذين لا يملكون أية مصلحة في إسقاط نتنياهو بل على العكس فإن قسما كبيرا منهم يعتقد أن نتنياهو هو الشخص الملائم لقيادة دولة إسرائيل في هذه المرحلة.

ويستعرض بن كاسبيت سلسة من سلوكيات سارة نتنياهو وتصرفاتها بدءا بفصل المسؤول عن إدارة شؤون بيت رئيس الحكومة من قبل الدولة، وتغيير عامل الحديقة وهلم جرا ولكن بن كاسبيت يقول في بداية تقريره إن أي تطرق لسلوك السيدة نتنياهو يمكن تصنيفه في باب "النميمة " لكن الأمر يختلف في حالة سارة نتنياهو وذلك بسبب تأثيرها الدرامي والهائل على كل أمور الدولة. فهي تلف خيوطا من الفولاذ حول زوجها. وكل تعيين في الديوان يجب أن يحظى بموافقتها.

رئيس طاقم ديوان نتنياهو عين لسارة على زوجها

ويتهم بن كاسبيت زوجة نتنياهو بأنها هي من عينت رئيس طاقم ديوان رئاسة الوزراء نتان إيشيل، وأن عمله الأساسي والرئيسي هو نقل كل تحرك وكل صغيرة وكبيرة في ديوان نتنياهو، من دخل إلى نتنياهو ومع من تحدث نتنياهو، إلى زوجته سارة، وأنه لا ينفك عن الحديث في هاتفه النقال وهو يغطي فمه بيده، لدرجة أن العاملين في الديوان، يصفونه بأنه "الهامس على الهاتف أبدا". ويخشى هؤلاء من الإدلاء بأي تصريح أو موقف يعتقدون أن سارة نتنياهو لا تقبل به، حتى لا يفقدوا عملهم، ولا يضيع مستقبلهم.

وينقل بن كاسبيت عن شخص عمل لسنين طويلة ملازما لنتنياهو قوله إن سيطرة زوجته عليه هائلا وهي تبدأ في التعيينات وتمر حتى في تحديد جدول أعماله اليومي، وسلم الأولويات، لدرجة أن كل العاملين في ديوان رئاسة الحكومة يقولون عن سارة نتنياهو بأنها هي "الزعيم" الحقيقي ورئيس الحكومة وليس زوجها" ، وكثيرا ما كان نتنياهو وبعد أيام وأسابيع من العمل على خطة ما وإقرارها، يعود في اليوم الثاني ليعلن إلغاء الخطة وضرورة تعديلها، وكل ذلك لأنها لم ترق لزوجته.

واتهم أحد المقربين من نتنياهو سابقا أن زوجة نتنياهو: " زرعت في مكتب رئيس الحكومة أكثر من عين لها، بدءا بنتان أشيل ولغاية الشاب من الكيبوتس الذي منع زوج سارة الأسبق من نشر كتاب عنها، وأينما توجهت في ديوان نتنياهو تجد عينا لسارة نتنياهو. وهو يقول إن الجميع يعرفون ذلك وهذا مخيف للغاية هذا هو الواقع وهو فظيع للغاية".

حرب سارة نتنياهو ضد ليمور ليفنات

ويعود بن كاسبيت إلى ايام ولاية نتنياهو الأولى، في العام 1996 والخلافات التي نشبت بين زوجة نتنياهو من جهة وبين الوزيرة السابقة ليمور ليفنات ( التي كانت تعتبر من القيادات الواعدة في الليكود أنذاك) ويقول بن كاسبيت إن زوجة نتنياهو وصلت في تدخلها في شؤون الدولة والحزب إلى درجة منعت فيها زوجها من لقاء ليمور ليفنات، التي كادت تطير من الوزراة وتم تعيينها في اللحظة الأخيرة. ويكشف بن كاسبيت أن نتنياهو كان يستخدم اسم  الوزير  يهوشواع متسا في جدول أعماله كتغطية بديلة لاسم ليمور ليفنات. وكان يكفي أن تقول شيئا لا يعجب زوجة نتنياهو حتى تفقد الحظوة وتطير من عملك. ويورد بن كاسبيت حكايته الشخصية مع سارة نتنياهو ، فيقول إنه منذ 12 عاما وضعته سارة نتنياهو على القائمة السوداء، ومنذ ذلك الوقت يجاهد رئيس الحكومة نتنياهو نفسه في التقليل من حجم العلاقة بينهما ومن الاتصال به.

تغيير أنظم الحراسة لنتنياهو بناء على رغبة زوجته

ولعل أكثر ما يشير إليه بن كاسبيت كدليل على تدخل السيدة نتنياهو بأمور الدولة، من جهة واعتقادها أن كل شيء متاح لها، أو يجب أن يسير وفق هواها، هو إلزام نتنياهو الشابك، وطقم الحراسة الخاصة بتغيير نظم القافلة المرافقة لرئيس الحكومة، وإلزام الشابك بأن تنطلق القافلة دائما من بيت نتنياهو في حال كان الحديث يدور عن مناسبة تشارك فيها عقيلته، بعد أن كانت ترفض الأخيرة أن تقوم سيارة خاصة للحراسة بمرافقتها من البيت لتنضم إلى قافلة نتنياهو. وبحسب بن كاسبيت فإن نتنياهو وزوجته توصلا إلى حل ملزم، وهو أنه في كل مناسبة تشارك فيها سارة نتنياهو إلى جانب زوجها، يقوم زوجها بداية بالتوجه إلى بيته ( يرافقه طقم الحراسة الخاص) بدعوى تغيير ملابسه، ومن ثم تنطلق القافلة وهي تضم زوجته، الأمر الذي يثقل على قافلة الحراسة لاضطرارها تكبد ومواجهة ازدحامات السير في منطقة المسكن الرسمي لنتنياهو في القدس، خصوصا وأنه يقع في منطقة شوارعها ضيقة وكثيرة منها تحدد فيها حركة السير باتجاه واحد فقط.

ويكشف بن كاسبيت كيف قامت السيدة نتنياهو بأخذ بدلة رسمية باهظة الثمن كان الحزب استأجرها للتصوير خلال المعركة الانتخابية. ومع أن طاقم الانتاج في الحزب أبلغ السيدة نتنياهو أن البدلة الغالية مستأجرة وليس متبعا أن يحصل عليها المرشح لرئاسة الحكومة، بل تعاد إلى الدكان إلا أنها أرسلت سائقها لأخذ البدلة الرسمية، وهو ما سبق لها أن قامت به خلال الانتخابات في العام 1996، بل إنها قامت يومها وأصرت على أخذ مجموعة من الملابس النسائية  الغالية التي كان الليكود استأجرها للتصوير في المعركة الانتخابية فقط، لكن سارة نتنياهو أصرت على أخذها واضطر الحزب الى دفع ثمنها.

ويختم بن كاسبيت تقريره باقتباس ما يتندرون به في ديوان رئيس الحكومة نتنياهو، حيث نقل له أن بعض العاملين في الديوان والمطلعين على ملفات سارة وتصرفاتها، يتندرون بأنه ربما من المفضل أن يتم تبديل المناصب بين نتنياهو وزوجته، على اعتبار أن سارة نتنياهو تملك شخصية أقوى من زوجها، وهي تعرف ما تريد ولا تخاف من شيء، وعندها لن تكون السيدة نتنياهو الرئيسة الفعلية للحكومة وإنما أيضا الرئيسة الرسمية لها وهو ما من شأنه أن يفيد قوة الردع الإسرائيلية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع