CET 00:00:00 - 21/01/2010

مساحة رأي

بقلم: زهرة البنفسح
أود الاتصال بك
أتلهف لقائك
أتوق أن يجمع الله بيننا
عبر أثيرية هذا الزمان
في موعد لاحق

أراك إلى السماء.. تتطلعين
وعن أسرار خفية.. تبحثين
وباسم الرب.. ترنمين
بينما عيناك يفيض منها الدمع
فقد أضناك طول البعد
وافتقارك لحنان ودفء الشمس

قرارك.. كان بمحض اختيارك
الخدمة من "أجل الرب"
حتى لو كلفك ذلك ألوان
شقائك والتضحية بالنفس
فلقد هز كيانك في الملكوت الفسيح
استغاثة أهل الأرض
وصراخ المستضعفين

فهرعت لتلبية النداء
وأنت تطمحين
أن توقدي شموعًا
وأن تملأي أرجاء الأرض نورًا وحبورًا
لعله يفتر صوت المتأوهين
ويسكن الأنين

رحلت بثويك الأبيض الطويل
بياضه بنقاء الثلج
وبريق عينيك يضوي كوهج الشمس
وقلبك يصرخ أن الحياة
لا تستحق أن نحياها
إلا بالرب.. ومن أجل الرب.. وفي كنف الرب

وشرعت بيديك الطاهرة تنثرين
بذور النور
وتحلّقين بروحك عاليًا
فتغرد معك الطيور
وتحضر لخطاك الحقول
وتفوح بعطرك الورود وبراعم الزهور

وفجأة ظهر أمامك
أطياف وأناس
اتشحوا بالسواد
وأخذوا يوقدون نار الفتن
في كل مكان

هذا هو المخلوق الذي
عهد له أن يخلف رب العباد
بدأ أول مراحل حياته
يتعب ويتضرع
وبعد مرور ردح من الزمان
ذبل قلب الإنسان
بعد ما طال به الأمد
تصدأ عقله
وانغمس في بحر النسيان

فلم يعد يتذكر أنه جاء لأجل محدود
ضيفًا ثقيلاً على رب الوجود
وتعلق قلبه بالمكان
وبدأ يمجد أصنام الزمان
حتى غار منه إبليس
الذي تحول أمامه لمجرد تلميذ
أفلس في مضاهاة شريعة الإنسان
بعد ما تجرد من كل وازع وضمير

ووجدت حولك ظلام حالك
لم يخطر على بالك
أن كل شيء أظله
أصبح حتمًا هالك
حتى انزلقت في مستنقع من
اليأس والقنوط
ليس له آفاق
وامتداده لا تسنين معه حدود
واستعطفت ربك أن
يساعدك على الرحيل
دون إتمام رسالتك
فالتعامل مع البشر
لا ينتظر منه شيء مأمول

لا تتعجلي الأمور
فلقد أزفت الأزفة
ولا يغرنك من يتحصنون
ببريق المناصب والأموال والنفوذ

يوم تهب العاصفة
ستقتلع معها كل الصروح الواهية
فتذهب أدراج الرياح
كبيت العنكبوت
فلو أن كل نفس
غلب عليها الشر
ما تفتدي به
لتجرأ أهل الأرض
وشرهوا في المتاجرة
"بدار الخلود"

دعي المقادير تجري لأعنتها
ولا يخالجك بالشك شعور
أن عدالة السماء –لا ربي- آتية
وستنحني لها الهامات
وتنكي لها الرؤوس

ما يهم.. ألا يساورك القلق
فأنا لست منك ببعيد
ولا يحجبني عنك سوى خيط ضوئي رفيع
وسأظل أبعث فيك روح الأمل
ما دمت في كل وقت وحين
حتى يحمع بيننا الله عن قريب
ويكفينا القدر التواصل..
عبر الأثير
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق

الكاتب

زهرة البنفسج

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

دموع الواعظين

نداء روح عبر الأثير

جديد الموقع