CET 11:28:21 - 14/12/2013

مقالات مختارة

علي سالم
وبوصول جماعة الإخوان إلى الحكم، انتعشت كل جبهات التطرف وسرايا الإرهاب فى الشرق الأوسط، وهذا أمر طبيعى فمصر تحتل موقعا حاكما، وقادرة على أن تشع ثقافتها فى المنطقة سلبا وإيجابا. وشعرت حكومات الغرب كلها بالفزع، فقد كان من السهل أن تدرك أن هذا المنحنى الحاد فى تاريخ المصريين سيحول الشرق الأوسط بجباله وصحراواته وودياناته إلى خزانة هائلة الحجم من غرائز العدوان من كل نوع وصنف.

وردًا على ذلك، لعبوا جميعا دور المتعاطف فى حملة نفاق واسعة للحكم الجديد، وحاولوا احتواءه بكل التصريحات الوردية المشجعة كسبًا للوقت إلى أن يجدوا وسيلة ناجحة للقضاء عليه. غير أن الشعب المصرى فيما يشبه المعجزة السياسية خلّصهم وخلص نفسه من هذا الكابوس بعد عام واحد من حكم جماعة الإخوان. هكذا نشأ موقف جديد فى الشرق الأوسط كان من المحتم أن يتراجع فيه الإرهاب وأن تنهزم أفكار التطرف. أنا أريدك أن تلقى نظرة شاملة على المنطقة وعلى ما يحدث فيها الآن، تقارب حقيقى أمريكى وغربى بشكل عام مع حكومة روحانى، وبالرغم من كل تحفظات الكتاب والمفكرين العرب إلا أنه لا أحد رفض دعوة جوادى ظريف، وزير خارجية إيران، لإقامة علاقات طبيعية بين إيران ودول الساحل كما سماها.
 
وبالرغم من أن المرشد العام فى إيران مازال يخوض معركة الكراهية بالكلمات فقط ضد إسرائيل، والتى بلغت ذروتها بوصفه الشعب الإسرائيلى بأنه أمة من الكلاب المسعورة، إلا أن شمعون بيرس (هذا هو النطق الصحيح لاسمه بالعبرية والعربية) رئيس دولة إسرائيل، أبدى علنا رغبته فى مقابلة حسن روحانى رئيس جمهورية إيران. هى مبادرة تذكرك بمبادرة السادات. وبيرس شخص منضبط من المستحيل أن يبدى هذه الرغبة بغير أن تكون هناك خطوات واتفاقات سبقت هذا الإعلان، وأنا أعتقد أن المرشد العام وصلته أخبار هذه الخطوات فأراد أن يفسدها بأن يوجه هذه الإهانة المروعة للشعب الإسرائيلى، غير أن بيرس لم يبلع الطعم وتناسى الإهانة من أجل الوصول إلى هدف أكبر وأهم وهو الوصول إلى علاقات سلام مع إيران

غير أن إسرائيل لا تضع بيضها السياسى كله فى سلة واحدة، لذلك سترى نتنياهو يواصل تصريحاته ضد الحكم فى إيران ويبدى موقفا متشددا منها.. وهو ما نسميه فى العامية المصرية واحد يضرب وواحد يلاقى. غير أنك لو جردت الموقف من كل ملابساته والتباساته، ستكتشف حقيقة بسيطة وناصعة البياض، هى أنه لا توجد مشكلة حقيقية على الأرض بين إيران وإسرائيل، ولم تكن هناك مشكلة بينهما يوما ما، كان رئيس الجمهورية السابق أحمدى نجاد يشن حملاته الكلامية ضد إسرائيل بهدف اللعب على العواطف العربية.
 
نجاح الجيش المصرى فى حملاته ضد الإرهاب فى سيناء عامل مهم للغاية فى صنع السلام فى المنطقة. وفى الأيام القليلة القادمة، ستوجد كتلتان؛ دول تنعم بعلاقات سلام مع بعضها البعض؛ ودول أخرى خائبة وفاشلة.. وعليك أن تختار.

نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع