بقلم: ميرفت عياد وفي أثناء متابعتي راودني سؤال هو: هل يمكن للمسلمين والمسيحيين أن يعيشوا في سلام مع بعضهم البعض في بلادنا؟ ولعل هذا السؤال ذكرني بالفيلم الوثائقي الذي أنتجته إحدى المؤسسات البريطانية ويحمل عنوان «القس والإمام»، وهذا الفيلم يرصد حالة صراع طائفي حدثت في نيجيريا تحولت في وقت لاحق إلى سلام، وهو من إنتاج وإخراج آلان تشانر وعماد كرم، ومدته لا تتجاوز 40 دقيقة. ويستلهم الإمام والقس في حديثيهما الآيات القرآنية والإنجيلية التي تحث المؤمنين على السعي إلى السلام وكره البغضاء ونبذ العنف وقبول التنوع الديني في المجتمعات المختلطة. لذلك تراهما ينتقيان النصوص الدينية المنفتحة التي تدعو إلى الحوار والتسامح والغفران والاحترام المتبادل. فالإمام يذكر الآية القرآنية: "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة وكأنه ولي حميم" (سورة فصلت)، أما القس فيذكر أن المرء لا يمكنه أن يكون مسيحيًا إلا إذا صار على مثال المسيح "أمير السلام". التجربة النيجيرية.. تجربة رائدة أما ذروة الفيلم، في رأيي فتكمن في اعتذار رجال الدين -واعتذار هؤلاء مستحيل عندنا-، لتسببهم بإذكاء نار الفتنة الطائفية عبر خطبهم التي حرضت على العنف. ولم يغفل الفيلم التذكير بأن الدين لا علاقة له بما جرى، وهذا صحيح لأن رجال الدين يستطيعون أن يأخذوا الدين بالوجه الذي يريدونه من أقصى الانفتاح إلى اقصى التشدد والتطرف. وإني أرسل هذا الفيلم إلى كل مكان يشهد صراعات طائفية وإلى جميع العقول المتشدة والمتعصبة، لعل مشاهدة تلك الأحداث تخلق في قلوبهم رغبة في الحياة بسلام جنبًا إلى جنب مهما اختلفت معتقداتهم الدينية، لأن السلام هو الشيء الوحيد القادر على وقف نزيف دماء الأبرياء. |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت | عدد التعليقات: ٣ تعليق |