للاتفاق على القضايا العالقة
تستأنف الفصائل الفلسطينية اليوم الجولة الثالثة من الحوار فى القاهرة فى محاولة للتوصل الى اتفاق بشأن القضايا العالقة من الجولة الماضية، وقال مسؤول مصرى رفيع المستوى إن الحوار الوطنى الفلسطينى سيستأنف جولته الثالثة «اليوم» بالقاهرة بشكل «ثنائى»، من خلال لقاءات بين وفدى «فتح» و»حماس» لاستكمال التوافق حول الموضوعات المتبقية وهى الحكومة وقانون الانتخابات والمرجعية الوطنية المؤقتة، على أن «تتم دعوة باقى الفصائل فى حالة حدوث اختراق حقيقى فى المباحثات».
وأضاف المسؤول المصرى، فى بيان صحفى أمس، أن وفدى «فتح» برئاسة مسؤول التعبئة والتنظيم أحمد قريع، و»حماس» برئاسة نائب رئيس المكتب السياسى للحركة الدكتور موسى أبو مرزوق «وصلا القاهرة مساء أمس» بدعوة مصرية لبدء مباحثات مكثفة تحت رعاية الوزير عمر سليمان من أجل التوصل إلى اتفاق ينهى حالة الانقسام ويعيد الوحدة الفلسطينية لمواجهة التحديات القادمة.
وأوضح المسؤول المصرى أن القيادة السياسية فى مصر «حشدت» الدعم الدولى والإقليمى والعربى من أجل إنجاح هذا الحوار، الذى سيترتب عليه فى حالة نجاحه «حلحلة قضايا مهمة منها تشكيل حكومة توافق وطنى تعمل على فك الحصار والترتيب لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة إضافة إلى توحيد مؤسسات السلطة الوطنية وإعادة إعمار غزة».
وطالب المسؤول حركتى «فتح» و»حماس» بأن يكونا على مستوى المسؤولية وأن ينظرا إلى الشعب الفلسطينى، «ضحية العدوان الإسرائيلى والاقتتال الداخلى»، وأن «يترفعا عن الحزبية الضيقة والصراع على السلطة والنظر بصورة أعمق فى التطورات والخريطة الدولية والتحديات التى تحيط بالقضية الفلسطينية».
وقال إن مصر تعمل مع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية «بهدوء وبخطوات متأنية مدروسة، ولم تفرض أى موقف على أى فصيل»، مشيرا الى أن الجولة السابقة من الحوار «حققت نتائج مهمة».
وقال المتحدث باسم حركة «حماس» فى غزة فوزى برهوم إن وفد الحركة سيكون برئاسة أبو مرزوق، مشيرا إلى أن الجولة الثالثة من الحوار ستبحث القضايا العالقة فى الجولة الثانية وهى قانون الانتخابات والمرجعية الوطنية لحين تشكيل المجلس الوطنى وبرنامج الحكومة المقبلة، مشددا على ضرورة أن يتزامن ذلك مع إعادة بناء الأجهزة الأمنية.
وحول ما إذا كان لدى حماس استعداد لإبداء درجة من المرونة فى مواقفها للوصول إلى توافق وطنى حول هذه القضايا، قال برهوم: «ليس المطلوب إبداء مرونة بل التشبث باستحقاقات الديمقراطية وخيارات الشعب الفلسطينى، وعدم الخضوع للضغوط الإقليمية والدولية».
وأضاف أن «الحركة لا يمكن أن تقبل الاعتراف بإسرائيل، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة معها لأنها اتفاقيات مدمرة، مشيرا إلى أن مطالبة الحركة بذلك نابعة من أجندات خارجية تفرض على الحوار.
ومن جانبه قال نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عضو الوفد فى حوار القاهرة، إن وفد الحركة «عقد» اجتماعا مع المسؤولين المصريين عقب وصوله، تحضيرا للجولة الثالثة من الحوار الوطنى التى تبدأ اليوم.
وأعرب شعث عن أمله فى أن يتم التوصل إلى اتفاق حول القضايا الخلافية، مشيرا الى أن «مصر تقوم بكل ما يمكن لإنجاح الحوار وتشكيل حكومة وحدة وتحقيق دعم غربى وعربى لإنجاح هذا الحوار، وذلك من خلال الرحلة التى قام بها الوزير عمر سليمان إلى الولايات المتحدة، وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية إلى أوروبا».
وقال شعث إن «المشكلة حاليا ليست فى برنامج الحكومة»، موضحا أن الصيغة التى تم الاتفاق عليها فى مكة وعلى أساسها تشكلت الحكومة الفلسطينية الحادية عشرة، استخدم برنامجها فى جزء منه تعبير « تلتزم» بالاتفاقيات السابقة، وفى جزء آخر تعبير «تحترم»، معربا عن اعتقاده بأنه «يمكن الوصول إلى حل عن طريق إعادة الصياغة لهذا البرنامج». |