CET 00:00:00 - 14/01/2010

مساحة رأي

بقلم: محمود الزهيري
كانت لي في بدايات الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية , بعض الملاحظات علي أعضاء الحركة , سواء الذين تتهافت قاماتهم للإدلاء ببيانات دائماً تحتوي علي قالة أنهم من المؤسسين الأوائل للحركة , وكأنهم هم من اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لينشروا الوعي بدين جديد , ويبشروا به , وكان هذا من وجهة نظر هؤلاء يتوجب فرضية وجود قائد ملهم وزعيم موهوب , أو الزعيم الضرورة !!

الذي تعلمته من هذه الممارسات السيئة السمعة أنه كلما ترك الناس العمل الإجتماعي والإلتحام بالقضايا الإجتماعية , ودأبوا في البحث علي تشكيل اللجان وإعداد الكشوف ومحاضر الإجتماعات , فإن هذا هو المؤدي في النهاية إلي الإفلاس الحتمي !!

 نشأت حركة كفاية قوية فتية بقيادة رمزية لرجل مسيحي مصري هو جورج إسحاق , وقاد الحركة كرمز بجدارة وامتياز نادرين , بالرغم من وجود بعض الملاحظات علي بعض الأراء التي تخوف أن يسير في طريقها مثل رفضه مقابلة مايزيد عن 18 سفير دولة أوروبية , ورفضه مقابلة وفد منظمة هيومن رايتس ووتش , وبعض الشخصيات الدولية مخافة تهمة ممالئة الغرب , أو الإستعانة بالخارج الأجنبي علي حساب الداخل الوطني , وكانت رؤيته علي ما أعتقد غير نابعة من ذاته , وإنما نابعة من الخوف من رؤي التيار الإسلامي الأممي , والتيار القومي العروبي داخل الحركة , وهما من أفسدا حركة كفاية , وذهبوا بها إلي غرفة العناية المركزة !!

 وكان أن تم إبتداع فكرة الإنتخابات داخل إطار حركة كفاية التي هي حركة شعبية تعبر عن أراء وآمال وطموحات الشارع المصري , وقد كان ماكان من إنتخابات تشبه الإنتخابات اللبنانية , بعد لبننة حركة كفاية بتقسيماتها الطائفية المعروفة , والتي تنتج مرشح فائز لمنصب منسق عام الحركة علي أساس طائفي يتماثل مع ديمقراطية لبنان الطائفية !!

وبسبب من الحسد الواقع علي شخص جورج إسحاق المسيحي المصري , من الإسلاميين والقوميين العروبيين , كانت بداية الكارثة لكفاية التي ضعف توهجها , وقلت فعالياتها بعد رحيل جورج إسحاق , مع الإحترام لمنسقي الحركة بعده .

حالياً توجد أزمة قائمة داخل الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية , وهذه الأزمة تدور رحاها بين عبد الحليم قنديل المنسق الحالي , وكثيرين من أعضاء كفاية بمافيهم المبشرون بالجنة الإعلامية , والصخب والضوضاء الشعبوي / الجماهيري , البعيد عن تأدية أدوار إجتماعية تخدم علي الشأن المصري , والمحرك فقط للغرائز السياسية للجماهير  , وفي ظني أن هذه الأزمة ستكون القاصمة لحركة كفاية , والقاسمة لفصائلها بداية من الإسلاميين المتغيبين عن الحركة , ووصولاً للناصريين , وحملة لواء القومانية العربية , ومعهم الإشتراكيين الثوريين , وأعضاء حزب الكرامة تحت التأسيس , وغيرهم , ليكون الجميع قد أوصلوا حركة كفاية إلي مقابر الصدقة بالقاهرة , والمحافظات  ويتم إعلان خبر وفاتها سراً من غير إعلان أو تنبيه  ليظل أدعياء النضال الوطني محافظين علي العصا الوطنية و العصا الدينية التي هي فيها مآرب أخري كثيرة !!

ما اثارني لكتابة هذا الموضوع ماتم نشره حول إستفتاء أجراه شباب 6 ابريل حول شخصية حسن نافعة , وعبد الحليم قنديل , وهذا الإستفتاء تجاوز عدد 18000 من الشباب , ليكون منبئاً عن أن حسن نافعة هو أحسن شخصية للعام 2009 , وعلي العكس من ذلك , يكون عبد الحليم قنديل هو اسوأ شخصية للعام نفسه .

لعل ماجعل عبد الحليم قنديل أسوأ شخصية في العام 2009 , حسب ماأنتجه هذا الإستفتاء , هو ذاته مابدر منه من تصريحات عديدة تمثل علامات إستفهام وتعجب , ومنها ماصرح به حال قيام أحمد بهاء الدين شعبان لزيارة الإسكندرية والإلتقاء بأعضاء الحركة بها , وماكان من عبد الحليم قنديل إلا أن بادر وأكد علمه بزيارة شعبان للإسكندرية واجتماعه بأعضاء الحركة هناك، وقال «أنا أعلم بالزيارة ومافيش مشكلة أن يجتمع بأى شخص، وأعرف جيدا ما قاله فى الاجتماع وما سمعه أيضا».

بل وماقرره عبد الحليم قنديل عن نيته في البقاء في منصب منسق عام الحركة معللاً أنهناك حد أقصى ليبقى المنسق العام فى منصبه وهو سنتان ، مع إجراء انتخابات كل عام لاختيار منسق عام، أو الاتفاق على التجديد لعام إضافى دون انتخابات ، وقال : لا يوجد ما يمنعنى من الترشيح مرة أخرى هذا العام، ومن الوارد أن يتم فى يناير القادم تجديد الثقة بدون انتخابات. هذا حسب ماتداولته الصحف .

 في ظني أن عبد الحليم قنديل لم يختلف عن نظام مبارك , فالأول يتجسس علي معارضيه , والثاني يفعل ذلك , مع فروق ذهنية بسيطة , والأول يعمل للبقاء في المنصب , والثاني كذلك !!

وإذا كانت كفاية أعلنت عن مظاهرة مصر ليست عزبة , وعلي نفس المنوال كذلك , كفاية ليست عزبة !!

الأغرب أن عبد الحليم قنديل , والتيار القوماني العروبي , غالبية تصريحاتهم وفعاليتهم تقوم بدور فعال وبجدارة منقطعة النظير بالتخديم علي نظام الطغيان المصري , والعربي كذلك , في آن واحد , وهذا نابع من صفته قومي / عربي , فعبد الحليم قنديل كان أول من أعلن تبروءه من ديتليف ميلتس نفسه ومن تقرير ديتليف ميلتس , بل ومن أي تقرير أو إجراء قد يدين النظام السوري و ذلك التقرير الذي أتي علي إثر مقتل رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني , والذي لوح بإدانة النظام السوري في مقتل رفيق الحريري .

وهو من قال لا لقرار المحكمة الجنائية الدولية , لتوقيف وملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير , صاحب المجازر البشرية في دارفور في الغرب , ومجازر الجنوب , وباقي المجازر الأخري في ربوع السودان !

وهو من وقف ضد قرار البرلمان الأوروبي الذي أدان النظام المصري في الحريات والديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان , والأقليات الدينية .

وهو الذي صرح منفرداً بالإنسحاب من الجبهة المصرية ضد التوريث , معللاً هذا الإنسحاب بأسباب واهية بعيدة عن المنطق الواقعي الذي يخدم علي الشأن المصري , واختزل رأي الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية , وأعضاء لجنتها التنسيقية ,  وأعضائها , في رأيه الوحيد الأوحد فقط , بالرغم من عدم موافقة الحركة علي هذا الإنسحاب الفجائي من الجبهة المصرية ضد التوريث , في حالة من الحالات الذهنية التخيلية التي صورته وكأنه ديكتاتور !!

فهل يجدر بمنسق عام الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية , أن يكون كذلك , بإعتبارها حركة تغيير , مصرية في الأساس , وحركة تناهض التمديد , وتجابه التوريث ؟!!

فهل سيتحمل عبد الحليم قنديل , وجبهته القومية العروبية النقد , كما يتحمل مبارك الأب ونظامه الإستبدادي, النقد مني ومنه , ومن غيرنا الكثير ؟!!
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق