بقلم: جرجس وهيب
إلى متى نستيظ كل صباح على أنباء حادث غوغائي همجي على بعض المسيحيين المسالمين الذين لم يقترفوا ذنبًا إلا كونهم أقباطًا؟!.
لا أحد يعرف لماذا يفعل بعض المسلمين بجيرانهم وإخوانهم بالوطن ذلك؟!، ولماذا وصلت الكراهية إلى هذا الحد العنيف الذي وصل لقتل مصلين بسطاء يوم عيد الميلاد المجيد لمجرد كونهم مسيحيين، وكان من الممكن أن يتضاغف العدد عدة مرات؟!.
كثير من المسيحيين بدأوا يتسألون لماذا كل هذه الكراهية؟!!
ولماذا زادات وتيرة العمليات الإرهابية والاعتداءات ضد المسيحيين في الفترة الأخيرة بهذا الشكل؟
ويرجع ذلك لعدة أسباب أولها المناهج الدراسية التي أغفلت الحقبة القبطية من كتب التاريخ، وإغفال تواجد المسيحيين بباقي المناهج الدراسية تمامًا، بالإضافة إلى تجاهل وسائل الإعلام الحكومية للمسيحيين تمامًا، وخاصة التليفزيون، على الرغم من أن تعداد المسيحيين بمصر، فسواء كان 12% أو 10 % أو حتى 2% فلا يُقابل هذه النسبة أي برامج مسيحية بهذه النسب، بل إنه لا يوجد برنامج واحد مسيحيي بالتليفزيون ليشرح للإخوة المسلمين أن المسيحيين ليسوا كفارًا، ولا يعبدون ثلاثة آلهة كما يظن بعض المسلمين، والكنائس ليست بها مخازن للأسلحة، أو يُمارس بها الزنا يوم رأس السنة الميلادية عندما يتم إغلاق النور، كما اكد لي زميل أثناء الدراسة الثانوية أن مدرس الدين الإسلامي قال لهم هذا الكلام، والدولة نفسها تمارس تمييزًا يساعد على زيادة حالات الاحتقان ضد المسيحيين عندما تضيق الخناق على عمليات بناء وترميم الكنائس، مما يُعطي انطباعًا لدى العامة بأن الكنائس ليست مجرد أمكان للعبادة، وإنما أمكان لأمور أخرى، والدليل تضييق
الدولة نفسها على بنائها، وإذا كانت للعبادة، فلماذا تضيق الدوله عليها؟
كما يطل علينا الأزهر الشريف كل فترة، مع كامل الاحترام والتقدير للشيخ الجليل محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، الذي يحظى بتقدير عدد كبير من المسيحيين، بإصدار أحد الكتب التي تشكك في العقيدة المسيحية، وكان آخرها كتاب الدكتور محد عمارة، والذي تم سحبه من السوق بعد اعتراض المسيحيين عليه.
كما ضعفت هيبة الدولة في الفترة الاخيرة، والمتجول بشوارع قرى ومدن مصر يستطيع أن يُلاحظ ذلك، فهناك حالة فوضى عارمة بالشارع المصري، ويدعى البعض أن هذه الفوضى مقصودة من جانب الدولة، وضعف هيبة الدولة اطل بظلالها على المسيحيين، فبعد أى حادث إرهابي ضد المسيحيين، تلقي الشرطة القبض على المعتدين من الجانب المسلم، وعدد من أسر الضحايا المسيحيين، "يبقى موت وخراب ديار"، فيتم القبض على المسيحيين لإحداث توزان كما تدعى الشرطة، والضغط على المسيحيين لقبول الصلح العرفي (العار) بضغط أمني على الكنائس، والأفراد وترهيبهم من انتقام إخوانهم المسلميين، مما أعطى انطباعًا لدى العامة بأن الاعتداء على المسيحيين ليس جريمة ولن يقابله عقاب.
فالحل الجذري لوقف الاعتداءات على المسيحيين، أولاً: تطبيق القانون بصرامة على المعتدين على الكنائس والمسيحيين، وتغيير المناهج الدراسية، وتخصيص جزء من المنهج للحديث عن الحقبة القبطية، وإعداد عدد من البرامج بالتليفزيون المصري لشرح العقيدة المسيحية، وتصحيح الفهم الخاطيء للمسيحية لدى عدد كبير من الإخوة المسلمين وإصدار القانون الموحد لبناء دور العبادة ..
ومن الممكن أن تساهم تلك المقتراحات إذا نفذت في الحد من حالة الاحتقان الطائفي ضد المسحيين.
وخالص العزاء لأسر شهداء نجع حمادي.. |