بقلم - مجدي ملاك هكذا هو المشهد العربي مزيد من إظهار القدرة على احتقار الآخر ونبذه فالكل هو الملهم والإمام كما قال العقيد القذافي في كلمته في القمة العربية التي تعقد بقطر في الفترة الحالية، فما عَبّر عنه الزعيم القذافي لم يكن وليد كلمة أو موقف أو حدث يشهده العالم العربي ولكنه نابع في الأساس من ثقافة عربية متأصلة بالسخرية من الآخر والرغبة الحميمة في تولي الزعامة. والسؤال الذي يراودنا في هذه اللحظة إذا كان الرؤساء الذين يحكمون البلاد بهذا التدني من المستوى في التعامل مع بعضهم البعض فماذا يكون الحال في التعامل بين هؤلاء الرؤساء وشعوبهم؟!! القذافي لم يعبر عن الدولة الليبية في كلمته أثناء القمة ولكنه عبر عن أزمة العالم العربي التي نعيش فيها وهي أزمة نتاج سنوات تغييب العقل واعتبار الزعماء ملهمين من الله يجب إطاعتهم تحت أي ظرف وهي نظرية ضيقة وغير صحيحة فلا يمكن أن نعتبر البشير الذي قتل مليون وشرد ضعف هذا العدد أنه جاء بموافقة من الله وإلا اعتبرنا الله شخص دموي وقاتل ويعشق سفك الدماء وحاشا لله أن يكون هكذا!! ولا يمكن أن نعتبر العاهل السعودي الذي يعتبر المرأة عورة وتصدر فتاوى في دولته بضرورة إعادة المرأة مرة أخرى إلى المنزل أنه شخص تقدمي أو حليف للثقافة العالمية، ولا نقبل أن يكون الرئيس المصري ديمقراطي طالما لم نصل لتداول السلطة الحقيقي الذي يسمح بالتنافس الشريف بين مختلف الأحزاب ليبقى الأفضل والقادر على تغيير مصر تغيير حقيقي يشعر به المواطن والعالم، لذا الحل الأمثل من وجهة نظري الذي يجب أن تكون منه بداية التغيير الحقيقية هو في القدرة على مواجهة هؤلاء الرؤساء العرب المغيبين عن واقعهم ولا يمثلون أي ثقافة تذكر داخل مجتمعات هي أحوج فيه للثقافة التقدمية وليس لثقافة الأمام. وعلى المجتمع المدني والشعوب داخل تلك الدول أن تبدأ في التحرك من الآن نحو إعمال تغيير حقيقي بعيداً عن ثقافة الإمام لأن إذا كانت ثقافة الإمام قد أوصلتنا لهذه المرحلة من التخلف في مختلف المجالات، فإن عدم مقاومة تلك الثقافة في الفترة القادمة سوف يمثل الأسوأ على كافة الأصعدة وسوف يعني أننا لا نريد التغيير لأنفسنا ونصر أن يقودنا الإمام نحو المجهول. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |