بقلم: زهير دعيم
توحيد الأعياد المسيحيّة في بلادنا أمر مُضحك فعلا.
إنّه في الحدّ الأفضل أضحى وكأنه...أو شبه كأنه ، فإسرائيل "الدولة المترامية الاطراف" !! أضحت دويلات صغيرة ، ولكلّ دويلة نظامها الخاصّ، فهي تمتلك الحقّ في ان توحّد الأعياد أو ترفض.والتوحيد كما أسلفنا هو شبه توحيد ، بل قل ولا تستحي إنّه مهزلة و" ضحك على الذقون" ...والقضيّة هي بمجملها وفحواها قضيّة زعامة ورئاسة ، ونحن الأحقّ ، ونحن الأكثر ، ونحن الأوّلون ...ونحن.....وكلّها أمور لا تُقنع ولا يقبلها منطق انسانيّ سليم.
عيّدوا في كفرياسيف –على ما أظنّ- وفي المكر وشفاعمرو وغيرها ، وما كان العيد ابتهاجًا بعيد الفادي الحبيب ؛ طفل المغارة السّرمديّ ، وإنّما كان وكأنه " رفع عَتَب " ...هيّا نُعيّد عيد القدّيس اسبيردون في عين الوقت الذي يُعيّد فيه الغربيون ميلاد يسوع ، أمّا القدّاس والاحتفال الرسميّ بالميلاد فلا يكون إلا كما أمرنا أهلنا الأرثوذكس الأوائل مستقيمو الرأي !!!!
اسبيردون؟!!! والله يعلم أنّني لا أعرف عنه شيئًا ، قد يكون قدّيسًا غمره يسوع بحنانه ونعمه ، فسما في دنيا الرّوح ، ولكنه يبقى في كلّ الأحوال من تراب ومجبول بالخطيئة ....أتراه يستحق أكثر من يسوع؟!!
أسبيردون !!!أبِهِ نُموِّه ونتحايل؟
أترانا نستطيع أن نتحايل على الله؟ أليس هو فاحص القلوب والكِلى ؟ أليس هو قارئ النّوايا؟ .
ويزعل "البطريرك اليوناني ثيوفيلوس الثالث ..ويزعل وأنا أعلم القول المُقدّس القائل " رئيس شعبك لا تقل به سوءًا ".
"ويزعل البطريرك ويُرعد ويُهدّد ويتوعّد أولئك الذين وحّدوا جسد الربّ وصلّوا صلاة العيد في الخامس والعشرين من كانون الأوّل بدل عيد القدّيس اسبيردون
الحِرمان لكلّ من تُسوّل له نفسه أن يُعيّد ويُوحّد جسد الربّ!
فنحن للقسطنطينيّة وبولس وأبلّوس ولاسبيردون ولسنا للمسيح..
أمر مضحك هذا التوجّه وهذا التوحيد ...هنا نعم وهنا على بعد عشرة امتار لا وحرام....في شفاعمرو نعم وفي عبلين التي تلتصق بيوتها بشفاعمرو لا وحرام وحرمان لأنّ السّادة المطارنة والبطاركة قرّروا وقالوا لا ..
لست ألقي باللائمة على طائفة بعينها ، فالكلّ في قفص الاتهام وما من احد يعمل بأمانة من اجل إرضاء الإله الذي أحبّنا حتى الموت؛ موت الصّليب.
أمر مُضحك ....ومُبكٍ
في هذه السنة والسنة القادمة قد يكون هذا" شبه التوحيد " معقولا لان الفصح الغربيّ والشرقيّ في هاتين السنتين في عين اليوم ، ولكن المشكلة بل ام المشاكل ستكون في سنة 2012سينفرط العقد حتمًا ، وسنعود نتذكّر صلب الربّ في آذار لنصلبه ثانية في نيسان ، ونعود لنكون أضحوكة أو شبه أضحوكة للغير.
الكتاب المُقدّس يا سادة هو واحد ، وكذا البشارة والصليب والربّ...لا خلاف ، أجزم و" أبصم " بالأصابع العشر أنّه لا خلاف فالجميع يؤمنون بالكتاب المُقدّس من "الجِلدة " وحتّى "الجِلدة " لانه موحى به فعلا ولأنه يحمل الموعظة على الجبل ؛ هذه الموعظة التي ما جاء بها ولن يجيء بها احد ماضيًا وحاضرًا ومستقبلاً.
إذا أين الخلاف؟!
أليس في النفوس البشريّة؟
أليس في الصّدور التي ما زالت تئنّ تحت وطأة " الأنا"؟
لا أفشي سرًّا إن أنا قلت لكم أن المسيح يتألم وهو يراكم هكذا في انشقاق وانقسام .
ولا أبوح بأمرٍ خطير إن قلت أن يسوع لا يفرح في هذه الأيام وهو يرى هذه المسرحية تُمثّل على مسرح الحياة بإسمه.
متى سنقول كلّنا كفى ..المسيح أولا ثمّ نحن !!
المسيح الأهمّ ثمّ مصلحتنا الخاصّة !!!
متى سنحبّ يسوع أكثر من أنفسنا كما طالبنا بذلك؟ .
اتمنّى ان لا أكون مخطئًا ان قلت لكم ان اليونان وقبرص تُعيّدان الأعياد المجيدة مع الغربيين .
وأخيرا نحن المؤمنين لا نخاف يا سادتي المطارنة والبطاركة الا من الذي يقتل الرّوح !! ولن نسجد الا للذي جبلنا من طين ويجبلنا كل يوم بمحبته الفائقة، ويغسلنا بدمه.
تفرّقوا ، تقوقعوا ، فهذا لا يهمّنا ....سيبقى الصّليب رمزنا والسماء ما نرنو اليه. |