بقلم: لمى فريد العثمان |
«أرجوكم الحقوني أنا أتعرض لعذاب يومي»، هكذا صرخت طفلة الصليبية التي تشوه جسمها الصغير الغض بسبب الكسور والكدمات والحروق، تغيبت لمدة أسبوع عن المدرسة، لتقضي تلك الزهرة نحبها قبل أن تتفتح بعد أن تركت تنزف بسبب الضرب والتعذيب من قبل أمها ذات القلب الحجر، لم يلحقوها، ولم ينقذوها، تركوها وحدها تواجه مصيرها البائس، بسبب الإهمال، أو الثقافة التربوية المتسيدة، أو قلة الوعي والتحضر، والأهم بسبب انعدام قانون يحمي الطفولة، بالرغم من مصادقة الكويت على اتفاقيات دولية تقضي بحماية حقوق الأطفال وبالرغم من صون الدستور لحقوقهم، لتهمل سياسة العشوائية والتخبط والإهمال أهم ما نملك، مستقبلنا ومستقبل وطننا. وقد شهد أغلب هؤلاء الأطباء حالات كثيرة من العنف الأسري ضد الأطفال، وقرروا كما فعلت «الجمعية الوطنية لحماية الطفل» كسر جدار الصمت عن قضية حساسة لطالما سكت عنها الأطباء والمعلمون والمسؤولون، ليصر هؤلاء أصحاب القلوب الرحيمة والعقول المتحضرة والضمائر الحية أنهم لن يسكتوا بعد ذلك عما يرونه بشكل مستمر من استغلال وإيذاء وتعذيب لأطفال تحجرت الدموع في مآقيهم، وانسلخت جلودهم الناعمة وتكسرت عظامهم الهشة وتورمت عيونهم البريئة، وقصص كثيرة تقشعر لها الأبدان ويهتز لها الكيان. إن العنف ضد الأطفال لا يقتصر فقط على التعذيب الجسدي، لكنه يشمل أيضا العنف النفسي (بحجة التأديب في حالات كثيرة) كالشتم والإهانة والحبس والرفض والترهيب والتمييز والإهمال العاطفي والإهمال الطبي والجسدي والتربوي والفكري، ولا ينحصر بالأسرة بل يمتد ليشمل المدرسة ودور الرعاية وأماكن عمل الصغار، كما يتجلى العنف في أبشع صوره حين يمارس ضد الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يكفيهم عذاب الإعاقة، ولكنه يزيدهم أوجاعا وعذابات، أو الأطفال المهمشين كالأطفال الذين يجوبون الشوارع ويجبرون على العمل. كيف تسامحنا العيون الخائفة الصغيرة التي تصرخ بصمت: أنقذوني؟ ولكن لا قانون يحميهم سوى القرار الإنساني الشجاع والأول من نوعه في الكويت لوزير الصحة د. هلال الساير الذي يلزم الأطباء بالإبلاغ عن اشتباه في حالات الاعتداء أو الإهمال الجسدي أو النفسي للأطفال، عل وعسى أن يرى النور الاقتراح بقانون الذي تقدم به النواب ناجي العبدالهادي ود. أسيل العوضي وعبدالرحمن العنجري ومسلم البراك ووليد الطبطبائي فيما يتعلق بالحقوق المدنية والاجتماعية للطفل، وأن يضع حلولا حضارية لمشكلة العنف ضد الأطفال. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |