بقلم: عساسي عبد الحميد
نعم، فقدت الإنسانية جمعاء مناضلاً من طينة نادرة، مناضلاً استطاع بحرفية الرائد الثوري المحنك، تعريف العالم أجمع بالقضية القبطية، ونقل هذه القضية العادلة للرأي العام الدولي لتوضيح مدى معاناة الأقباط ببلدهم الأصلي، والظلم المُسلط عليهم من طرف ملحقة بني وهاب المتمثلة في مشايخ الكفيت والمنومة عقولهم، والنظام الذي يغض الطرف عن خروقات الجهاز الأمني المنحاز والمُرشى من طرف النظام السعودي.
فيكفي أن يُوسوس شيطان في أذن مصروع حتى تهب الجموع بعد صلاة الجمعة للاعتداء على الأقباط .. فبنات في عمر الورود تختطف، ومسلسل الأسلمة ماضٍ في طريقه بتمويل سعودي ورعاية والعمولات التي يتناولها، ومممتلكات الأقباط على كف عفريت.
لقد استطاع المهندس عدلي بذكائه الفريد تحذير وإقناع الكثير من الفعاليات الثقافية والسياسية والحقوقية من مختلف المشارب والمذاهب من خطورة الفاشية الجديدة والمتمثلة في الوهابية العنصرية التي يحمل لواءها غرانيق بني سعود، ولهذا سيظل شوكة في حلوقهم، وحربة تنغص عليهم حياتهم حتى بعد رحيله.
خلال مسيرته ساهم و قاد العديد من المحطات النضالية، أبرزها إنشاء فريق عمل أسس معه منظمة "الأقباط متحدون" ومعها موقعها الإليكتروني المتميز، كما قام بتنظيم مؤتمرات حضرها مثقفون ومهتمون بالشأن الحقوقي من كل الجنسيات، الشيء الذي أعطى للقضية مناصرين ومتعاطفين من كل العالم.
وخلال مسيرته النضالية، لم يدع الرجل الريادة لنفسه بل مد يده بتواضع وبساطة الكبار لكل الفعاليات القبطية بالمهجر، وأبدى تعاونه التام من دون قيد أو شرط مع الجميع من أجل القضية، فالرجل كان يؤمن بأن ساحة النضال تسع الجميع، كما استطاع أن يحافظ على علاقة عادية بالكنيسة المصرية، وتفادى غير أي احتكاك مع قادتها، رغم محاولات النظام للإيقاع بين الكنيسة والباش مهندس، فعلاً سيظل هذا الرجل هرمًا شامخًا، ورمزًا للنضال، وسيحيا في قلوب مواطنيه وفي قلوب كل الشرفاء
عساسي عبدالحميد
Assassi_64@hotmail.com
|
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|