CET 00:00:00 - 06/01/2010

مساحة رأي

بقلم: صبحي فؤاد
فى بداية شهر مايو عام 2009 اتخذ الرئيس مبارك قرارا عجيبا باعدام جميع الخنازير اينما تواجدوا على ارض مصر تحت ذريعة انها تسبب مرض انفلونزا الخنازير الخطير.

ويومها لم يجرؤ كبيرا او صغيرا فى مصر على فتح فمة والاعتراض على هذا القرار الخاطىء الذى تسبب فى اهدار ثروة حيوانية ضخمة قدرات بمئات الملايين من الدولارات وافلاس الوف التجار وخراب بيوت مئات الالوف من العمال الذين كانوا يرتزقون من الاشتغال فى مزارع الخنازير او المصانع التى تتعامل مع لحومها وتصنعها.

واذكر ان وزير الصحة قال ونشر كلامة فى كافة وسائل اعلام المصرية  ان اعدام الخنازير حتى اخر واحد منهم هو من ضروريات امن مصر القومى .
وبلغ التفاهة بالبعض الاخر الادعاء بان 18 مليون مصرى سوف يموتون قريبا اذا لم تعدم كل الخنازير الموجودة فى مصر !!!

واليوم وبعد ما يقرب من نصف عام على مذبحة الخنازير الشهيرة فى مصر وابادتهم عن بكرة ابيهم حرصا على سلامة المصريين وامن مصر القومى حسبما كانوا يروجون ويدعون نفاجىء بوزير الصحة المصرى الدكتور حاتم الجبلى المسئول بحكم وظيفتة عن صحة كل مواطن ومواطنة مصرية يصرح فى لقاء تلفزيونى اجراة معة المذيع عمرو الليثى فى برنامج " واحد من الناس " يوم 24 ديسمبر 2009 ويقول ببساطة وصراحة متناهية ان قرار ذبح الخنازيرفى شهر مايو الماضى لم يكن لة علاقة بالصحة او اى قيمة فى منع انتشار المرض بين المصريين !!

والاخطر من هذا انة قال انة فوجىء بقرار اعدام الخنازير .. ولم يشارك فى اتخاذة .. وان القرار اتخذ فى مجلس الشعب المصرى بدون دراسة او تروى .

طبعا كلام صعب ومثير للغاية وخاصة انة خارج من فم الوزير المصرى شخصيا ومسجل لة بالصوت والصورة وليس كلاما منسوبا الية .. كلام لو لم اكن رايتة وسمعتة بنفسى لما كنت صدقتة باى حال من الاحوال .

والان وبعد ان اكد وزير الصحة المصرى فى حديثة التلفزيونى خطأ قرار اعدام الخنازير فى مصر .. وانة كان مثلنا جميعا فوجىء بقرار الرئيس مبارك التاريخى باعدام كل خنزير على ارض مصر حتى اخر واحد منهم رغم ما نسب الية وقتها بان اعدام الخنازير امر يمس امن مصر القومى .. فمن اذن الذى استطاع اقناع الرئيس شخصيا بوضع توقيعة على هذا القرار الخطير الخاطىء ؟؟ واذا لم يكن الرئيس يستشير  اوياخذ بنصيحة وراى الوزير الذى كلفة بمهمة الاهتمام بصحة ملايين المصريين ويفاجئة باصدار قرار هو من صميم عملة ووظيفتة ووزارتة فما قيمتة اذن او قيمة كوزير صحة او وزارتة ؟؟

لقد كتبت عدة مقالات محاولا مثل كثيرين غيرى من المصريين اقناع السلطات فى مصر بالعدول عن قرار اعدام الخنازير وقلت فى واحدة منهم بعنوان " الخنازير وامن مصر القومى " بتاريخ 6 مايو 2009 بالحرف الواحد :

 ان الشىء الذى يجهلة هؤلاء جميعا ان هذا المرض المتفشى حاليا فى كثير من دول العالم لا ينتقل عن طريق اكل لحوم الخنازير وانما عن طريق الجهاز التنفسى وهذا الكلام ليس من عندى بل هو كلام منظمات عالمية مسئولة ومعروفة للجميع وقامت بالفعل بالاعتراض على مذبحة الخنازير فى مصر.

ووالدليل الاخر على خطأ قرار السلطات فى مصر .. يوجد فى استراليا ملايين من هذة الحيوانات وياكل لحومها الناس يوميا ولم نسمع عن اصابة واحدة فى كل انحاء البلد التى تبلغ تسعة اضعاف مساحة مصر .. بل وقامت الحكومة الاسترالية بحث الشعب على عدم مقاطعة اكل لحوم الخنازير حتى لاتخرب بيوت الوف الناس الذين يعيشون على هذة الصناعة .

والصراحة المؤلمة ان النظام فى مصر فيما يبدوا اتخذ من الخنازير المصرية حجة وذريعة لارضاء الاخوة المتطرفين حتى يتم توريث الحكم لنجل الرئيس من ناحية من ناحية ومن ناحية اخرى ربما لاعطاء مزارع الخنازير ومصانع تصنيع لحومها لكبار رجال الاعمال من الصفوة المختارة  بدلا من الناس الغلابة الذين يشتغلون حاليا فى هذة المهنة .

وفى مقالة اخرى بعنوان " انفلونزا العقول المتطرفة فى مصر " بتاريخ 1 مايو 2009 قلت :

 لا اعرف كيف انساقت السلطات المصرية بغباء وجهل شديد وراء مطالب اخوان الخراب المغرضة واتخذت قرارها بذبح كل الخنازير وحفظ لحومها فى ثلاجات وبيعها فيما بعد لصالح اصحابها !!

وماهى الحكمة من ذبح هذة  الخنازير اذا لم تكن فى الاصل مصابة باى امراض وتعريض اصحابها - الذين غالبيتهم من اغلب الغلابة فى مصر - للافلاس والجوع والتشرد والنوم فى الشوارع؟

ليت المسئولون فى مصر يدركون ان الخطر الحقيقى على مصر ومستقبلها ليس هو وباء انفلونزا الطيور او الخنازير او غيرها وانما الخطر الاكبر هو انفلونزا التطرف والتعصب الاعمى الذى اصاب عقول بعض  المصريين لان الاول لة الامصال والادوية الواقية منة اما المرض الثانى فعلاجة صعب يحتاج الى قرارات حاسمة وشجاعة من قيادات النظام المصرى لمحاصرتة والقضاء علية.

هذا بعض مما كتبة وقلتة وقتها ولكن للاسف كان بدون جدوى او نتيجة لان اصحاب القرار فى مصر اما ان قرارتهم تاخذ بعفوية شديدة او عشوائية وارتجالية غير مفهومة .. ناهيك طبعا عن غياب الشفافية عند اتخاذ القرار.

اخيرا ترى هل يتفضل الرئيس مبارك بعد اعتراف وزيرة الصحة يوم 24 ديسمبر 2009 بخطا قرار التخلص من جميع الخنازير فى مصر ويقول لنا لمصلحة من اتخذ هذا القرار التاريخى ؟؟ وهل نتوقع ان تقوم الدولة بالاعتذار للناس الغلابة البسطاء من اصحاب الخنازير وتعويضهم ادبيا وماديا عما لحق بهم من ظلم فادح واهدار لكرامتهم وسمعتهم بلاضافة الى فقدان مصدرهم الوحيد للقمة العيش؟؟
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق