CET 00:00:00 - 06/01/2010

مساحة رأي

بقلم: مجدي جورج
لسوء حظي لم أتشرف طوال حياتي بلقاء المهندس عدلى أبادير ولكني تعرفت عليه من خلال موقع "الأقباط متحدون"، ومن خلال الفيديوهات التي كان يطل من خلالها علينا ليُدلي بدلوه ويُعلن عن رؤيته في معظم القضايا التي تهم الأقباط في مصر.
ومن خلال هذه الفيديوهات، تعرفتُ على الرجل الذي رحل عن عالمنا الفاني مع إشراقة هذا العام. نعم تعرفت على رجل لا يخاف في الحق لومة لائم, صلب الإرادة ,قوي الشكيمة, حاد وبتار كالسيف في الدفاع عن الحق وعن المظلومين.

عدلي أبادير هو من الأوائل الذين:
 1- استخدموا لغة صريحة جريئة، مُسميًا الأشياء بأسمائها، وقد انتقده الكثيرون الذين كانوا ومازالوا يحاولون استخدام لين الكلم، وجميل العبارة في مخاطبة المسئولين في مصر، قائلين إن هذا هو الأسلوب الأمثل لـ "لحلحلة" القضية مع أنهم فشلوا في التوصل لأي شيء بأسلوبهم هذا.

2- اتهموا الدولة مباشرة بأنها المسئول الأول عن خطف وأسلمة الفتيات القبطيات، وقد حاول الكثيرون تجميل الواقع قائلين بأنها عمليات فردية غير منظمة، ولكن الواقع أثبت صحة كلام الرجل، واكتشف الكثيرون أن هناك تؤاطؤًا بل ومشاركة من أمن الدولة في عمليات الخطف هذه.

3- هو أول رجل أعمال قبطي يعيش خارج مصر يترك رغد المعيشة ولذة الحياة كي يتفرغ للقضية القبطية، باذلاً جهدَه وماله ووقته وصحته من أجل المظلومين في مصر.

4- عدلي أبادير لم يكتفِ بمحاولة الدفاع عن الأقباط في مصر، بل دافع عن كل المهمشين والمظلومين وكل الاقليات في العالم العربي.

5 عدلي أبادير كسر تابلوهات كثيرة لم يجرؤ أحد على الاقتراب منها، وأهمها على الإطلاق ترشحه للانتخابات الرئاسية الماضية، فهذه الخطوة الذكية حرّكت الكثير من المياه الراكدة ووضعت القضية القبطية في بؤرة الأحداث.

6 عدلي أبادير من القلائل الذين ينكرون ذواتهم، رغم كل مافعله للقضية القبطية. فقد كنتُ قد كتبتُ مقالة بعد مؤتمري "زيورخ وواشنطن" أمتدح فيها عمله هذا، وهدفي لم يكن مدحه، بل إبرازه كمثال يجب أن يحتذي به رجال الأعمال الأقباط من أصحاب الملايين الذين يعيشون داخل مصر وخارجها، كي يُساهموا في العمل القبطي، كلٌّ بطريقته وبالوضع الذى يروقه، ومقترحًا أوجهًا عديدة للمساهمة، منها الإنفاق على فقراء الأقباط في مصر، أو إنشاء جريدة قبطية، أو قناة تلفزيونية تنقل أنين أقباط الداخل بلغات العالم المختلفة، ومبرزًا لهم عدلي أبادير كنبراس يجب أن يحتذوا به، ولكن موقع "الأقباط متحدون" لم ينشر المقال وعرفت فيما بعد أن السبب هو أن المهندس عدلي لا يُريد لأي أحد مهما كان أن يسرق الأضواء من القضية القبطية، فالهدف ليس الأشخاص بل القضية أولاً وأخيرًا.

مثلنا البلدي يقول: "إن اللي خلف ما متش" وأنا أثق أن كل من كانوا حول عدلي أبادير هم بمثابة أبنائه، وجميعهم قد تشربوا منه الجرأة في القول والصدق في العمل، وأثق أنهم سيستمرون في السير على دربه، مدافعين عن الأقباط وحاملين لواء القضية القبطية في كل محفلٍ دولي.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق