بقلم: لطيف شاكر
إلى روحِ العظيمِ أبادير
بكيتكَ مثلَ طفلٍ صغير
من أجل فِراقكَ المرير
همُهُ لأقباطِ مصرَ كثير
اهتم بكلِّ محتاجٍ وفقير
عطاؤكَ كالنهرِ الغدير
تحملتَ التعبَ الخطير
ومسحتَ دمعنا الغزير
و إلى أينَ لنا المصير
وكنتَ لنا الأملَ والبشير
كنتَ للأوطانِ خيرَ نذير
أبعدتَ عنكَ الجبانَ والحقير
وجاهدتَ حتى النفسَ الأخير
فطوباكَ أيها الرجلُ الكبير
فأعمالكَ تتبعكَ وتسير
فقدناكَ يا حبيبَ الجماهير
وعزاؤنا من الله القدير
يُعزي نفوسنا والقلبَ الكسير
ماتَ الرجلُ والرجالُ قليل
وخطوتَ الطريقَ ليسوعَ الجليل
أعطيتَ الأملَ للقبطي الذليل
وحاربتَ لتنقذه منَ الظلمِ الذليل
وكنتَ لهُ المرشدَ والدليل
ولمْ تكنْ يومًا لهم بخيل
تركوكَ الأصدقاءُ وأنتَ عليل
وفي ضعفهم كنتَ السندَ والبديل
جاهدتَ الجهادَ الحسنَ الجميل
وأكملتَ سعيكَ حتى الرحيل
حبيبنا رحلَ لنومٍ طويل
وتركنا في بكاءٍ وعويل
طوباكَ أيها الشجاعُ النبيل
وهنيئًا لكَ بالتيجانِ والأكاليل |