بقلم: د. محمد مسلم الحسيني
أيها الراحلُ صوبَ السماء...
أيها الغالي على منْ عرفك.... والقريب عمّن ابتعد عنك....
أيها الناكرُ لذاته..... والمضحّي بنفسه وماله....
يا خليلَ الشرفاء...... وحبيبَ الضعفاء......
يا منْ سمعناهُ قبلَ أن ينطق ......وفهمناهُ قبلَ أن يُفصح.....
ويا منْ عرفناه قبل أن نلقاه.......وشاهدناه قبل أن نراه.....
اعلم أننا رأيناكَ في أفكارنا قبلَ عيوننا ....
وسمعناكَ في قلوبنا قبلَ آذاننا....
وصافحناكَ بمشاعرنا قبلَ أيادينا.....
اليومُ باركتكَ السماءُ بدعوتها إليك، لكن روحكَ ستبقى معنا وأنفاسك ستبقى بيننا......
ستبقى حمائمُ السلام، التي رعيتها، ترفرفُ بأجنحتها في سناءِ نهجك وهي تشدو إليك.....
وستبقى ورودُ المحبةِ والألفة، التي سقيتها بماءِ عرقك،..... ترسلُ عطرها العبق إليك....
وستبقى العدالةُ التي جاهدتَ واجتهدتَ في الذود عنها ، تشهدُ عنك....
لقد أكل فيكَ المرض.... ونهشَ منكَ الألم.... وامتدَ بكَ الوهن....لكنك بقيتَ قائمًا بطلاً .....تتحدى ضعفَ الجسد ، وتقاومُ وهنَ الوتد، وترفع ثقلَ السنين....
فرغم وعورةِ الطريق، رحلتك الصعبة قد أنجزت....
ورغم طول المسار، رسالتك العلوية قد وصلت.....
ورغم جفافِ الأفكار، براعمُ الحضارةِ قد أينعت....
ورغم ضبابِ النفوس ، شمسُ الحقيقةِ قد أشرقت.....
كم مرة تعبتَ كي يرتاحَ غيرك.....وكم مرة عطشتَ كي يرتوي أخوانك.....وكم مرة سهرتَ كي
تنامَ عيونُ الآخرين.
الكلمةُ الحرّة تسألُ عنك......
والقلوبُ المحبّة تبكي عليك.......
والمشاعرُ الصادقة تحني هاماتها إليك....
فهنيئا لكَ وسلامٌ عليك.....
بروكسل |