تصادم قطارات... حب وقتل... من أبرز حوادث 2009

كتبت: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
أوشك العام على الرحيل ملقيًا ما في جعبته من أفراح وأحزان.. هموم وأحداث.. مشاكل وقضايا.. في كتاب التاريخ، مطالبًا منا أن نأخذ من شهوره وأيامه الماضية عِبرة نستطيع بها أن نستكمل رحلة الزمن عبر أعوامه القادمة، حقًا لا نعلم هل سيحمل لنا عام 2010 هدوءًا وسلامًا أم ستكون أحداثه ساخنة مثل أحداث عام 2009 التي شهدتها مصر، حيث امتلأت ساحات المحاكم بالعديد من الحوادث والقضايا التي شغلت الرأي العام لفترات طويلة منها القتل والإعدام للمشاهير وهروب رجال أعمال إلى الخارج.
ومن أبرز تلك الحوادث والقضايا تصادم قطاري منطقة العياط التابعة لمحافظة 6 أكتوبر، والذي نتج عنه مقتل 18 قتيلاً وإصابة أكثر من أربعين مواطن بجروح بعضها خطيرة، وهذا أدى إلى قبول الرئيس حسني مبارك لاستقالة المهندس محمد منصور وزير النقل، حيث تُعد هذه ثاني إقالة أو استقالة لوزير نقل مصري نتيجة حوادث القطارات، حيث سبق وأن قَبِل الرئيس مبارك في 2003م استقالة المهندس إبراهيم الدميري وزير النقل على خلفية حادث احتراق قطار الصعيد الشهير.
كما أصيب ثلاثة من رجال الشرطة المصرية وطفلان بشظايا صواريخ عندما قصف السلاح الجوي الإسرائيلي المنطقة الحدودية مع قطاع غزة، كما ألحقت الضربات الجوية أضرارًا بمسجد في الجانب المصري من مدينة رفح وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي، والأضرار بعشرات المنازل القريبة من المنطقة المستهدفة التي تم ضربها بالطيران الإسرائيلي وذلك للقضاء على أنفاق لتهريب السلاح على بعد نحو 400 متر من الحدود المصرية.
بينما أصدر المستشار عبد المجيد محمود "النائب العام" قرارًا بالإفراج عن 10 متهمين في قضايا مختلفة لأسباب صحية من بينهم أيمن نور "رئيس حزب الغد السابق وعضو مجلس الشعب لفترة دامت عشر سنوات قبل سجنه".

أحكام قضائية.. وعقوبات رادعة
وعلى صعيد آخر، قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة رجل الأعمال الهارب "نبيل البوشي" الذي استولى على 65 مليون دولار من رجال أعمال وفنانين ومشاهير بالسجن 15 عامًا بعد هروبه إلى دولة الإمارات.
كما أصدرت محكمة جنح سفاجا حكما بحبس رجل الأعمال الهارب "ممدوح اسماعيل" 7 سنوات في قضية غرق العبارة 98 والتي راح ضحيتها 1300 راكب وإلغاء حكم البراءة الصادر من محكمة أول درجة.
هذا إلى جانب صدور حكم بالسجن مدى الحياة على الألماني" أليكس فاينز" الذي قتل الصيدلانية المصرية "مروة الشربيني" داخل قاعة المحكمة أمام زوجها وابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات، حيث تم طعنها 16 طعنة بسكين حاد.
وصدر أيضًا حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات على "هاني سرور" عضو مجلس الشعب وثلاث متهمين آخرين في قضية توريد شركة هايدلينا للمستلزمات الطبية المملوكة له لأكياس دم ملوثة ومعدات طبية فاسدة لوزارة الصحة, حيث كشفت التحقيقات عن وجود ميكروبات وفطر وعفن داخل أكياس الدم وانبعاث رائحة من بعضها مما يؤدي إلى تسلل البكتيريا إلى دماء المريض وإصابته بتسمم بكتيري قد يؤدى للوفاة. وذلك لوجود عيوب في أكياس الدم حيث أن جميعها غير مطابقه للمواصفات القياسية، هذا إلى جانب أن سوء تصنيعها يجعلها غير صالحة للغرض المعدة من أجله. وللاسف قبل صدور الحكم اختفى رجل الأعمال وباقي المتهمين من مصر.
ومن أغرب القضايا التي شهدتها مصر في عام 2009 قضية تبادل الزوجات عبر مواقع الانترنت والمتهم فيها مدرسة وزوجها الموظف والتي عاقبتهما المحكمة بالسجن 7 سنوات، حيث بررت المحكمة صدور هذا الحكم بأن الجريمة التي اقترفها المتهمان يهتز لها عرش الرحمن، وتنفر منها طبائع الأمور وقد بلغت القلوب منها الحناجر فزعًا على فعل المتهمين بالإعلان والدعوى عبر شبكة الانترنت من خلال البريد الالكتروني الخاص بهما، وعلى مرأى ومسمع من العالمين العربي والأوروبي بدعوة لتبادل الزوجات والجنس الجماعي، مشترطين أن يكون شركائهم أزواجًا.

القاتل يُقتل ولو بعد حين
بينما قضت محكمة جنايات جنوب الجيزة بالإعدام شنقًا على "محمود عيسوى" 19 عامًا والمتهم بقتل هبة العقاد ابنة الفنانة ليلى غفران وصديقتها نادين خالد داخل شقة الأخيرة بحي الندى بضاحية الشيخ زايد، وأكدت المحكمة أن المتهم ارتكب جريمته بقصد السرقة وأن إنكاره عدة مرات لا يؤثر على الأدلة اليقينية وتحقيقات النيابة.
كما تم الحكم بإعدام هشام طلعت مصطفى ومحسن السكري، حيث يعد اليوم الذي تم فيه النطق بالحكم يومًا تاريخيًا لأن بذلك أسدلت محكمة جنايات القاهرة الستار علي أكبر قضية شغلت الرأي العام المصري والعربي وهي قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، والتي قضت المحكمة فيها بإعدام رجل الأعمال والسياسي الشهيرهشام طلعت مصطفي ومحسن السكري ضابط الشرطة السابق لاتهامها بقتل المطربة داخل شقتها بدبي بدولة الإمارات.
هذا بالإضافه إلى حكم المحكمة بمعاقبه المهندس شريف حافظ بالإعدام شنقًا بسبب قيامه بانهاء حياة أسرته المكونة من ابنيه وزوجته داخل شقتهم بمنطقة النزهة بعد خسارة 2 مليون جنيه في البورصة خوفًا على مستقبل وحياة أسرته من الفقر، ويُذكر أنه توفى قبل تنفيذ الحكم بسجن الاستئناف.

المتهمين.. والحقيقة الغائبة
وهناك الكثير من القضايا التي تشغل الرأي العام ولكن لم يتم النطق بالحكم فيها، مثل القبض على الجناة في تفجيرات منطقة الحسين التي أسفرت عن مصرع سائحة فرنسية وإصابة 24 آخرين بينهم أجانب، إثر انفجار عبوة صغيرة بدائية الصنع وضعت أسفل مقعد حجري. وتشير الاعترافات التي أدلى بها المتهمين في التحقيقات إلى تورط جهات إيرانية وشيعية في التمويل والتنفيذ، كما توصل التحقيق إلى وجود صلة بين المجموعة المنفذة لتفجيرات الحسين والتفجير الذي وقع قبله بأيام أمام كنيسة العذراء بمنطقة الزيتون.
كما تم القبض على سيدة الأعمال هدى عبد المنعم الملقبة بـ "المرأة الحديدية" بعد رحلة هروب دامت 25 سنة باليونان، وتم نقلها وسط حراسة مشددة إلي قطاع الأمن العام تمهيدًا لعرضها على المستشار عبد المجيد محمود النائب العام لأنها مدرجة على قوائم الترقب والوصول بقرار من النائب العام لصدور أحكام ضدها بالسجن في قضايا قروض وتوظيف أموال، والجدير بالذكر أن هدى عبد المنعم قد صدر ضدها حكم جنائي بالسجن 10 سنوات لاتهامها بالتزوير في محررات رسمية واستخدامها في الحصول علي تسهيلات ائتمانية والاستيلاء على أموال البنوك.
ونجحت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية أيضًا في القبض على سفاح المعادي بعد هروبه أكثر من عام. وذلك لارتكابه العديد من حوادث الاعتداء على الفتيات بمنطقة المعادي‏ مما تسبب في ترويع الآمنين.

الإرهاب.. طعنة في بدن المجتمع
تم ضبط خلية إرهابية تعتنق فكر "التكفير والهجرة" تضم 25 مصريًا وفلسطينيًا واحدًا، وأشار مصدر أمني إلى أن اعترافات العنصر القيادي لتلك البؤرة "محمد فهيم حسين" وعناصر من مجموعته الذين تتركز إقاماتهم في محافظات القاهرة والإسكندرية والدقهلية، تضمنت أنه كان يجري التراسل مع عناصر وبؤر أخرى ترتبط بتنظيم «القاعدة» لمناقشة الادعاءات والمنطلقات التي يتبناها التنظيم وذلك من خلال الإنترنت.
واستمرارًا لمسلسل الإرهاب ألقت الأجهزة الأمنية القبض على 26 متهمًا من جنسيات مختلفة ينتمون الي حزب الله قبل قيامهم بأعمال إرهابية داخل مصر بالعمل مع منظمات أجنبية تستهدف بعض الأماكن السياحية.

النشطاء السياسيين.. ومخالفة القانون
كما باشرت النيابة العسكرية بالعريش التحقيق مع الناشط السياسى "أحمد أبو دومه" حيث ألقي القبض عليه في رفح ووجه له تهمة التسلل عبر الحدود الشرقية بطريق غير شرعي بالمخالفة للقرار الجمهوري 298 لسنة 1995، وانتهت النيابة في قرارها بإحالة أحمد سعد دومة إلى المحكمة العسكرية، ويُذكر أن أحمد هو أحد شباب الحركة الشعبية لتحرير مصر (غاضبون) وكان قد قرر الدخول لقطاع غزة أثناء الحرب الإسرائيلية علي القطاع للإنخراط في صفوف المقاومين وأثناء عودته تم إلقاء القبض عليه من قبل قوات الشرطة المتواجدة بمعبر رفح البري وتم إرساله لمباحث أمن الدولة بالعريش.
كما ألقت أجهزة الأمن القبض علي رجل الأعمال أشرف العتال المتهم باستيراد 120 ألف طن من القمح الفاسد بمستندات مزورة والتي تم تسريب كميات منها إلى المطاحن.
بينما توصلت أجهزة الأمن المصرية لحل لغز مصرع هالة حسين فايق "مدير عام التسويق الائتماني للشركات ببنك مصر" وزوجة المستشار علي شكيب "مساعد وزير العدل السابق"، والتي عُثر على جثتها داخل مسكنها بالجيزة في ظروف غامضة، حيث تم إلقاء القبض على المتهم سيد نجيب زوج الشغالة نعمة التي تعمل لدى القتيلة وذلك بعد مرور أقل من 3 أيام على القضية التي أثارت الفزع وهيجت الرأي العام في مصر، حيث تبين أن القتل كان بدافع السرقة وقد اعترف المتهم بتفاصيل ارتكابه للجريمة وأرشد عن المسروقات وتم إحالته إلى النيابة للتحقيق.

جرائم تهز أرجاء اسكندرية وحلوان
وهناك العديد من الجرائم التي لم يتم كشف الغموض عنها مثل الجريمتين اللتين شهدتهما مدينة الإسكندرية، أولهما تم العثور على جثة "جلال محمد السعيد" 67 عامًا معدًا بالقناة الخامسة وشقيق "د. رفعت السعيد" مقتولاً داخل شقته، حيث وجدت النيابة جثة المجني عليه مسجاة على سرير حجرة النوم بكامل ملابسه، ووجود آثار دماء بجوار الجثة ووجود جروح كبيرة بمؤخرة رأس المجني عليه كما تبين أن جميع منافذ الشقة ومحتوياتها سليمة. وأمر أحمد محمود "رئيس نيابة المنتزه أول" بتكثيف التحريات من قبل إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الإسكندرية لكشف غموض الحادث.
كما تلقي خيري موسي "مدير أمن الإسكندرية" بلاغًا بوفاة فوزي الكردي "رئيس شعبة الأدوات الصحية بالغرفة التجارية" إثر تعرضه لطلقات نارية من ملثم أسفل منزله بمنطقة أبوسليمان أثناء عودته بصحبة نجله. واتهم الابن الذي نجا من الحادث في التحقيقات شريك والده في التجارة.
بينما شهدت منطقة حلوان مذبحة بشعة حيث قام السائق حسين عباس فهمي بقتل مطلقته و4 آخرين من أسرتها عقب قيامها بخلعه والحصول على الطلاق والارتباط بآخر، حيث أفادت تحريات المباحث الأولية بأن المتهم سافر عقب ارتكابه الجريمة إلى إحدى محافظات الصعيد للاختباء هناك. وصرحت النيابة بدفن جثث الضحايا بعد عرضها على الطب الشرعي.