كتب: هاني دانيال - خاص الأقباط متحدون
اتجهت بعض منظمات المجتمع المدني نحو نشر أنشطتها وبرامجها وأفكارها للتنمية بعيدًا عن القيود الإدارية الموضوعة والتفاعل التام مع وسائل التكنولولجيا الحديثة، وفي هذا الإطار أعلنت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان عن إطلاق "راديو ماعت" بداية من 1 يناير المقبل، وهي تُعد أول إذاعة إلكترونية من نوعها تابعة لمنظمة أهلية مشهرة بوزارة التضامن الاجتماعي -على اعتبار أن أول إذاعة على الإنترنت سبق أن قدمها مركز أندلس لنبذ العنف ودراسات التسامح، وهو مركز وليس مؤسسة أهلية- نافذة جديدة تطل منها المؤسسة على المجتمع وتفتح من خلالها قنوات للتواصل الفعال بين المواطن في كل مكان وصانع القرار على كل المستويات.
يُعد راديو ماعت نقلة نوعية في طبيعة العمل الحقوقي وآلياته وإضافة جوهرية وضرورية للأدوات التي يمكن توظيفها لتعزيز وحماية حقوق الإنسان، وهي أداة تستجيب لمتغيرات العصر وتتعامل مع معطياته وتتناسب مع طبيعة اهتمامات السواد الأعظم والأكثر تأثيرًا من الفئة المستهدفة وهم الشباب ومستخدمي الغنترنت وناشطي الإعلام البديل.
ويسعى راديو ماعت إلى نشر الوعي بالحقوق القانونية والدستورية للمواطنين وبالمبادئ والمعايير الدولية لحقوق الإنسان وتعزيز ثقافة السلام والتسامح، كما يسعى إلى إلقاء الضوء على المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المصاحبة لمرحلة التحول التي تمر بها مصر والمساهمة بفاعلية في جهود الإصلاح والتحديث والتنوير.
تشمل الخريطة البرامجية لراديو ماعت في دورتها الأولى على عدة برامج تعبر عن طبيعة اهتمام المؤسسة في المرحلة القادمة وتتماشى مع خطتها الاستراتيجية في مجالات دعم الرقابة الشعبية على الانتخابات، ودعم اللامركزية والحكم المحلي الرشيد واستخدام المنهج الحقوقي في تحسين جودة الخدمات العامة المقدمة للمواطنين على المستوى المحلي، كما تشمل خريطة البرامج على مكون خاص بالمدونين ومستخدمي الإعلام البديل وهو مكون تعريفي وتدريبي وإخباري في نفس الوقت.
وقامت مؤسسة ماعت بتعيين 6 من المتدربين في الإذاعة المنتظر إطلاقها في بداية العام الجديد، كما فتحت المؤسسة باب التدريب العملي لبقية المتدربين حيث تم تقسيمهم بحسب جدول زمني يضمن استفادتهم من أوقات تواجدهم بالإذاعة بشكل فعال، ويضمن ثقل مهاراتهم وإكسابهم خبرات مفيدة، وسيكون العمل بالإذاعة تحت إشراف نخبة من المتخصصين والخبراء ومقدمي ومعدي البرامج ومهندسي الصوت بالإذاعة المصرية والإذاعات الإلكترونية.
وكانت المؤسسة سبق أن عقدت بالتعاون مع مركز الحياة لحقوق الإنسان دورة تدريبية خاصة باستخدامات البث الإلكتروني في تعزيز حقوق الإنسان والتى جاءت تحت عنوان "دورة تأهيل معدي ومقدمي برامج الإذاعات الإلكترونية"، وشارك فيها 25 شاب وفتاة من ناشطي الإنترنت والبث الإلكتروني، وحاضر فيها مجموعة كبيرة من المدربين والمحاضرين والخبراء في مجالات الإعداد والتقديم الإذاعي والبث الإلكتروني وحقوق الإنسان، من أجل الخروج بإذاعة وبرامج هادفة، وإمكانيات جيدة تحقق الهدف المنشود. |