اطفال الحجارة واطفال الاقباط

بقلم: مدحت قلادة
اطفال الحجارة شهد لهم العالم العربى والاسلامى فى وقوفهم امام الاحتلال الاسرائيلى وهلل لهم الاعلام العربى صحف اذاعات قنوات تليفزيونية مازالت تهلل وتمجد فى وقفوفهم ضد الاحتلال بسلاح بدئى " الحجارة " تذكرت تلك المشهد وانا اشارك  في مظاهرات الهيئة القبطية الهولندية يوم 22/12/2009 وسط جو بارد قارص البرودة وثلوج تصل ارتفاعها 30 سم في شوارع لاهاي توقعت للوهلة الأولى أن أعداد المتظاهرين سوف تعد على أصابع اليد الواحدة ولكن بحمد الله وصل عدد المتظاهرين 300 متظاهر تحركنا من أمستردام بأتوبيسين وقابلنا المجموعة في لاهاي وأثناء انتظارنا في مكان التجمع أخذت أبحث في عيون وشكل الأخوة الحاضرين شد انتباهي عدة  نقاط :
ثلاثة ملائكة أخوات  سامنتا أربعة أعوام، وساندرا ستة أعوام، وساندي تسع أعوام، "اطفال الاقباط " سلاحهم ليس حجارة سلاحهم صراخ من الظلم والاضطهاد الواقع على ذويهم فى مصر فرشوط ديروط ابوشوشة الكشح العياط الاسكندرية الدقهلية ..الخ فى كل مناحى المحروسة  أحضرهم أبيهم وأمهم  للمشاركة في المظاهرات فلفتوا انتباه المارة الهولنديين أثناء صراخنا لرفع الاضطهاد وكم تعجبت!! كيف أعطوا هؤلاء البنات الصغار مثل حي لاحتمال المشقات لرفع الظلم عن أكتاف أهلنا أقباط مصر المضطهدين وسألت أبيهم.. لماذا لم تتركهن في المنزل؟؟ قال بكل جرأة وثقة ليتعلموا من نعومة أظافرهم حب أهاليهم في مصر والدفاع عن المظلومين.

اخذتنى صورة صراخ الملائكة الصغار باللغة الهولندية لا للاضطهاد لا للظلم لا لقتل مسيحى مصر وقارنت بين اطفال الحجارة واطفال الاقباط اطفال الحجارة يحاربون دولة يصفها العالم العربى بانها عنصرية بينما فى بلادنا اشد عنصرية نقتل ونذبح ونسرق ونحرق باسم الله نستبيح شرف وعرض الاقباط والبهائيين والشيعة باسم الله وصحيح الدين ادركت ان فى مصر عنصرية وسادية اشد شراسة من الاسرائليين فكل من الاسرائليين والفلسطينيين يحاربون على ارض وهم اعداء اما نحن يطلقون علينا شركاء الوطن والنسيج الواحد ...الخ !!! ففى مظاهرات لاهاى اكتشفت عدد من النقاط اهمها
الشباب الواعد مثل جون، وجورج، وكيرلس، ومارك في عمر الزهور رغم ذلك هم عمالقة فى العمل القبطى فى تظاهرهم وصراخهم رافضين الظلم واضطهاد ذويهم بمصر ، كما قابلت  عدد من الأشخاص المتميزين لأول مرة  أتعرف عليهم مملوءين جرأة  وحماس وإباء رافضين التنكيل بأهاليهم في مصر وشدني جداً الأخ عماد الذي وجدته ملتهب في صراخه أمام السفارة المصرية عرفت أنه نال تعذيب مريع على يد رجال الأمن في مصر  لكونه قبطي بالطبع واشرف الشاب مسئول التنظيم وكثيرين من الشباب الواعد المحب لمصر وتراب مصر.

تحركت المظاهرة من مكان التجمع للبرلمان  الهولندي ووقفنا هناك نصف ساعة نردد الهتافات التي رغم شدة برودة الجو ألهبت صدورنا وتحرك الموكب سيراً على الأقدام في حراسة رجال الشرطة الهولندية الذين لا يقل عددهم على 15 شرطي لمحكمة العدل الدولية وأخذنا نردد الهتافات نصف ساعة أيضاً وسط ذهول الهولنديين كيف يتظاهر هؤلاء الناس وسط هذا الجو؟!! وصرح احد الهولنديين ان قضيتكم قضية عادلة والا لما وقفتم هنا فى هذا الجو المريع!! وكانوا يقتربون ويقرأون اليافطات المكتوبة باللغة الهولندية وسط استحسان الكثيرين لمعرفتهم مدى ما يعانيه أقباط مصر ومن الجميل إقتراب السيارات الداخلة والخارجة لمحكمة العدل الدولية لسماع صوت ترديدنا وسلم أعضاء الهيئة القبطية الهولندية خطاب مسجل به أحداث اضطهاد الأقباط بدءاً من الكشح مروراً بفرشوط وديروط... ليسلم لرئيسه المحكمة بعد ذلك على أمل إيجاد مدخل قانوني لمقاضاة مسؤولي مصر منتهكة حقوق الأقباط .
وتحركنا بالأتوبيسات إلى مقر السفارة المصرية في لاهاي أيضاً ووقفنا نردد الهتافات باللغة الهولندية والمصرية واهتمامنا الاكبر الهتاف باللغة الهولندية ليدرك الداخلين والخارجين للمنطقة الاعمال المشينة الممارسة يوميا من النظام المصرى ضد الأقباط  م اضطهاد وتنكيل ووقف أعضاء السفارة السزج !! يقوم بعمل تمثيلية هزلية من النافذة ممسكاً بورقة وقلم وكأنه يكتب أسماء من يعرفهم من المتظاهرين فما كان إلا أن خلع البعض غطاء رأسه ليظهر شخصيته أكثر بل ويلتقط كاميرته ليصور عضو السفارة في رسالة واضحة "ما فيش حد بيزمر ويخبي ذقنه" واخذنا نهتف اكثر واكثر فالتلهب قلوبنا جميعاً فكسبنا تعاطف المارين من الهولنديين أو أعضاء السفارات الأخرى .

بعد هذه المقدمة  حققت المظاهرة نتائج إيجابية هي:
لأول مرة  يتظاهر الأقباط أمام محكمة العدل  لدولية هذه المرة بـ 300 قبطي المرة  القادمة 3000 وأكثر ولن نصمت حتى  يحاكم هذا النظام في جرائمه ضد الإنسانية  بالتنكيل على 15 مليون قبطي بمصر.
انتهاء تأثير اللجان التخديرية التي جابت العالم  شرقا وغربا لتخدر الأقباط بمعسول الكلام وعلى ارض الواقع اضطهاد مرير وتعصب وتخلف وكراهية ضد اقباط مصر
اشتعال شعلة العمل القبطي من جديد لتقوم مظاهرات في كل دول العالم ضد الظلم والطغيان الملتحف بالدين مع املى ان يستمر التظاهر دائما .
تفهم وتحمل  الجيل الصاعد رفع قضية للمحافل  الدولية .
أخيراً كعضو في اتحاد المنظمات القبطية الاوربية  أقدم أرق التهنئة  للهيئة القبطية الهولندية لنجاح مظاهرتها ولقدرتها على تجنيد الشباب القبطي بهولندا ليقوم مثل هذا العمل العظيم وسط برودة قارصة وإنكارهم لذواتهم وعملهم الحقيقي الهادف لرفع الظلم والاضطهاد عن أكتاف أقباط مصر ., كما لا انسى دور الاستاذ جون سدراك وصراخة باعلى صوتة باللغة الهولندية والعربية طوال الطريق بلا كلل ولا ملل انهم حقا شباب رائع محب لوطنة مخلص لقضيتة العادلة .

على هامش المظاهرات خرج القنصل أحمد عبد العزيز وسأل على الأستاذ بهاء رمزى رئيس منظمة اقباط هولندا  فسلمة خطاب عن مشاكل  الأقباط مع علمنا بأن السيد عبد  العزيز لا يملك من أمر نفسه شخصياً  أي حل "للعلم فقط" وفي كلمة تهكمية يقول ليه كل المظاهرات هذه  هل علشان فرشوط مش ممكن؟! علشان فرشوط بالطبع مستحيل فى  نظر السلك الدبلوماسي المصري المتعصب   فالقتل  والذبح والسرقة والحرق لأقباط مصر لا يستحقاى اهتمام لانه شىء عادى الان ؟! فى عرف السلك الدبلوماسى المصرى !!
من عجب العجاب هدم كنائس الأقباط وحرقها وسرقتها لا يتحرك للسلك  الدبلوماسي طرفة عين أما عدم التصريح  ببناء مآذن في سويسرا يستنكر السلك الدبلوماسي هذه التصرف الغير أخلاقي من جانب سويسرا ويتدخل رئيس سيد قرارة ليستنكر  هذا العمل ويدعوا  للتحرك من خلال المحكمة  الأوروبية  ضد تعنت سويسرا فى بناء الماذن!! متغاضيا طرف العين عن دستور مصر المتناقض مواطنة مع مادة ثانية ؟!! ووضع قانون دور عبادة  في الأدراج خمس سنوات وتعنت فى حل مشاكل 15 ملين قبطى الموجودة فى ادراج سيد قرارة منذ 1972 "تقرير العطيفى " لذا يجب علينا ان نفضح هذا النظام المتعصب فنظام مصر لا يخاف الفحشاء  بل يخاف الفضيحة وهذا واجب وطني وحقوقي وأخلاقي على  كل مضطهد ذليل بمصر ان يشارك فى فضح هذا النظام الوهابى الذى باع مصر واقباط مصر للوهابية واذنابها !! هذا ما نقوم به في الأيام القادمة بالأكثر  بأن الله واستعين كلمات لجان التخدير الذى جابت العالم وهى كلمة الله المستعان "من كلمات لجان التخدير" سابقاً 
احبك مصر من عماق قلبى
وحبك مصر فى صميم القلب نامى
سيجمعنى بك التاريخ يوما
اذ ظهر الكرام على اللئام
لاجلك رحت بالدنيا شقيا
اصد الوجه والدنيا امامى
وانظر جنة جمعت دئابا فيصرفنى الاباء عن الزحام
من كلمات شوقى بك