كتبت: ماريانا يوسف - خاص الأقباط متحدون
رغم أنه لم يمضِ أسبوع على عرض فيلم "بالألوان الطبيعية" إلا أنه أثار جدلاً واسعًا حتى قبل عرضه بدور السينما وذلك لما يحمله من وجهة نظر إبداعية تصطدم مع بعض الأفكار التشددية التي انتشرت خاصة في العِقدين الاخيرين.
الفيلم من بطولة يسرا اللوزي، فرح يوسف، كريم قاسم، فريال يوسف، ومن اخراج أسامة فوزي وتأليف هاني فوزي.
أحداث الفيلم
وتدور أحداثه حول فنان تشكيلي"طالب بكلية الفنون الجميلة" تصطدم أفكاره وطموحاته بالوضع السائد في مصر وموقف المجتمع المصري من الفن خاصة الأوساط المتغلغل فيها التعصب الديني ومجموعة شباب آخرين لا يتقبل المجتمع تصرفاتهم دينيًا.
حيث يناقش الفيلم عقلية التحريم لدى المسلمين والمسيحيين تجاه الفن التشكيلي، وتصور الجسد العاري كأساس لهذا الفن.
حيث يجسد كريم قاسم شحصية هذا الفنان الشاب الذي يهوى الرسم، والذي يلتحق بكلية الفنون الجميلة مخالفًا لرغبة والدته التي أرادته طبيبًا.
وحينما طلب منه أساتذته رسم أجسام الفتيات العارية، رفض ذلك وترك الكلية وخاطب الله إن كان ذلك حلالاً أم حرامًا.
من جانب آخر، يتورط في علاقة عاطفية تتطور إلى علاقة حميمية مع زميلة له في الكلية والتي تشعر بالذنب فتلجإ إلى الحجاب ثم النقاب كنوع من أنواع التكفير عن الذنوب، كما تغير دراستها من الفنون الجميلة إلى الهندسة، ثم يتغير فكرها إلى عدم أهمية العمل أو الدراسة بالنسبة للمرأة فتترك الدراسة وتتفرغ للدورها الأسري.
دعوة لمقاطعة الفيلم
من جهة أخرى، أنشأ عدد من طلبة الفنون الجميلة جروبًا على "الفيس بوك" يدعو لمقاطعة الفيلم بحجة أنه يُسيء لهم ولكليتهم ولمهنتهم الرفيعة.
حيث يقول "نونو توداي": "ياجماعة مش لازم نسكتوا على فيلم زي الفيلم ده...ده مش بس إهانة لطلبة فنون جميلة....دة للناس كلها...لازم نوصل الموضوع للمسئولين..ولازم الفيلم دة يتوقف.....الكلام دة مابيحصلش ولا حيحصل يبقى ده إهانه لينا".
و أيضًا يومانا طه تقول:"إحنا من حقنا اعتذار قبل ما نكون فنانين أو طلبة كجمهور بيشاهد إسفاف وحقايق مزيفة، أنا مش فاهمة إزاى بيسمو الهلس اللي بيقدموه فن وكمان بيزيفو الفن اللي بجد".
و تؤيدهما سارة على حيث تقول معترضة على الفيلم: "دي ناس عايزا تعمل شوو وتثير جدل علي حساب مين مش مهم...بس إحنا مش هنسكت ولو وصلت هنرفع قضية علي الفيلم,عمر ما حصلت الوقاحة دي فكليتنا ولا هما دول طلبة فنون جميلة .. ناس سخيفه متناقضة، إزاي اسمهم فنانين ويتعاملو مع كلية للفن بالأسلوب المتدني دا".
وكذلك هبة عبد المجيد تقول: "أنا مش عارفة إزاي أصلاً مخرج ومؤلف وممثلين يوافقوا على حاجة زي دي، المفروض إن دول أصلاً فنانين يعني عارفين معنى الفن وقيمتة، إزاي يشوهوا صورة الفن وطلبة الكلية بالشكل ده مع إنهم المفروض جزء منهم، وكلنا في دايرة واحدة، يعني هما بيشوهوا صورة فنون جميلة يبقى ينطبق الكلام ده برضة على كل أقسام الفنون، يبقى منزعلش بقى لما نلاقي ناس بتكفر أهل الفن وكل الفنانين الموجودين إذا كان أصحاب الفن أصلا بيشوهوا صورة الفن".
حملة لوقف عرض الفيلم
كما تبنت هبة محمد ومجموعة أخرى من شباب الفنانين وصل عددهم لأكثر من ألفين، حملة وطنية تدعو لوقف عرض الفيلم حيث انتقدت الفيلم بأنه يصور الكلية بجهنم والعميد بالشيطان والطلبة بحطب جهنم، كما أنه -حسب زعمها- يضرب بكل القيم والعلوم والفنون عرض الحائط متجاهلاً ما يقدمه الفن من رسالة سامية في الحياة.
و تطالب الحملة وزير الثقافة ونقيب الفنانين التشكلين وعمداء وأساتذة جميع كليات الفنون الجميلة في مصر اللجوء للقضاء لوقف هذه المهزلة وهذه الصورة المهينة للفنانين، كما تطالب باعتذار رسمي من أسرة الفيلم عبر الإعلام عن الإهانات الموجهة للفنانين.
و للفيلم أيضًا مؤيدون
ومن جهة أخرى، استُقبِل الفيلم بالترحاب والتأييد من قِبل عدد من خريجي كلية الفنون الجميلة بالخارج احترامًا لحرية التعبير والإبداع، فهم يروون أن أحداث الفيلم منافية للواقع، ولكن هذا لا يمنع حرية الفن والإبداع في توصيل رؤية مختلفة حتى وإن لم تكن حقيقة، وذلك بعدما أنشأ بعضهم جروبًا على "الفيس بوك" لتوضيح رؤيتهم من جهة الفيلم وكذلك ردًا على الجروبات التي أنشئت وتطالب بوقف العرض أو المقاطعة.
كما أنشأ عدد آخر من الشباب جروبًا يدعو فيه لتأييد الفيلم، فيقول محمد على: "أنا شفت الفليم يوم الخميس والفليم تحفة فنية بجد، أجمل حاجة في الفليم إن هوة جرىء من الناحية الفكرية ومش نمطي، كمان الممثلين أداؤهم تحفة، كريم قاسم وفرح يوسف وفريال يوسف والجامدة جدًا منى هلا رغم أن دورها صغير والرقيقة يسرا اللوزى كلهم ممثلين جامدين".
ومن جهته، يقول محمد خالد: "أنا طالب عمارة في بكلوريوس وشفت الفيلم، وفي رأيي إن الغلطة الكبيرة هي في الإعلان اللي بيجمع بعض اللقطات اللي مش بتعبر عن الفيلم، بس بشكل عام الفيلم كويس ومدروس وفي حاجات كتير جدًا في الفيلم وكلام كتير ومواقف ودكاترة وحتى طلبة شفناهم واتعاملنا معاهم في سنوات الدراسة، وأنا مش شايف إن الفيلم مستواه الأخلاقي أقل من نظرائه اللي في السوق دلوقتي، ما هو نفس المشاهد ونفس العري موجود في أفلام تانية كتير !!!".
بينما دعت مجموعة أخرى لضرورة مشاهدة الفيلم في البداية قبل الحكم عليه خاصة أن معظم من أبدوا آرائهم سواء المعارضة أو المؤيدة لم يروا الفيلم بعد واعتمدوا في حكمهم عليه على مشاهدة إعلان الفيلم الذي يُذاع على فنوات التلفاز. |