إحباط «هجوم إرهابى» على متن طائرة أمريكية.. ورعب «١١ سبتمبر» يعود من جديد

تمكن المسافرون على متن رحلة أمريكية كانت متجهة إلى مدينة ديترويت الأمريكية من العاصمة الهولندية أمستردام، من شل حركة رجل نيجيرى والقبض عليه، بعد أن حاول تفجير شحنة ناسفة على الطائرة قبل دقائق من هبوطها فجر أمس، ما تسبب فى إصابة المهاجم بحروق فى مختلف أنحاء جسده، بينما سادت حالة من الرعب بين الركاب حتى هبوط الطائرة بسلام.
وأعلن مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف.بى.آى» أن المهاجم عمر فاروق عبدالمطلب، الذى قال إنه ينتمى لتنظيم «القاعدة» وحصل على العبوة وتعليمات الهجوم فى اليمن، مسجل على اللوائح الأمريكية ضمن المشتبهين بالإرهاب، لكن لم تتأكد صلاته بالقاعدة، وجار التحقق من ذلك، فى حين وصف البيت الأبيض العملية بأنها «هجوم إرهابى»، وأمر الرئيس باراك أوباما باتخاذ جميع التدابير الضرورية لتعزيز أمن الرحلات الجوية.

وذكرت شركة «دلتا آيرلاينز»، الشركة الأم لشركة «نورث ويست آيرلاينز» التى تملك الطائرة، وهى من طراز «آيرباص» وكانت تقل ٢٧٨ راكبا، إن الطائرة هبطت بسلام بعد أن تمت السيطرة على المسافر.
وأعاد الحادث إلى الأذهان واقعة مأساوية لرحلة تابعة لشركة «يونايتد ايرلاينز» التى كانت «الطائرة الرابعة» فى اعتداءات ١١ سبتمبر ٢٠٠١ والتى كافح فيها الركاب الإرهابيين. وقد أدى ذلك إلى سقوطها خارج المدينة، مما منع حدوث هجوم إضافى على واشنطن فى تلك الاعتداءات.
قال الراكب سيد جفرى لشبكة «سى.إن.إن» إنه كان يجلس على بعد عدة مقاعد من عبدالمطلب، ٢٣ عاما، عندما شاهد «وميضا أعقبه صوت يشبه صوت انفجار بالون وظهور دخان قبل ٢٠ دقيقة من الهبوط، بدأ بعده الذعر يدب بين الركاب».

وأضاف جفرى «بعد ثوان، استوعب الركاب ما جرى، وقرروا التدخل، وقفز رجل من المقاعد الخلفية وقام بتثبيت عبدالمطلب وشل حركته، وساعده بعد ذلك عدد آخر من الركاب وأفراد الطاقم». وأشار جفرى إلى أن النار شبت فى بنطال عبدالمطلب، وقد سارع مجموعة من ركاب الطائرة إلى إطفائها، لكن المهاجم أصيب بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة فى مختلف أنحاء جسده.
وذكر مصدر أمنى لشبكة «سى.إن.إن» أن عبدالمطلب مسجل على لوائح حظر السفر الأمريكية، لوجود شبهات حول صلاته المفترضة بحركات متشددة، دون وجود أدلة على كونه عنصرا فى تنظيم القاعدة. وأضاف المصدر أن عبدالمطلب وصل إلى أمستردام على متن رحلة للخطوط الجوية الهولندية قادما من مدينة لاجوس النيجيرية وقد «حصل على المتفجرة وتعليمات حول موعد استخدامها فى اليمن» دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» نقلا عن مسؤولين أمريكيين لم تذكر أسماءهم أن النيجيرى أبلغ المحققين بأن أعضاء بالقاعدة باليمن أعطوه الشحنة وتعليمات بشأن كيفية تفجيرها. فيما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه قام بلصق مسحوق متفجر على ساقه كان يريد تفجيره بعد خلطه بسائل موضوع فى حقنة. وقال النائب بيتر كينج الذى يشارك فى لجنة الأمن الداخلى فى مجلس النواب الأمريكى لشبكة «فوكس نيوز» إن الشحنة المتفجرة كانت «متطورة إلى حد ما».

واعتبر البيت الأبيض أن محاولة التفجير الفاشلة «عمل إرهابى». وتم إبلاغ الرئيس باراك أوباما ـ الذى يقضى إجازات أعياد الميلاد فى هاواى ـ بالحادث حيث طالب بتشديد الإجراءات الأمنية فى جميع رحلات الطيران. ولم تقرر السلطات الأمريكية فى الوقت الحالى رفع درجة التأهب إزاء التهديدات الإرهابية، القائم على اللون البرتقالى حاليا وهو ثانى مستوى من ٥ مستويات.
وقال بيل بورتن، المتحدث المساعد باسم البيت الأبيض، «إن الرئيس أوباما اتصل إثر إبلاغه بواقعة محاولة تفجير الطائرة الأمريكية بجون برينان، مستشار الأمن الداخلى ومكافحة الإرهاب، ودنيس ماكدونوف، أمين عام جهاز الأمن القومى التابع للشرطة الاتحادية». وأضاف «أن أوباما أمر باتخاذ جميع التدابير الضرورية لتعزيز أمن الرحلات الجوية»، مشيرا إلى أن الرئيس يتابع عن قرب الوضع ويجرى إبلاغه بانتظام بالتطورات، ولم يغير برامجه فى الوقت الحالى.