بقلم: نشأت المصري
ظهور السيدة العذراء مريم على قباب الكنائس من وقت إلى آخر شيء طبيعي للمسيحي المتعمق في دراسة كتابه المقدس, بل يمكن ان يكون هناك تواصل بين السمائيين والمؤمنين أي أن هناك طلبات وتشفعات نقدمها في كل صلواتنا إلى من سبقوا ودخلوا فردوس النعيم، وهذه هي عقيدة الشفاعة في المسيحية, ونحن نصلي في كل صلواتنا لأمنا العذراء القديسة مريم وفي كل قداس نقول لها اللحن الجميل: بشفعات والدة الإله القديسة مريم.... إلخ .
وهذا التواصل العجيب بين السمائين والأرضيين المؤمنين لا يجعل منا مشكك أو متشكك في هذه الظهورات, ولكن القلة القلية لا تتفق مع هذا ويدّعون أن الكتاب المقدس لم يثبت هذا, لهذا!! ومن خلال هذا المقال المتواضع نضع أمام المشككين والمتشككين بعض الظهورات لسمائيين في الكتاب المقدس:
أولاً العهد القديم
أي قبل التجسد والفداء الذي قدمه الرب يسوع على عود الصليب
· الله كان يكلم أبينا إبراهيم في كثير من الأحيان ووعده بالأرض وبولادة إبن الموعد اسحق تكوين 15, 16
· ظهور الله لإبراهيم عند بلوطات ممرا مع ملاكين والحوار العجيب الذي دار بين إبراهيم والله ومع سارة لأنها لم تصدق كلام النبوة, وحوار المحبة بين إبراهيم والله عن شعب سادوم وعامورة والفصال الذي دار بين إبراهيم والله لكي لا يهلك أرض سادوم وعامورة كل هذه الأحداث كانت من خلال ظهور الله السماوي للبشر مع ملاكين أقرأ تكوين 18
· ظهور الملاكين للوط البار وأخرجوه من سادوم هو وبنتيه وزوجته التي صارت عامود ملح تكوين 19
· تكلم ملاك الرب مع هاجر بعد طردها من لدن إبراهيم تكوين21
· صراع يعقوب مع الله طوال الليل وأخذ البركة نتيجة هذا الصراع "فقال لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل لانك جاهدت مع الله و الناس و قدرت (تك 32 : 28 ) "
· وملاك منوح الذي كرر الظهور مبشرا بميلاد شمشون الجبار قضاة 13
· وجبرائل الملاك الذي كان يظهر بصفة منتظمة لدانيال النبي
· والمركبة السماوية التي خطفت ايليا النبي
· وكلام الرب لانبياء العهد القديم
ما سبق القليل من كثير من أحداث الظهرات السمائية في العهد القديم
العهد الجديد
· أعظم ظهور سماوي في العهد الجديد هو تجسد الله الكلمة" عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد" في صورة إنسان وعاش بيننا ثلاثة وثلاثون سنة ونصف يعلم ويعطي الشفاء لنا وكان يجول يصنع خيراً وفي النهاية دفع عنا الدين الذي هو حكم الموت بجراء الخطية الجدية وأعطانا الخلاص المجاني بموته على عود الصليب, وقهر الموت بقيامته في اليوم الثالث, بل أكثر من هذا كان يظهر لتلاميذه لمدة أربعون يوماً بظهورات جماعية كان الكل يراه ويتلامس معه وكان يعلمهم أسرار الملكوت.
· ظهور الملاك لزكريا الكاهن يبشره بميلاد يوحنا المعمدان.
· ظهور جبرائيل الملاك لبشارة العذراء مريم بالحبل المقدس, وبشارة يوسف النجار الذي حبل به من الروح القدس, وعلى أثر هذا قالت العذراء مريم نبوتها الجميلة والتي تلاحق سيرتها حتى الآن "" هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني"" ليس المسيحيين فقط بل جميع الأجيال..
· ظهور إيليا وموسى النبي مع المسيح على جبل طابور في التجلي.
· ظهور المسيح بهيأة ممجدة في التجلي " كان لباسه أبيض كالثلج مع ظهور نور غطى المكان.
· ظهور النجم السماوي للمجوس ليرشدهم لمكان الميلاد المقدس.
· ظهور الملائكة للرعاة يبشرونهم بالميلاد المقدس " المجد لله في العالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة"
· ظهور رب المجد يسوع لشاول الطرسوسي ويقول له صعب عليك أن ترفس مناخس, وكان مع الظهور نور عظيم غطى نور الشمس.
· نحن ننتظر ظهور علامة إبن الإنسان في السماء في المجيء الثاني
وأيضاً هذه أمثلة وليس حصراً.
كل ما سبق يوضح أن العقيدة المسيحية تعترف بالظهورات السماوية من شواهد ثابتة في الكتاب المقدس, وأكثر من هذا فنحن بعد الفداء من الخطية الجدية في شركة مع القديسين المنتقلين في فردوس النعيم, لأن الموت ليس موت ولكنه انتقال, ولأننا نؤمن بكنيسة واحدة كما في السماء كذلك على الأرض, وعندما بشر رب المجد يسوع كان يقول قد أقترب ملكوت الله الذي يملك في السماء وممتدة مملكته علينا على الأرض.
ولأن العذراء مريم مكانتها وشفاعتها أعظم من السمائيين والأرضيين في عقيدتنا الأرثوذكسية لهذا لا يوجد أجدر منها لتظهر لنا ونحن في هذا العالم المملوء أتعاب وضيقات.
ولكن لماذا الظهرات السماوية؟؟؟:
· للبشارة بأخبار مفرحة تغير مسار الحياة لبداية عهد جديد يسوده السلام..كما حدث في بشارة إبراهيم بمولد اسحق وبشارة ميلاد يوحنا المعمدان وبشارة ميلاد المسيح وغيرها من الأخبار السارة.
· لتعضيد المؤمنين في الشدائد كما حدث مع يعقوب ففي أشد مراحل الخوف من الرجوع خوفاً من عيسو أخيه, صارع مع الله وأعطاه البركة,وأيضاً ميلاد رب المجد يسوع جاء في أصعب الأوقات شدة على الشعب اليهودي فكان الشعب يعاني من الكتبة والفريسيين وكهنة اليهود لشدة ريائهم, وكان يعاني من الاحتلال الروماني والجزية وغيرها من الأمور التي أفقدت الشعب توازنه وفقدان الأمل في الاصلاح.
· تقوية إيمان الشعب, في عصور فقد فيها الشعب الاتصال بالله, كما طلب اليشع من الرب ان يفتح عيني الغلام حتى يعرف ان الذين معنا اكثر من الذين علينا "و صلى اليشع و قال يا رب افتح عينيه فيبصر ففتح الرب عيني الغلام فابصر و اذا الجبل مملوء خيلا و مركبات نار حول اليشع (2مل 6 : 17
وبعد كل هذا تشكون وتشككون في معاونة السماء لنا فأرسلت العذراء القديسة مريم لتعضضنا وتقوى ما تبقى من إيمان مسيحي على ارض المحروسة, وربما أن هناك سلام تريد أن تبشرنا به نحن المسيحيين المضطهدون من الكل متمثلة في الحكومة وأنا لا أقصد الحكومة السياسية ولكن المكاتب الحكومية وأقسام الشرطة الخاضعة للحكومة, وأيضاً من رجل الشارع المتأسلم والذي يريد تكفيرنا والقصاص منا, ومن بعضنا البعض لكي نرضي ونستعطف النزعات المعادية لنا,,كلها أمور قاسية على الشعب القبطي المسيحي لهذا جاءتنا العذراء مريم في ظهورات عجيبة تدوم لساعات وأيام وأسابيع وشهور, وعلى فترات متقاربة, وهذا غير التواصل الفردي كلٍ بصفته الشخصية مع السمائيين, شفاعتهم وطلباتهم تكون معنا أمين |