بقلم: أماني موسى
تنفرد مصرنا العزيزة بعدة أشياء تميزها وتلك الأشياء ليست أبحاث علمية ولا فلسفية لا سمح الله –الشر برة وبعيد- لكنها انفرادات حصرية في مشاهد مصرية صرف، لا تجدها إلا في أرض الكنانة (سابقًا) وأرض العكننة (الآن). وإليكم بعضًا منها التي لا تخفى عليكم.
- تبدأ الانتخابات المحلية، فتنتشر اللحمة والموبايلات والخير يكتر ومعاهم الوعود طبعًا، ولما يلزق الواحد منهم في الكرسي ويبقى مسئول، يحلف اليمين (أقسم بالله العظيم أن أخرب كل ما حولي تخريب متين، وأن أنهب كل ثروات البلاد، وأخد حقوق العباد وألا أسمع شكوى لأي مكلوم ولن أنصف أي مظلوم).
- يمر مواطن مصري بسيط متهالك في إحدى الشوارع أو في إحدى وسائل المواصلات، أو في أي مكان على سطح الكرة المصرية (بنت أخت الكرة الأرضية)، طبعًا حد هيضحك دلوقتي ويقول إن مفيش حاجة اسمها الكرة المصرية، وأنا هأكد لك أنه فيه، ودة لأنه بعد الفحص والتمحيص وجد العلما أن مصر بتنفرد عن شعوب العالم بما يخصها ويجعلها كرة لوحدها غير الكرة الأرضية!!
المهم نرجع لبقية المشهد: والأخ مواطن ماشي كدة وفي حاله يطلع له الأخ شحات (الشحيونير) ويفضل يدعي له من كل قلبه، يبص المواطن كدة للشحات ويحس أنه ملك وينفخ صدره زي الكتكوت المبلول اللي بينشف ريشه، ويمد إيده في جيبه ويطلع ربع جنيه أو جنيه لو ربنا كارمه وقابض، وطبعًا انكل الشحات يروح باصص بمنتهى الاحتقار ويمسك الجنيه بأرف كأنه فيه فيروس أنفلونزا الخنازير، ويسحب كل الدعوات بدعوات مضادة.
ويمضي المواطن يفكر إزاي هيكمل بقية الشهر، بينما الشحات يمضي وهو يعد الجنيهات اللي كسبها بعرق جبينه وبيفكر في عشوة الكباب اللي هياخدها.
المشهد التالت أو بمعنى أصح بقية المشهد التاني: تنزل الشارع تجد أطفال الشوارع مبعترين بكل مكان ووسائل المواصلات وحالتهم هزيلة تدعو للأسى بل والحزن، بينما وسائل الإعلام تنقل الصورة وردية وبمبي وتصور الدور الخرافي الهلامي للجمعيات الأهلية وغيرها اللي بتدعم مثل هؤلاء وتعيد تأهليهم.
بنهاية المشهد المخرج بينصح الجميع أنهم يتفرجوا عالتلفزيون دايمًا ويعرفوا كل الأخبار منه مع مراعاة عدم نزول الشارع بعدها مباشرةً حتى لا تفاجأ بالواقع فتصاب بصدمة عصبية ونفسية.
- تقدم مجموعة من شباب كلية الهندسة بتقديم اختراع في صورة فكرة شابة لمواجهة حوادث القطارات بشكل عملي حيث يتم تشغيل جهاز إنذار من كل قطار للآخر وهكذا حتى يتم تفادي أية حوادث، وتكلف تنفيذ الفكرة ما يعادل عشرة آلاف دولار، وبالطبع لم يتم الالتفات لهم أو لمجهودهم، يبدو أن المشهد سيتكرر بنهاية معتادة من اتنين، الأولى إما إن نسمع عن هؤلاء بعد عشر سنين بأنه تم تكريمهم بنوبل بعد هجرتهم لبلاد تستقبل وتقدر الأفكار الشابة وتستثمر قدراتهم، وإما أن يستمروا هنا ويعيشوا ويموتوا وهم لم يتحققوا بعد. |