CET 00:00:00 - 23/12/2009

مساحة رأي

بقلم: سامح سليمان
إن أسوء ما يحدث فى مجتمعاتنا العربيه التأمريه الغوغائيه الكئيبه التعيسه سيئه الحظ ـ بخلاف التفشى السرطانى لمختلف الأمراض الجسديه والفكريه
 والنفسيه والأجتماعيه وهجرة العقول الفعاله التفاعليه المبدعه وتقييد وكبت ومصادرة جميع الحريات بمختلف أنواعها وطرق التعبير عنها، والتزايد المستمر للصراعات العرقيه والدينيه والمذهبيه ـ هو النمطيه والتنميط وصنمية العقول والأذهان والتطابق والتكرار الخانق لطبائع الشخصيات لدرجه الكفر بالتفرد والأختلاف والتحول الى نسخ كرتونيه كربونيه معدومه الهويه والذاتيه والتميز ، عاشقه للتوحد والتماهى والمحاكاه لما هو سائد ومقبول ويتم تلقينه والدعوه اليه من افكار و رؤى  بدون مناقشتها او فحصها.

 وبغض النظر عن ما تحتويه من منطق وعقلانيه او خرافه وجهل وجنون،كائنات مفتقره بشده الى القدره على الأستقلاليه والرفض الحاسم لقبول ما لا يتناسب مع طبيعتها وتوجهاتها من افكار وعقائد ومعتقدات بدعوى ان هذا ما وجدنا عليه اباؤنا واجدادنا وهذا ما اجتمعوا على صحته ومنطقيته وصوابه وهذا ما اوصونا بتطبيقه وتنشئة ابناؤنا عليه،والتمرد والخروج عن المعتاد والمألوف والتفرد والإبداع،شديدة البلاده والضأله والضحاله والتفاهه العقليه،شديدة التقوقع والتشرنق بداخل رؤيه أو نسق فكرى أو منظومه قيميه أو اطار من العقائد والمعتقدات والتوحد معه وإعتباره بمثابه قانون ودستور للحياة ومرجعيه صائبه اعجازيه مقدسه محصنه معصومه صالحه لكل زمان ومكان ولا تشوبها شائبة الخطا أو الزلل أو أجتناب الصواب أو أنتهاء الصلاحيه أو حتى عدم ملائمة أو مواكبة ما تحتويه من أفكار وقيم للتغيرات المستمره فى الحياه والفرد والمجتمع،وينبوع للعلم والفهم والمعرفه والتقدم والنهضه والنهوض من كبوتنا ورقادنا والسير بركاب الأمم المتقدمه المتطوره المستنيره ـ وأخضاعها وأحتلالها وأستعبادها وأذلالها وفرض كافة أفكارنا وقيمنا ومعتقداتنا وعقائدنا عليها إن واتتنا الفرصه لذلك ـ لأحتوائه على كافه الحلول لجميع مشاكلنا وأزماتنا وقضايانا الحاليه والمستقبليه،وأيضاً أحتوائه على كافة الأفكار والعلوم والنظريات والأكتشافات السابقه والحاليه والمستقبليه، وقاعده مرجعيه ومحورأرتكاز لجميع التوجهات والمنطلقات والنظريات والتيارات والقيم والأفكار والمعتقدات والعقائد المختلفه،وقاعده للقياس والتقييم والتصنيف وقالب نموذجى لا يجوز الأعتراض عليه او رفضه أو نقده أو مراجعته أو حتى الأختلاف عنه،هذا بخلاف تكرارية الدوران العبثى المستمر فى حلقه مفرغه ودائرة مغلقه بالنسبه لمختلف الأراء والقناعات والتقاليد والنظم والقيم والأيدلوجيات. فحياتنا راكده ومقفره ومجدبه ومقحله ومحبطه وفاتره وشديدة.

الفقر والثبات والتكلس والتحجر والجمود بالنسبه للأفكار والقضايا المثيره للجدل والمسموح والمتاح طرحها للرأى العام بمصداقيه بالرغم من وجود العديد من الموضوعات والرؤى والنظريات والقضايا الهامه والحيويه والمصيريه المهمله ، وذلك لا يرجع فقط لتحريم الخروج عن النسق القائم من أفكار ومعتقدات سائده ومقبوله تم الأجماع على صحتها لشدة قدمها، وتجريم الفكر النقدى الغير مشروط ، وندرة العقليات الحره النقديه الأبتكاريه الأبداعيه الخلاقه .ولكن السبب الحقيقى والرئيسى لذلك التصحر والجمود والركود والتعفن الفكرى يكمن فى أشتداد سلطان الماضى وانسان الماضى على الحاضر وانسان الحاضر،وأعتماده كسيد ومتسلط ونموذج صالح لكل الأزمنه والعصور.!

بسبب الأرتكاز والأعتماد والركون الى سلطه ومرجعيه فكريه قديمه لنعتبرها مقياساً للصواب والقيمه ونستمد منها الأسانيد والمبررات ، كالكتب التراثيه الصفراء الباليه مهترئة الأوراق من فرط القدم المحصنه والممنوعه عن النقد أو المراجعه ـ التى كتبت فى زمن كان به الناس يؤمنون بأن المطر هو عباره عن دموع الملائكه والبرق والرعد هو غضب الألهه والزلازل سببها أن الثور الذى يحمل الكره الأرضيه قد نقلها من احدى قرنيه الى القرن الاخر، والجروح تتم معالجتها بالبصق عليها ـ المشكوك فى صحه جميع ما جاء بها من تفسيرات وتصورات وأحداث تاريخيه وقيم وتقييمات أخلاقيه ونظم وتشريعات أجتماعيه ومعتقدات فكريه،والمسببه لأكثر ما نعانى منه.

من أمراض فكريه ونفسيه وأجتماعيه، والتى لا تتناسب بأى شكل من الأشكال مع الواقع الحالى لشدة التناقض والأختلاف بين طبيعة الأنسان والحياه والمجتمع والظرف التاريخى الذى كتبت فيه وبين طبيعه الأنسان والحياه والمجتمع والظرف التاريخى فى الوقت الحالى، بل ومشكوك فى صحة نسبتها لكاتبيها، بل وحتى مشكوك فى وجودهم التاريخى من الأصل ـ والعادات والتقاليد والحكم والأمثال الشعبيه، وخلق أرتباط شرطى حتمى لا ينفصل بين مدى صحه أى فكرة جديدة وبين مدى أتساقها وتقاربها ومحاكاتها وتماهيها مع أقوال وقيم وعقائد ومعتقدات ومبادئ وأفكار وثوابت ومسلمات وتشريعات الأقدمين والأولين النموذجيه المعجزيه الأعجازيه  المعصومه . !!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق