مشاهدات لظهور العذراء وفاطمة الزهراء في مصر والعراق

أدى انتشار خبر ظهور مريم العذراء في مصر الى احتشاد آلاف المسيحيين أمام كنيسة العذراء في منطقة الوراق في الجيزة الاسبوع الماضي. وفي العراق وصف عشرات الأشخاص مشاهدات لفارس في السماء يحمل سيفا وخلفه سيدة بوجه نوراني هي فاطمة الزهراء بحسب اعتقادات الذين حضروا الواقعة.

تزامن خبر ظهور مريم العذراء فوق كنيسة في منطقة الوراق في مصر، مع أنباء عن مشاهدات للناس في محافظة بابل في وسط العراق وأماكن أخرى تضمنت ظهور فارس في السماء يرتدي زيا أخضر ويلوح بسيف في الفضاء، ومعه سيدة فاضلة بوجه نوراني بحسب أشخاص وصفوا رؤيتهم للواقعة. وفي كلا الحالتين أعرب كثيرون عن حقيقة مشاهدتهم وعدوه معجزة إلهية ولاسيما ان ذلك يتزامن مع احتفال مسيحيي العالم بأعياد الميلاد واحتفالات الشيعة بعاشوراء.

لكن ظهور مريم العذراء في مصر أثار جدلاً ما زال قائما بين الأقباط الأرثوذكس والإنجيليين، حيث رفضت قيادات الكنيسة الإنجيلية أقوال الأقباط الأرثوذكس بشأن ظهور العذراء،
أما في العراق فلم تعقب جهة دينية على قصة "الظهور" الذي هو في نظر من شاهدوه "الامام المهدي " وفاطمة الزهراء،وعن سبب ذلك يقول سعيد الحسيني وهو باحث إسلامي إن ظهور مريم العذراء في مكان مغلق وهو رواق الكنيسة يتيح للكنيسة إصدار بيان بهذا الخصوص حول حقيقة الأمر، لكننا في العراق نتحدث عن " مشاهدات شعبية " لواقعة "الظهور"، وهي تتفق في الإطار العام لكنها تختلف في التفاصيل بحسب الزاوية التي ينظر فيها الشخص إلى السماء.

ويضيف الحسيني انه كان ممن رأوا المشهد الذي استمر لدقائق حيث رأى وجه الفارس المشرق وسيفه بين الغيوم المتفرقة.وأكد الحسيني أن جمهورا بالعشرات شهد الأمر، إضافة إلى ما أكده كثيرون رأوا المشهد من مناطق مختلفة، حيث احتشد عشرات الأشخاص لمتابعة مشهد الفارس بين الغيوم وكأنه يلقي بتحية السلام على الناس بحسب الحسيني.
ومثلما احتشد الناس لرؤية الفارس وخلفه سيدة في العراق، أدى " ظهور السيدة العذراء" في مصر الى احتشاد آلاف المسيحيين أمام كنيسة العذراء في منطقة الوراق في الجيزة.
ونقلت صحيفة 'المصري اليوم' عن القس رفعت فكري، سكرتير سنودس النيل الإنجيلي، مطالبته بضرورة 'تشكيل لجنة بابوية لتقصي الحقائق وإيقاف البلبلة الموجودة في الشارع القبطي.  

ويعتقد مسيحيون في مصر أن العذراء مريم تظهر في أوقات مختلفة لهم. وكان الظهور الأشهر لها في كنيسة الزيتون سنة 1968 وهو العام الذي تلا 'نكسة' 67 واحتشد وقتها مئات آلاف من المسلمين والمسيحيين على حد سواء لمشاهدتها. على أن الأمر لا يقتصر على ظهور مريم العذراء، ففي البرتغال يؤمن مسلمون لا سيما الشيعة منهم بقصة ظهور فاطمة الزهراء في العام 1917 في قرية نائية شمال العاصمة لشبونة في المكان الذي صار يعرف باسم "فاطيما Fatima " رغم أن البعض يفند الأمر.

وتتلخص القصة في أن ثلاثة أطفال رأوا سيدة جليلة أسمها فاطمة، ووصفوها بأنها السيدة ذات المسبحة، و قالوا إنها ابنة نبي الإسلام. وروى الأطفال جاسيتا و فرانسيسكو و لوسيان أنهم رأوا مشاهد لنور وضاء، حين ظهرت سيدة أكثر وهجاً من نور الشمس تسمى فاطمة بنت النبي، وحين سألوها من أين جئت؟ قالت: جئت من الجنة.
ويرى حسين المفتي وهو باحث اجتماعي عراقي أن "انبعاث " شخصيات مقدسة من العالم الآخر في العراق بدا يتكرر في الآونة الأخيرة لدى المسلمين والمسيحيين على حد سواء. وأضاف ان هناك شغفا شعبيا بالأمر يرتبط إلى حد كبير بالوضع المضطرب الذي يمر به العراق وحاجة الناس إلى " مخلص " يفتح باب الأمل من جديد في بلد تمزقه النعرات الطائفية والسياسية.
وقال إن تلك " الرؤى " هي نوع من التحدي واثبات الوجود فكل طائفة تعتقد أن رموزها تظهر في السماء كدلالة على قوتها ووجودها وإرادتها في البقاء.

ففي عام 2008 ظهرت مريم العذراء في إحدى البيوت العراقية المسيحية في دمشق في منطقة دويلعة وكانت صاحبة البيت في المطبخ حين شعرت بهزة قوية في البيت، ثم ما لبثت أن لمحت ضوءا قويا في الغرفة رسم صورة مريم العذراء أمامها وهي كالنور الساطع وتحيط بها النار فارتجفت من الخوف وبدأت تصرخ وتبكي. وأكد الواقعة رجل كردي مسلم من اصل سوري حيث أشار إلى انه رأى مريم العذراء والنار من حولها ليصورها بكاميرا الموبايل.

ويسجل التاريخ الحديث عدة وقائع لظهور العذراء في أماكن مختلفة في العالم. فقد ظهرت العذراء لجوان دييغو في المكسيك في عام 1531وهو فلاح ينهض يومياً قبل الفجر ويقطع مسافةً طويلة على الأقدام، ولما اقترب مرةً من تل تاباياك، سمع موسيقى، ورأى غيمة متوهجة محاطة بألوان قوس قزح، ثم سمع صوت امرأة تدعوه ليأتي إلى قمة ألتل، وهناك رأى امرأة شابة بثياب أميرة كما وصفها، وقالت له إنها مريم العذراء.

ويصف فهمي حليم وهو مصري مسيحي مقيم في هولندا مشاهدته لظهور العذراء في كنيسة مار مرقص عام 2000 بانه فيض نور يتجه مباشرة إلى نظرك، كما تشعر في الوقت ذاته  بقشعريرة في جسدك، وانك تود أن تطير في الهواء.وقال انه رأى مريم أثناء نهاية صلاة القداس الإلهي حيث انبثق النور من الإناء إلى الرجاء. وأضاف.. رأيت كتلة نورانية وسط ذهول المصلين.

وفي عام 2006 احتشد الآلاف من أقباط مصر بعد أنباء عن ظهور مريم العذراء بهيكل كاتدرائية "رئيس الملائكة.. الملاك ميخائيل"، في أسيوط في صعيد مصر،، أثناء صلاة القداس الإلهي.
وظهرت العذراء المقدسة في 18 سبتمبر/أيلول العام 1846 في منطقة ريفية في فرنسا لراعي أبقار يدعى ميلاني Melani. ورأى أطفال مدرسة في جزيرة اميليا Auginaldo Luson مريم العذراء وطفلها بين ذراعيها عام 1982.