بقلم: مادلين نادر
التعيين بالجامعات المصرية جزء من منظومة الفساد المصرية لا يستطيع أحد منا أن ينكر ذلك. لكن وزارة الداخلية استطاعت أن تنكر. ففي اللجنة البرلمانية برئاسة المستشار "إدوارد غالي الذهبي" كانت هناك مناقشات ساخنة بين النائب الإخواني "د.محمد فضل" الذي كان قد قدم طلب إحاطة يؤكد فيه أن الجهات الأمنية تتحكم في التعيينات التي تتم بالجامعات المصرية، وأن هذا الأمر يؤدي إلى ضياع العديد من الفرص على الطلبة المتفوقين حقًا وليس المتفوقين بالواسطة.
هذا الكلام لم يلقَ قبولاً من اللواء "حامد راشد" مساعد وزير الداخلية، ورفض ما أشار إليه "محمد فضل" وطالبه بإثبات ما يقوله بالوقائع. وأكد اللواء "حامد راشد" مرة ثانية نفيه لما يتردد حول تدخل وزارة الداخلية في مسابقة التعيينات بالجامعات ووزارات التربية والتعليم والأوقاف ...إلخ.
حينما قرأت هذا الموضوع في الصحف، تذكرت العام الذي تخرجت فيه من الجامعة وما حدث بعد انتهاء الامتحانات من تأخر النتيجة الذي كان مبالغًا فيه وكانت الحجج واهية في تأخر إعلان النتيجة. ولكن السبب الحقيقي كان أن إحدى الزميلات معنا بالكلية كان ترتيبها الثانية في الليسانس وهذا لا يجوز، فهي ابنة أحد الأساتذه بالجامعة ولا يجب أن تكون الثانية أبدًا، وبعد أن تم تأجيل إعلان النتيجة إلى أكثر من شهر كامل وجدنا أن زميلتنا ابنة أستاذ الجامعة ترتيبها الثانية ولم يتغير. فشعرنا أن هناك عدالة وأنه لم يتم تمييز هذه الطالبة بناءًا على واسطتها الكبيرة عن باقي الزملاء بالكلية، ولكن لم تدم سعادتنا كثيرًا، فبعد أيام قليلة من إعلان النتيجة وجدنا لائحة الكلية هي التي تتغير وتقوم بتعيين الأول و الثاني و ليس الأول فقط كما هو متبع آنذاك.فلقد تم عمل لائحة تفصيل تناسب ذوق الواسطه الكبيرة.و هذا النوع من التفصيل نجد الكثيرين في مجتمعنا بارعين فيه، فلديهم لكل هدف خاص تفصيلة تبدو عامة و مقنعة و منطقية في حين أنها في النهاية تصب في مصالحهم الشخصية . |