السيد رئيس جمهورية مصر وتساؤلى يا سيادة الرئيس هو عن ماهيَّة وطبيعة هذه القيم والتقاليد التى تحرص الدولة على الحفاظ عليها ؟ وهل تلتزم القيادات والمؤسسات التنفيذية فى الدولة بتطبيق ولو الحد الأدنى من مفاهيم الدين والأخلاق والوطنية عندما تتعامل مع المواطنين وبخاصة فى الأمور التى تتعلق بأمن وأمان الأسرة وكيانها ؟ وهل تُؤْخَذ هذه القيم والمفاهيم فى الإعتبار عندما يستنجد رب أسرة مصرى بالسلطات - المنوطة بحفظ الأمن وبتوفير الأمان لكل فرد - لكى تساعده فى البحث عن إبنته التى أُخْتُطِفَتْ ، بل وعندما يقدم لهذه السلطات كل الأدلة التى تشير إلى أسماء وهويات وعناوين من قاموا بخطفها ؟! أنا على تمام اليقين يا سيادة الرئيس أنك - كأب ورب أسرة فى المقام الأول - تعلم تماماً ما يعانيه الآباء والأمهات إذا ما أصاب أحد أبنائهم أى علة أو مرض أو مكروه ؟ ناهيك إذا ما حدث لأى منهم ضرر أو أذى بدنى أو نفسى ؟! وبخاصة إذا كان قد حدث لهم رغماً عنهم وبدون إرادتهم الشخصية ؟! عفواً يا سيادة الرئيس ... يقينى أنك الآن تعرف تماماً ما الذى قصدته بقولى : ’’ أريدك أن تعرف أن وجع وحزن وأسى قلبى هذا لا يعادل بأى حالٍ من الأحوال وجع وحزن وأسى ولوعة قلوب الآباء والأمهات الذين أُخْتُطِفَت بناتهم القاصرات ولا يعرفون عنهن أى شئٍ غير أنهن قد ذهبن بعيداً وبلا رجعة ؟!! ‘‘ عفواً يا سيادة الرئيس ... ولكن دعنى أذكرك بهذا المثل العامى الذى يقول : ’’ اللِّى إيده فى الميَّة مُش زى اللِّى إيده فى النار !! ‘‘ وأيضاً : ’’ النار ما بتحرقشى إلاَّ اللِّى ماسكها !! ‘‘ والدليل على ذلك هو أنا شخصياً !! ذلك فأنا بعد أن أنتهى من تسطير رسالتى هذه لك ، سوف أتناول طعام العشاء الذى يتكون من كوبٍ من عصير البرتقال مع شريحة من الخبز المقدد وقطعة من الجبن وبيضة مسلوقة ، وربما سأتضايق بعض الشئ إذا كان عصير البرتقال غير طازج !!؟!! وأثناء أو بعد إنتهائى من تناول هذه الوجبة سوف أشاهد نشرة الأخبار على شاشة التليفزيون ، وإذ لم يكن هناك جديداً فى نشرة الأخبار فسوف أبحث عن قناة أخرى ربما تعرض أحد الأفلام المصرية القديمة ؟! وإذا لم أجد ما يروقنى منها فسوف أقوم بإغلاق جهاز التليفزيون وأطالع أحد الكتب ثم أذهب إلى فراشى ، ولكن الأهم قبل ذلك هو أننى سوف أقوم بإجراء بعض المكالمات التليفونية مع أولادى لكى أطمئن عليهم وعلى أحوالهم قبل أن أخلد إلى النوم ، ذلك لأننى لن أستطيع أن أنام قبل أن أتأكد أنهم بخير وأنهم لم يتعرضوا لأى شئ يضايقهم خلال اليوم ، وأن كل أمورهم تسير على ما يُرام ؟! عفواً يا سيادة الرئيس ... فأنا متأكد وعلى تمام اليقين أنك أيضاً تهتم بكل ما يتعلق بأولادك ، وأيضاً أنا متأكد وعلى تمام اليقين أن كل الآباء وأيضاً الأمهات فى أى مكان وفى كل مكان فى العالم هم على شاكلتنا وبخاصة فيما يتعلق بأولادهم وبناتهم ، بل وحتى الآباء من الذين هم بيدهم مقاليد وسلطات الضبط والربط والحفاظ على أمن وأمان المواطنين ، وأيضاً هؤلاء الذين يقومون بالتحقيق فى وقائع الجرائم المختلفة التى منها جرائم الإختطاف والتهديد والإغتصاب الجنسى وهتك الأعراض وغيرها من الجرائم التى يندى لها جبين الإنسانية !! هؤلاء منهم أيضاً آباء يحرصون كل الحرص على الإطمئنان على كل ما يتعلق بأولادهم وبناتهم الذين هم من أصلابهم ومن لحمهم ودمهم !! ولكن ماذا عن هؤلاء البنات القاصرات وحتى غير القاصرات منهن ؟؟ وماذا عن ما يعانيه آباؤهن وأمهاتهن من ألم ومن حزن وأسى ولوعة عليهن وعلى مصيرهن المجهول تماماً بالنسبة لهم ولكنه معروفٌ يقيناً بالنسبة للذين بيدهم زمام الأمور والتحقيق فى قضايا الإختطاف ؟؟!! يا سيادة الرئيس ... إن هؤلاء الآباء والأمهات الذين فُجِعُوا فى بناتهم فلذات أكبادهم ، هؤلاء ليست أياديهم هى فقط التى فى النار ، وليسوا هم يمسكونها فقط ؟! بل إن نار اللوعة والحزن والأسى والمرارة تحرقهم بكاملهم فى كل لحظة يعيشون فيها !! وصدقنى يا سيادة الرئيس أنهم يتمنون لو لم يكونوا على قيد الحياة حتى لا يرون مثل سواد وحلكة تلك الأيام وفظاعتها وقسوتها عليهم وعلى بناتهم !! عفواً يا سيادة الرئيس ... وها نحن على وشك الإنتهاء من نهاية عامٍ من عمر الزمان ؟! وها هو العالم بأسره يستعد للإحتفال ببداية سنة جديدة ، نرجو ونأمل أن تكون ملآنة بالسعادة والبهجة والسرور لكل إنسان ؟! وأن تسعد كل القلوب بالسلام والفرح والإطمئنان ؟! سيادة الرئيس .... أثق أنك تستطيع . |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ٥ تعليق |