بقلم: هاني الجزيري
ظهور السيدة العذراء حقيقة واقعة لا يستطيع أحد إنكارها لأنها متاحة لكل من له عينان. من يؤمن بها ومن لا يؤمن، الصالحين والطالحين. ونحن إذ نتعرض لهذا الحدث المفرح الذي نفخر ونعتز به ننقل لقرائنا بعد سلسلة من الأخبار الحزينة خبرًا يتعزون به وهو ظهور السيدة العذراء في منطقة الوراق بالجيزة عند مُنتصف ليل الخميس 10 ديسمبر 2009، وهذا الظهور في هذا الوقت له دلالة، فالعاشر من ديسمبر يقابل أول كيهك وهو الشهر المريمي الذي نمجد فيه السيدة العذراء في صلوات الإبصلمودية، وأيضًا يُقابل يوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. وكأنه دلاله على حق الإنسان القبطي في نيل حقوقه المهضومة.
ولقد تعرضت القنوات الفضائية لهذا الحدث وتسابق كلاً من عمرو أديب ومنى الشاذلي في عرض الموضوع، والتزم عمرو ومعه أحمد موسى الحيادية، وأكد على أنه يعرض خبر ولا يتعرض للحدث مع بعض الأخطاء الغير مقصودة لأن عمرو دائمًا يرتجل ولا يستمع للمعد وزي ما بيقولوا "اللي في قلبه على لسانه"، النتيجة النهائية لعرض عمرو وأحمد للخبر هو الحيادية التامة والاحترام الكامل.
أما منى الشاذلي والتي عرضت الخبر واستضافت يوسف القعيد وعاطف بشاي لكي ينكروا أي ظهور للعذراء بطريقة مذرية بل ويعتبروا أن كل من رأى ذلك واهم أو تخيل وهم أصلاً، وفي الحقيقة لا منى ولا يوسف ولا عاطف حاول التقصي عن الحقيقة، فهم لم يذهبوا إلى مكان الواقعة ولم يسألوا أحدًا ولكنهم يكذبون من رأوا ويصدقون من لم يروا، هذا أولاً.
أما ثانيًا: فالاتصال التليفوني من بعض الذين رأوا حاولت منى الشاذلي إيهامهم بأنهم موهومين، وفي قول آخر قالت أن بعض الشباب المسيحي حاول عمل هذه الخدعة بالليزر، ليزر إيه يا أستاذة؟! من أين لهم بهذا الليزر وهم في الوراق الحي الشعبي الفقير. وإذا كانت هذه الظهورات بالليزر فهل كانت ظهورات 2 إبريل 1968، وظهورات 25 مارس 1986 كانت ليزر. هل كنا نعرف الليزر أيامها؟!.
ثم أليس هذا الفعل يجرمه القانون لأنه يُحدث بلبلة ويُحدث فتنة؟ فلماذا لم يقبض رجال الأمن على هؤلاء الصبية الذين يستخدمون الليزر؟ ولماذا وقف الأمن لحراسة الجماهير ولم يُفرقهم؟
أيضًا لماذا لم تذهب منى الشاذلي بكاميراتها ومُعديها إلى مكان الحدث للتحقيق بدلاً من جريها وراء مظاهرات مكي والخضيري وقوافل غزة؟ وإذا كان عبد الناصر كما يقول القعيد استغل ظهور السيدة العذراء في إبريل 1968 لتغطية أحداث نكسة يونيو، فلماذا سكت مبارك على ظهور السيدة العذراء في بابا دبلو سنة 1986 وفي أسيوط من قبل؟ ولماذا يسكت الآن؟
من يريد أن يؤمن بالظهور أو حتى على الأقل يتأكد فليذهب ليرى بعينه وليظل قلبه مغلقًا ولكن لا تحكموا على الأمور وأنتم في أماكنكم "عندما تتحجر القلوب وتتوقف العقول، لا مكان للنور أو البصيرة".
ولنا عدة استفهامات نريد أن نضعها أمام الجميع ليرى ويقرأ ويحكم قارئنا العزيز بنفسه ويجد إجابات منطقية لأسئلتنا:
هل يستحيل على العذراء الظهور؟! وهل هذا لم يحدث من قبل لننكره الآن؟
ما هي المصلحة النفعية للأقباط من وراء افتعال ظهور للسيدة العذراء كما يدعي البعض؟!
الذين رأوا وعاشوا لحظات الظهور من إخواننا المسلمين بل وحدثت معهم معجزات شفاء حية أيام ظهورها في الزيتون وبابا دبلو كثير منهم سجل لهم التاريخ هذه المعجزات فأين نخفيها وكيف نستطيع أن نمحيها؟
أخيرًا لا نستطيع أن نقول إلا أن هناك غاية واحدة تجمع بين جميع المُشككين في ظهورات السيدة العذراء وهي التَعصُب الأعمى فهو الدافع الوحيد وراء إنكارها.. وإليكم بعض ما نشرته الصحف أيام ظهورات السيدة العذراء بكنيستها بالزيتون.
h.1000000@yahoo.com |