بقلم: جرجس بشرى
في ظل الوضع المُتردي الذي يعيشه أقباط مصر في بلدهم، وبعد تصاعد وتيرة الاعتداءات التي تستهدف حياة الأقباط وكنائسهم ومصادر رزقهم، وفي ظل السكوت المُخزي والمُخجل والآثم لمؤسسات الإغاثة الإنسانية بمصر كجمعية الهلال الأحمر ووزارة التضامن الإجتماعي في الأحداث الطائفية التي ينجم عنها إلحاق كوارث إنسانية وإقتصادية بأقباط مصر، بات الحديث عن وجود صندوق إغاثة قبطية مطلبًا ضروريًا بل ومُلِحًا في الوقت الراهن.
ولقد دفعني إلى المُبادرة بعرض هذه الفكرة حادثين أرى أنهما في غاية الأهمية، وهما حادث إبادة الخنازير في مصر بطريقة لا إنسانية أدانها العالم كله، فلأول مرة يحدث صدور قرار بإعدام خنازير مصر بمُباركة ودعم الرئيس المصري محمد حسني مبارك وبرلمانه وحكومته وإخوانه من الجماعة المحظورة! الأمر الذي أدى إلحاق أضرارًا بالغة وكوارث بالآلاف من المسيحيين المصريين الذين كانوا يعيشون من وراء تربية الخنازير ويقتاتون من ورائها، والغريب أن الحكومة المصرية لم تقم بتعويض هؤلاء المتضررين حفظًا لماء وجهها، بل وتقاعست بعض المنظمات التي يُفترض أنها من المُنظمات الإنسانية التي تسارع في إغاثة المنكوبين والمتضررين في الكوارث التي تُحيق بهم، وأذكر على وجه الخصوص هنا جمعية الهلال الأحمر المصرية التي لم نسمع لها صوتًا في هذه الكارثة الإنسانية بكل المقاييس! ولا زال هناك حتى هذه اللحظة أقباطًا يعيشون حالة إنسانية صعبة بعد القضاء على مورد رزقهم.
أما الحادث الثاني الذي أود الإشارة إليه هنا فهو حادث العدوان الجماعي الذي قام به مسلمين ضد المسيحيين بمدينة فرشوط بمحافظة قنا، والذي أسفر عن نهب وسلب وحرق ممتلكات الأقباط وتدمير اقتصادهم بهذه المدينة المأزومة وبعض القرى المجاورة لها كقرية الكوم الأحمر والعركي والشديف، وبرغم الخسائر الفادحة التي مُني بها الأقباط في المدينة وبعض قراها رفضت الحكومة المصرية دفع تعويضات للمتضررين والمنكوبين الأقباط والتزمت جمعية الهلال الأحمر المصرية التي تترأسها السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية الصمت المُريب!!
أمام هذين المثالين الكارثيين فأنني أطالب بتكوين صندوق إغاثة قبطي ينحصر دوره في التدخل الإنساني العاجل لإنقاذ المتضررين الأقباط في أحداث العنف الطائفي، ومحاولة مساعدتهم ومد يد العون لهم ليقفوا على أرجلهم من جديد بعد تدمير محلاتهم وقطع أرزاقهم وتشريد أطفالهم.
وكلي ثقة في القلوب الرحيمة لجموع الأقباط التي أرى أنها لا سوف لا تمانع ولا تبخل في مد يد العون بدعم هذا الصندوق ماديًا ومعنويًا وبالخبرة، كما يجب أن يكون من واجبات هذا الصندوق إسعاف الأقباط الذين لا يجدون مأوى ومسكن وتقديم خدمة الرعاية الصحية العاجلة كالعمليات الجراحية التي تتطلب مبالغ طائلة لا تستطيع أسرة المريض تحملها.
إنني أرجو أن تكون هناك خطوة ودعم معنوي وإنساني لدفع هذه الفكرة الوليدة للخروج إلى النور، لتكون شمعة وصوت صارخ للمنكوبين والمتضررين من الأقباط في كافة نواحي الحياة، هناك منكوبين وفقراء ومرضى وجوعى أقباط ينادون ويصرخون قائلين "اعبروا إلينا وأعينوننا"، وأرجو من سادتي القراء أن يشاركوا برأيهم لدعم ودفع هذه الفكرة ووضع تصور لكيفية خروجها إلى النور. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|