بقلم: نبيل المقدس
كأنجيلي من الجذور, أدرك تمامًا أن معرفة المسيح حسب الجسد هي حياة ساكنة لا تسبب نموًا روحيًا بعكس معرفته طبقًا للحاضر, فهي حياة فعالة ومؤثرة في حياتنا الأرضية, ولها ثمر عظيم في نمو حياتنا الروحية والأرضية.. لذلك فإن قراءة الكتاب المقدس فقط ليس هو الضمان الوحيد للنمو الروحي, وأكبر مثال على ذلك نجد أن الكنيسة الأولى أيام الرسل كانت تنمو وتنتشر سريعًا في جميع أنحاء العالم بالرغم من عدم وجود الأناجيل وقتها بين أيادي الناس والذي كان يُسرد حياة الرب في الجسد، بل كان إيمانهم يعتمد على حياة الرب في الحاضر.
فقد عبر بولس عن هذه الحقيقة في رسالته الثانية لأهل كورنثوس 5 : 16 [ إذًا نحن من الآن لا نعرف أحدًا حسب الجسد وإن كنا قد عرفنا المسيح حسب الجسد لكن الآن لا نعرفه بعد.]... فنحن ما زلنا نُسرد معجزات المسيح التي أقامها في الثلاث سنوات خدمته علي الأرض، ما زلنا نراه وهو متخذ لنفسه صورة العبد، علينا أن لا نحاكي ما عمله اليهود إتجاه الحجاب الذي انشق في لحظة خروج الروح من الجسد المصلوب, فقد أسرعوا وأعادوا حياكته مرة أخرى فانغلق قدس الأقداس وتم حجبِه مرة أخرى، ويبدو أن الكنيسة عمومًا قامت بإعادة الحجاب (جسد المسيح) وبدأ شعبها يعيش الحياة الأرضية مع المسيح كجسد.
ما زلنا مستمرين في التمسك بالأناجيل الأربعة ونسينا الإنجيل الخامس وهو حياتنا اليومية مع مسيحنا الحي، نحن ما زلنا نتكلم عن معجزات الرب أثناء وجوده عللا الأرض ونسينا أننا نعيش مع معجزاته اليومية معنا، الرب يسوع قال لنا أنه سوف يرسل المعزي أي روح الله القدوس لكي يعمل فينا ويرشدنا، نحن في عصر الروح القدس، أي أن روح الرب الآن فينا، وطالما روحه فينا فعلينا أن نتوقع معجزات باستمرار.. معجزات شفاء بإسمه.. معجزات خروج شياطين بإسمه.. معجزات فردية طبقًا لاحتياجات الفرد وبقدر أيمانه بإسمه.. معجزات تجليات بإسمه.. فيسوع عامل فينا علي الدوام.. يسوع هو الأمس واليوم وإلى الأبد!!
أي أن محور حياتنا هو الرب يسوع، أي علينا أن نأخذ كل هذه المعجزات من أجل رفع مجد الذي فدانا وحمل عنا الصليب, هذا هو مبدأي كأنجيلي.. وهذا ما يجعلني أن أتمسك بها, وبناء على هذا أي معجزة أو تجلي لأحد القديسين يرجع أولاً وأخيرًا إلى رب المجد يسوع المسيح. من هذه النقطة ولكوني أري الرب يسوع روحيًا وليس من خلال الجسد, أي أراه الآن على صورته الحقيقية بعد ما إنشق الحجاب (الجسد) أكتب عن رأيي كأنجيلي في موضوع تجلي السيدة العذراء.
كما أفتخر أنني إنجيلي لأننا لنا الحرية في الفكر فلا نخاف رئيسًا أو قسًا أو كاهنًا لأنه لنا رئيس وكاهن وشفيع واحد هو الرب يسوع. فلا حِجر علينا من قبل الكنيسة, أو حرمانًا من دخول وممارسة العبادة في كنائسنا في حالة ما أن أكون قد أبديتُ رأيًا.
إندهشت من تصريحات القس رفعت فكري والقس إكرام لمعي في جريدة المصري اليوم, والحوار الذي دار بين مقدمة إحدى البرامج بقناة المحور مع القس جورج شاكر راعي على ما أظن كنيسة سيدي بشري عبر التليفون... وقد استفذني تصريحاتهم وتعليلهم في عدم اقتناعهم بالتجلي, والذي بدا واحدًا لكل منهم مع العلم بأن القس رفعت في القاهرة والقس جورج شاكر في سيدي بشر, فتصورت أن رئيس الطائفة الإنجيلية قد اجتمع بهم ووضعوا تقريرًا موحد أو بيانًا عام لجميع الرعاة ليصرحوا به عند اللزوم، ولو كان هذا صحيح فسوف تكون كارثة حقًا على الطائفة الإنجيلية، لأننا نحن كشعب إنجيلي نرفض رفضًا باتًا أن تُلقى علينا بيانات تشبه الفتاوى، صرح كل من القس رفعت والقس جورج (أن الإنجيل لم يذكر أي شيء عن ظهور العذراء ومعجزاتها, وأنها مجرد بشر وتكريمها يعود إلى كونها أم المسيح, ولكنها لا تحظى بأي قداسة).
نعم لم يذكر الإنجيل أي شيء عن ظهور العذراء, أي أنه لم يذكر أنها سوف تتجلي أو لأ, وبتعبير آخر أن الكتاب المقدس لم ينفي إحتمالية ظهورها!! أما بالنسبة للقداسة, فهي فعلاً مقدسة لكنها ليس بمعنى العبادة.. حاشا.. بل بمعنى الطهارة, فليس لنا إلا قدوس واحد هو الرب يسوع. فهي مباركة من قبل الرب منذ الأزل, لوقا 1 : 28 [مباركة أنتِ في النساء]... كما أن الرب وضع على لسانها أعظم ترنيمة في الكنيسة وفيها تذكر أنها أصبحت مُطوبة ومُباركة علي مر الأجيال لوقا 1 : 48 [تعظم نفسي الرب, وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى إتضاع أمتِهِ, فهوذا منذُ الآن جميعُ الأجيال تطوبني].
هل العذراء تجلت؟؟!... نعم يا أحبائي تجلت... لكن تجلت بإسم الرب يسوع... فالرب من وقت إلي آخر يعطينا إطمئنان, لكي يُثبت لنا أنه فعلاً (عمانوئيل) أي أنه معنا. بطرق كثيرة يرسل الله لنا رسالة من رسائل وعوده، إما بتجليات القديسين أو بمعجزات الشفاء أو بالظهور بنفسه إلى بعض أفراد الحظائر الأخرى لكي يحتضنه ويدخله في حظيرته.
نحن كإنجيليين نقر ونعترف بعمل الله فينا... وأنا من ضمن هؤلاء الذين مروا بإحدى هذه التجارب التي أنعم الرب بها عليّ وأنقذني من مشاكل كثيرة كنت أصلاً فيها مظلوم, كتبتُ إحداها في مقال موجود لدى الموقع القديم للأقباط المتحدون, وكانت التجربة بأنني طلبت من الرب يسوع أن ينزل هو أو يرسل لي أبوسيفين بحكم أنني سألت هذا الطلب في كنيسة المسيح والمعروفة بكنيسة أبي سيفين. وأجابني رب المجد في ليلتها وأتى بي بأبي سيفين بجوار السرير وأنا مدرك ومستيقظًا لكي يطمئنني, وفعلاً ثاني يوم نظر القاضي إلي دوسيه القضية, وبدون أن يقرأها, كتب على الدوسيه براءة مُحوّطة بدائرة عجيبة مثل الهالة, وقال النطق بالحكم في الأسبوع القادم 4-12, وبحكم أنني إنجيلي فأنا غير متتبع لتواريخ مناسبات القديسين... فإتضح أن يوم النطق بالحكم هو يوم ميلاد أبوسيفين, وهذا ما صنعه الرب بي في هذا اليوم لكي يثبت لي أن البراءة جاءت من السماء وليس عن طريق جودة المذكرة التي قدمها المحامي والتي لم يلتفت إليها القاضي. فعلاً به هو... كل شيء مستطاع!!!
نعم الرب جعل العذراء تتجلى.. ولما لا نصدق بعد مشاهدتنا لجميع الأفلام والصور التي بثها مجموعة من الأحباء المسيحيين والمسلمين؟؟ وما هذا الجهاز الذي تم ابتكاره في يوم وليلة لكي يقوم بهذه الخدعة كما يزعمون الذين ينكرون ظهورها؟؟ لماذا لم نسمع عنه من قبل لكي يدحروا ظهوراتها السابقة في الكنائس المختلفة؟؟.
نعم الرب جعل العذراء تتجلى... أليس كان يُمكن للأخوة الذين يمتلكون هذا الجهاز أن يظهروا صورة المسيح أولى من صورة العذراء؟؟
نعم الرب جعل العذراء تتجلى، وهذا عن طريق شهادات الشهود التي رأيناهم على شاشات الكمبيوتر، لكن أنا اقتنعت ليس عن طريق مشاهدتي هذا الحدث على الطبيعة بل عن طريق شواهد من أعز الأصدقاء لدي، أحدهما أرثوذكسي وهو الأستاذ هاني سلامة زوج الكاتبة هيام والآخر إنجيلي غير مشيخي بل من ملة أخرى وقد ألح عليّ أن أذهب معه في هذه الليلة لكن العمل يأخذ الكثير من مقاومتي للمجهود, فاعتذرت له... وبعد منتصف الليل وأنا على مكتبي في البيت تتصل الأخت هيام بالموبايل وبأعلى صوت حتى كادت أذناي تنفجر تصرخ وتقول: أهه ظهرت يا باشمهندس قدامي إلحق وتعالي قوام, والفرحة كانت واضحة في كلماتها, للدرجة أنني خشيت عليها أن يحدث لها شيء. وفي اليوم الثاني.. عندما كنت في عربيتي يطلبني صديقي الآخر الإنجيلي, ويشرح لي عظمة المناظر التي شاهدها, ووصف الأحداث كما وصفها لي صديقي زوج الكاتبة هيام وكأنهم كانوا ملازمين لبعضهم البعض أو تقابلوا في مكان واحد.
نعم الله جعل العذراء تتجلى يا سيادة القس رفعت فكري وسيادة القس إكرام لمعي ويا سيادة القس جورج شاكر.. ومع احترامي لكم جميعًا أريد أن أسألكم:
وليه لأ؟؟!!
نعم للإيمان... نعم للشهود... نعم لكل من رأى معجزة الرب في تجلي العذراء إن كان رآها من قلبه أو بالرؤية... لكن علينا أن نستغل هذا الحدث العظيم ونركز علي محور حياتنا, رب التجلي... يسوع المسيح... آمين. |