بقلم د. وسيم السيسى |
منذ عشرين عاماً، اشتريت سيارة مرسيدس جديدة، وفى الإسكندرية اصطدم بها شاب متهور، فأضاع جمالها وفرحتى بها، قال والدى كلمات لا أنساها: «لابد أن تؤمن بمبدأ الفداء يا بنى، شىء يعوض فداء لشىء ربما لا يعوض». تأملت هذه الكلمات، فعرفت معنى الأضاحى.. الحيوان الذى يعوض.. عن الإنسان الذى لا يعوض، كل عيد أضحى مبارك ومصر كلها بخير.
يقول وندل هولمز: كل إنسان أربعة: الإنسان كما يراه الله، الإنسان كما يرى نفسه، الإنسان كما يراه الناس، الإنسان كما يراه أقرب الناس إليه. السلوك هو ما يراه الناس، والأخلاق هى ما يراها أقرب الناس إليك، فإذا كان الفرق شاسعاً تظهر أمامنا كلمات برنارد شو: المظاهر خادعة! من هنا وجب التدقيق قبل تكوين أى رأى عن الأفراد، سواء فى الحياة السياسية أو الاجتماعية! صحيح إذن حكمة الشعوب التى تعبأ فى كلمات قليلة مضيئة نافذة، خذ مثلاً: لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وستة أشهر! ومثلاً آخر: اللى تتجوز بسرعة تندم على مهلها!
لم أقع فى حيرة.. مثل حيرتى فى موضوع رئاسة مصر!.. طالما تحدثت عن أسوأ أنواع الحكم: ١ - الحكم الدينى ٢ - الحكم العسكرى، ذلك لغياب أعظم كلمة فى قاموس أى لغة ألا وهى: النقد.. النقد بمفهومه العلمى: أ- الإيجابيات ب- السلبيات ج- العلاج، هذه الكلمة السحرية تعتبر أجندة أجنبية لنظام الحكم العسكرى، كما تعتبر كفراً وحزب الشيطان لنظام الحكم الدينى، ولا يمكن لدولة أن تتقدم بدون هذه الكلمة القادرة على التغيير من أصغر صغير لأكبر كبير!
ولكنى أستعرض التاريخ فأجد أن من وحّد القطرين كان مينا، ومن أقام الإمبراطورية كان تحتمس الثالث، ومن طرد الهكسوس كانوا سقنن رع، كاموس، أحمس، ومؤسس مصر الحديثة محمد على باشا، ومن طرد الإنجليز جمال عبدالناصر، ومن حرر سيناء وهزم إسرائيل.. السادات، ومن حرر مصر من الصهيونية العالمية وأدواتها.. أمريكا، إسرائيل، تركيا، أوروبا، قطر، الإخوان.. هو عبدالفتاح السيسى، كما أن أول من وضع قانوناً لحقوق الإنسان كان حور محب «الأسرة ١٨»، كانوا جميعاً عسكريين.
أتكون مصر فى حاجة إلى حاكم عسكرى مستنير فى لحظات التاريخ الفارقة، ثم نعود للحكم المدنى بعد ذلك؟!
من العسكريين من كانوا سبباً فى كوارث لبلادهم: هتلر «عسكرياً»، مبارك «ثقافياً واقتصادياً» ناصر «انتكاساته بعد إنجازاته» محمد على باشا فى تمدده العسكرى حتى وصل لـ«الآستانة»!.. حيرة ما بعدها حيرة!
ما أشبه اليوم بالأمس البعيد، البلاد ممزقة، فقيرة بعد الدرويش إخناتون الذى ضيع مصر، ومن بعده رجل الدين المتآمر «آى» ثم جاء العظيم حور محب، عرف أن الشعوب تهلك من غياب العدل، وقلة المعرفة، فقدس تحوت رب المعرفة، كما اعتبرها جريمة كبرى أن يتخطى قاضٍ حدود العدل، كان مصلحاً قبل أن يكون سياسياً، وجد الفساد، الرشوة، ورجال الجيش فى كل مكان، فأصدر قانوناً لحقوق الإنسان، أعاد لمصر وجهها الحضارى المدنى، بعد أن كانت على شفا الهاوية.
كانت مصر تهتف باسمه:
مرحباً بك يا من اسمك فى كل مكان.
إن بُعد صيتك جعل الرهبة فى قلوب الأعداء.
السلام عليك يا مليك مصر.
ترك حور محب مصر وهى موحدة بعد أن كانت ممزقة، تركها قوية ثرية بعد أن كانت فقيرة ضعيفة، تركها تؤمن بالعلم.. بر الأمان، وليست دروشة إخناتون الذى أوقع البلاد فى صراعات دينية بالرغم من أن مصر كانت موحدة من قبله بآلاف السنين «خرطوش- مينا موحد القطرين بتوحيد العقائد»، متون «الأهرام». ترى هل يحمل السيسى جينات حور محب؟! مارجريت كاندل عالمة الجينات تقول: ٩٧٪ من جينات المصريين مسلمين ومسيحين واحدة، وهى جينات الفراعنة.. عظيمة يا مصر.
المصرى اليوم |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |