كتبت: مادلين نادر – خاص الأقباط متحدون
عقد مركز "سواسية لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز" بمقره بالدقي مساء أمس ندوة بعنوان "حظر المآذن في سويسرا: القادم أخطر"، حضرها عضو اللجنة الدينية بمجلس الشعب المصري الشيخ سيد عسكر، ومدير مكتب قناة العالم بالقاهرة أحمد السيوفي، والمفكر القبطي رفعت فكري.
حيث تم مناقشة مسألة حظر المآذن في سويسرا ومدى تأثيرها علي الحوار والتعايش بين المسلمين والآخر في أوربا والبلاد الإسلامية، ودور وسائل الإعلام الغربية في نشر العنصرية ضد المسلمين، وأهمية وجود وسائل إعلام عربية تصحح صورة الإسلام في أوربا، إلى غير ذلك من المسائل التي ناقشتها الندوة، وفيما يلي عرض لأهم ما جاء فيها:
في البداية طالب النائب الشيخ السيد عسكر عضو اللجنة الدينية بمجلس الشعب المصري المسلمين بالاطمئنان على مستقبل الإسلام رغم ما حدث في الاستفتاء الأخير بسويسرا الذي أيّد حظر بناء المآذن مشيرًا إلى أن هذه التصرفات ستدعو العقلاء للبحث عن الإسلام واعتناقه.
وأكد أن الإسلام يزداد انتشارًا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 م رغم التحامل الشديد والحروب الصليبية في العراق وأفغانستان والضعف البادي على المسلمين في بلادهم, مشيرًا إلى أن الجهل بالإسلام في أمريكا وأوروبا وبلاد المسلمين هو الذي يدفع إلى الخوف منه وإن الأزمة الأخيرة مرتبطة بتحرك صهيوني عالمي له نفوذ كبير.
وسرد عسكر قصة المآذن منذ عهد الرسول "صلي الله عليه وسلم" موضحًا أن أحد الصحابة رأى منامًا ورواه للنبي فأقره على ما نسمعه الآن "الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر.. اشهد أن لا إله إلا الله اشهد أن محمد رسول الله"!!
وتابع قائلاً: "سار في عهد عثمان رضي الله عنه بناءًا مرتفعًا يؤذن من عليه الناس, مشيرًا إلى أن رؤية الصحابي وإقرار الرسول "صلي الله عليه وسلم "لها تشريع وفعل عثمان يقره النبي من منطلق قول الرسول "صلي الله عليه وسلم" "عليكم بسُنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي" بل لم يرفضه الصحابة في عهده بما يوحي أنه إجماع والإجماع جزء من التشريع.
ونبّه النائب عسكر إلى أن المئذنة ليست مجرد مبنى وإنما لها صفة لصيقة بأعمال الإسلام وهي إقامة فرض الصلاة، متسائلاً: "ما الذي يغيظ سويسرا من المآذن وأين حرية الاعتقاد؟"
وطالب النائب المسلمين بعدم الانزعاج مهما حاول الغرب حظر المآذن ومنع الحجاب لأن دين الله سينتصر لا محالة من منطلق قوله تعالي "يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"!!
وبدأ القس رفعت فكري المفكر القبطي حديثه مشيرًا إلى أن إعلان ميثاق حقوق الإنسان الذي أعلن في 10 ديسمبر 1948 دين عالمي وفي المادة 18 منه تأكيد علي حرية الاعتقاد وإقامة الشعائر وتغير المعتقد دون أن يعترضه أحد.
وأوضح أننا إزاء طريقين لعلاج أزمة سويسرا إلى أن نحاول نبذل مجهودًا ونحاور الآخرين ونقنعهم برأينا كما فعلوا أو أن نسير في الطريق الأسهل ونخمن ما نريد ونتهم من نريد وحينها لن يسمعنا أحد.
وأضاف: "لو انطلقت سويسرا من منطلق ديني مسيحي لقلنا أنها دولة متعصبة ولكن الموضوع فتح منذ أشهر ووقفت برلمانية مسيحية في البرلمان لتقول أنها كمسيحية تتألم كثيرًا إذا لم يشعر المسلمون بحرية أثناء أداء شعائرهم لأن المسيح علمنا التسامح وقبول الآخر والتعددية وأنها ستكون سعيدة عندما ترى في سماء بلادها مآذناً وحدث بعد كلامها استفتاء فكانت أغلبيته في البرلمان مع بناء المآذن، فضلاً عن الكنيسة هناك رفضت حظر بناء المآذن".
وأضاف: "سويسرا وأوربا كلها علمانية ومن الموضوعية أن تقول أنها تقف ضد الإسلام والمسيحية حيث أن الذي أثار أمر حظر المآذن تيار علماني يرفض أن يتواجد الدين في المناخ العام للدولة".
وضرب عدد من الأمثلة منها عندما زار قس مصري بزيه الديني سويسرا فتم توقفيه وتنبيهه أن السير بهذا الزي مرفوض، فضلاً عن إصدار القضاء السويسري حكما بمنع مدرسة من وضع الصليب بداخلها.
واستطرد قائلاً: "هذا يدفعنا إلى أن نسأل عن الحرية داخل العالم العربي فهناك دول تمنع بناء الكنائس ومصر لم تخرج قانون بناء دور العبادة الموحد حتى الآن".
كما أن هناك مسلمون متعصبون واعتداءات متكررة تحدث ضد الكنائس ولدينا عشرات الفتاوى التي تحظر بناء الكنائس ومنها فتوى منذ 1980 للإخوان المسلمين تحظر بناء الكنائس وفي احدي كتب الفقه ما يشير إلى منع الوصية ببناء الكنائس.
وقال المفكر القبطي "إذا كنا نندد بما يحدث في سويسرا فلابد أن ننظر إلى وضعنا في العالم العربي وإلى صمتنا فهناك تقارير تكشف ما يحدث مع الأقليات في العالم الإسلامي".
وقال: "أسفت جدًا عندما طالب البعض إجراء استفتاء على بناء الكنائس ووضع الصلبان في مصر، فهذا خلط للأوراق لا يجوز لأكثر من سبب أن المسلمون في سويسرا مهاجرون وليسوا مواطنين، ولكن في مصر المسلم والمسيحي مواطنون ولا يجوز القياس بل إن وجود الكنائس والصلبان ارتفعت في سماء مصر قبل الإسلام وبالتالي هي أقدم"!!
بينما رفض أحمد السيوفي مدير قناة العالم بالقاهرة ربط القس رفت فكري بين العلمانية ونتيجة الاستفتاء الأخير بسويسرا، مشيرًا إلى أن العلمانية بمفهومهم الذي ينحصر في فصل الدين عن الدولة لن يخرج عن كون الإنسان حرًا مادام لن يضر وبالتالي الأزمة في العنصرية الموجودة وكشفها مقتل مروة الشربيني في ألمانيا مؤخرًا.
وأوضح السيوفي أن أزمة المآذن في سويسرا كشفت أننا إزاء استفتاء مورست من اجله حالة إعلامية ضخمة وشعارات وملصقات عممت في 26 مقاطعة سويسرية عبارة عن صورايخ علي شكل مآذن أمامها امرأة منتقبة وبالتالي كان الصوت داخل هذا الاستفتاء ليس حرا بل وقع تحت تأثير إعلامي ضخم.
وأكد أن الآلة الإعلامية لعبت دورًا خطيرًا في هذه القضية وسط عدم اهتمام الشعوب الغربية بالثقافة ومعرفة الآخر.
وعقّب الشيخ سيد عسكر أن المسلمين يعانون عند بناء المساجد وتدخل الأجهزة الأمنية باعتراف وزير الأوقاف في تعيين المؤذنين والأئمة كما يعاني الأقباط وبالتالي فأزمتهما سياسية ومن الواجب أن يتكاتفوا ويتماسكوا من اجل رفع هذا البلاء فكلهما مضطهد.
وأكد النائب أن الأقباط بخير في مصر مشيرًا إلى أن أموال النصارى في مصر أفضل بكثير من المسلمين بل إن السجون لا تحتوي إلا على المعتقلين المسلمين.
وحمّل عسكر الأزمة التي يعيشها المسلمون والأقباط في مصر إلى النظام الحاكم الذي اتهمه بتضييع الكفاءات بقوله: "لو جاء أعظم مفكر مصري في الخارج فلن يعمل في مصر إلا أمين مخازن"، مطالبًا بالكف عن إثارة نغمة الاضطهاد.
مما جعل القس فكري يعلق قائلاً: "كلنا مضطهدون لكن نريد خطوة للإمام وأن نتحلى بالموضوعية ونتفق أن هناك خللاً يتعين علينا إصلاحه من أجل بعث روح المحبة بين عناصر الأمة المصرية والعربية مرة ثانية. |