CET 00:00:00 - 18/12/2009

مساحة رأي

بقلم: ماريانا يوسف
أطل علينا الأستاذ الكاتب هاني صلاح الدين بمقال جديد  قرأته على الموقع الالكتروني لجريدة اليوم السابع بتاريخ  17 ديسمبر الجاري.
أوجز فيه الكاتب أن ظهور العذراء لا يؤمن به إلا السُذج واصفًا الظهور  بـ "الخزعبلات" لأنها ما هي إلا خيالات ضوئية يصنعها الأقباط " المتطرفون" على حد تعبيره باستخدام أحدث التقنيات من ليزر وخلافه وذلك للعمل على دفع الشباب القبطي المنشغل في العالم لحضن الكنيسة مرة أخرى وكذلك كخطة من عملية تبشيرية كبرى لاستقطاب الشباب من باقي الطوائف المسيحية أو حتى للشباب المسلم للكنيسة الأرثوذكسية.
و تساءل الكاتب لماذا لا تظهر العذراء سوى بثوبها الأزرق كما أنها لو كانت لا تملك غيره؟ ولماذا لا تظهر بعيدًا عن كنائسها في الأعالى مثلاً  وبكامل هيئتها وجسدها وليس كأطياف؟ وتساءل أيضًا لماذا تظهر في الكنائس المصرية فحسب وخاصة الكنائس الارثوذكسية فقط ولا تظهر في الكنائس الكاثوليكية أو الإنجيلية؟.
كما أنه يرى أنه لا  بعث للموتى من الأنبياء والقديسين وكذلك إن كان هناك ظهور معجزي فهو لمرة واحدة وليس لخمس مرات.

هذا كان ملخصًا لأهم الأفكار والاتهامات التي وجهها واستند عليها الكاتب في مقاله الذي نفى فيه ظهور العذراء مريم وسابدأ في الرد عليه نقطة نقطة وباختصار شديد وإيجاز  ودون الدخول في نقاط عقائدية لأن الموضوع لو فند نقطة نقطة لاحتاج صفحات كثيرة للرد.
اولاً: دعني أوجه نظرك إلى أن ظهور العذراء المعجزي لم يحدث كما ذكرت في مصر فقط وفى الكنائس الأرثوذكسية فحسب وهذا
سرد بسيط جدًا من ظهورات العذراء حول العالم  يمكن أن تراجعها في الموسوعات التاريخية ومواقع الأخبار
بدأت ظهورات العذراء منذ جيل الرسل "وقتها لم يكن هناك تقنيات الكترونية أو ليزر"  في مدينة برطس بجوار غلاطية في عهد متياس الرسول حينما حلت الحديد إلى ماء وفكت أسر الرسول متياس.

وفي عهد الخلافة العباسية ظهرت العذراء مريم في كنيسة أتريب في مصر حينما اراد الوالي المسلم في مصر هدم كنيسة أتريب تنفيذًا لأمر الخليفة العباسي المأمون الذي تولى الخلافة من 814 م حتى 833 م فأمهل كاهنها ثلاثة ايام - فدخل الكاهن الكنيسة وظل يصلي صائمًا مصليًا للرب طالبًا منه أن ينقذ كنيسة العذراء فظهرت العذراء للخليفة العباسي المسلم في بغداد وطلبت منه أن يكتب لوالى مصر المسلم رسالة ويمهرها بخاتمة يأمره فيها بوقف أمر الهدم.
هذا بخلاف ظهور العذراء مريم بجبل قسقام للبابا ثاؤفيلس البطريرك 23(385 م -412 م) حينما أراد البابا ثاؤفيلس تكريس كنيسة العذراء مريم بجبل قسقام (الدير المحرق) حيث ظهرت له القديسة العذراء مريم في شكل نوراني وأعلمته أن ذلك المكان تقدس فعلاً أثناء رحلة العائلة المقدسة في هروبها إلى مصر من بطش هيرودس الملك - والأمر الهام لهذا الظهور الفريد من نوعه أنها أعلمته خط سير رحله الهروب إلى مصر.

وأيضًا ظهور العذراء للبابا القديس الأنبا ابرآم البطريرك 62 (975 م-979 م ) في مصر حينما طلب الخليفة الشيعي المعز لدين الله الفاطمي بوشاية الوزير اليهودى يعقوب ابن كلس نقل جبل المقطم من مكانه ليبرهن على صدق قول السيد المسيح في الأنجيل : "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم نقولون لهذا الجبل انتقل من هناك فينتقل" ( متى 17: 20).
فذهب قداسته إلى الكنيسة العذراء مريم المعروفة بالمعلقة واعتكف بها وداوم على الصلاة والصوم لمدة ثلاثة أيام .. وفي فجر اليوم الثالث ظهرت له العذراء وأخبرته عن القديس سمعان الخراز الذي اختاره الرب ليتم نقل الجبل على يديه.

أما عن ظهورات العذراء في القرنين العشرين والحادى والعشرين فهي على سبيل الذكر لا الحصر:-
ظهور العذراء مريم في قرية فقيرة هي فاتيما في البرتغال في 13 مايو 1917وشاهدها فوق ال 70 ألف شخص.
كذلك ظهرت العذراء فوق السحاب وبكامل هيئتها "هنا لم تظهر داخل كنيسة ولم تظهر كطيف" يوم 24 يونيو 1981فى ميدجورجيا – يوغوسلافيا وتحدثت إلى من شاهدوها" وهو ليس شخصًا واحدًا" قائلة لهم "ابنائي الأعزاء، أيضًا اليوم أطلبكم أن تحبوا من يكرهكم، أطعموا الجوعان، افتحوا قلوبكم وصلوا للرب القدوس، لأن كل مخلوق يجب يشكر الله خالقه . صلوا .. افتحوا قلوبكم للحب الإلهى الذى لن تحصلوا عليه بدون صلاة ، لذلك صلوا .. صلوا .. صلوا".

وهنا عليك أن تلاحظ أن جميع ظهورا العذراء مريم كانت تحمل فيها رسالة للمؤمنين للتوبة أو لتشديد عزم المؤمنين أو للرجوع إلى الله أو لتأكيد أن الرب مع شعبه فلم يكن ظهورًا فحسب بل كان تعضيدًا من السماء.
هذا بخلاف ظهوراتها العديدة في مختلف أنحاء العالم والتي لم يقتصر ظهورها فيه على الكنائس المصرية أو الارثوذكسية.
هذا عن نقطة الظهور، أما عن نقطة استخدام الليزر والتقنيات الحديثة في اصطناع الظهور فهذا أمر لا يصدقه عقل لأنه قبل أن تعلن الكنيسة عن الظهور بإصدار بيانها يتم التأكد من أنه ظهور روحاني بالفعل كما أن الظهور يراه آلاف من الأشخاص.. ألا يستطيع شخص واحد اكتشاف أن ذلك الظهور مصطنع؟؟!!
كما أن الكنيسة الأرثوذكسية ليست في حالة تنافس مع الطوائف الاخرى من يجذب أكبر عدد من الرواد أو المؤمنين ولسنا في حاجة إلى التبشير بطرق زائفة؟!

فهل يُعقل أن يصنع الإنسان زيفًا بداخل بيت الله وباستخدام أحد رموز الكنيسة لجذب الآخرين.. اسمح لي أستاذي العزيز هاني أن أوضح ،ن  تفسيرك لتلك النقطة غير موفق على الإطلاق.
وإن كانت العذراء تظهر بثوبها الأزرق في كل ظهوراتها وكطيف نوراني، فاسمح لي بنفسير ذلك بشكل سريع دون التعمق في نقاط عقائدية وهو أن الثوب الأزرق يحمل رمز السمو والرفعة والروحانية وظهورها كنور أو طيف ذلك لأن المؤمنين بعد موتهعم تتغير هيئة أجسادهم عن الجسد الترابي إلى جسد نوراني.
و ردًا على نقطة أن الكتاب المقدس لا يؤمن بالبعث أو الظهور بعد الموت سأذكر مثالاً واحدًا أنه في حادثة التجلى على جبل الزيتون تجلى السيد المسيح مع موسى النبى وإيليا النبي،  فإن موسى النبي يُعتبر من الأموات وظهر مع السيد المسيح ليؤكد لنا المسيح أن المسيحية تؤمن بالظهورات والتجليات الروحية.
و أخيرًا هناك نصيحة بسيطة تغني عن كل هذا النقاش هو أن تذهب بذاتك إلى كنيسة العذراء الأثرية بالوراق حينها ستنتهي شكوكك واتهاماتك حينما تراها على قباب كنيستها ومن الجائز بعدها أن أقرأ لك مقالاً تؤكد فيه على ظهور العذراء.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١٤ تعليق