بقلم: زهير دعيم
ميلادُكَ يا يسوع بداية.
ميلادنا بداية النهاية.
ميلادك أملٌ يشعّ فيدفّّئ القلوب ، ويذيب ثلوج الأيام ، ويصهر الأحزان في فرن التعزية.
ميلادنا خطيئة وإثمٌ ونزوة.
ميلادك عطرٌ يفوح فيملأ النفوسَ شذىً .
ميلادنا غبار يُغطّي الآفاق والتّلال .
ميلادك تسبيحة ولحن يسيل عذوبةً ، فيه من كركرة الشّلال ، وسقسقة العنادل ، وتسبيحات الملائكة الشيء الكثير.
ميلادنا صَخَب ٌوضجيج ونشاز .
بميلادكَ استدفأ الرُّعاة المتبدّون ، ومشى النجم وسار ، وقَدِم المجوس من المشارق ، وغنّت الملائكة ترنيمة الأجيال :
" المجد لله في الأعالي ، وعلى الأرض السّلام ، وفي النّاس المسرّة".
بميلادك انفتحت السّماء على الأرض ، فتجسّد الإله إنسانًا بسيطًا يجوع ويعطش ويتعب ......ولا يُخطئ.
ميلادك يا يسوع نور بدّد عتمات الأيام ، وعلّق خطايا الدُّنيا بقُماط بيت لحم على صليب الجلجثة.
بميلادك يا يسوع ارتفعت المغائر فوق القصور ، وأضحى المِسكين بالرُّوح هدفًا نتوقُ إليه.
ميلادك يا يسوع دفّاَ القلوب الحزينة ، وبلسم الجراح ، وعمّق المحبة ، ...فزُرْنا يا سيّد ، زرنا في مغائر قلوبنا واستوطن ، وأفرش هناك ، فأنتَ المالكُ والخالق والجابل ، وأنت ربُّ المنزل ، ولك في قلوبنا منازل وزوايا .
زُرنا يا يسوع ؛ يا طفل البراءة واسكب من براءتك البريئة فوق رؤوسنا ، وامنحنا أن نكونَِ أطفالاً في النّوايا والبراءة ، أطفالاً لا يعرفون الرّياء ولا الالتواء !!
ميلادك عيد الأعياد وفرح العِباد .
ميلادك عرس السّماء وانبثاق النُّور.
ميلادك ؛ ميلاد الحياة في أرواحنا المائتة ، وشعاع النُّور في ضلوعنا ، وتوهّج الحُبِّ في حنايانا المُظلمة.
ميلادك يا يسوع عيد.
ميلادك الخطوة الأولى نحو الصّليب ونحو الملكوت.....
فما أحلاها من بداية !!!.
وما أحلاك من قادم... |