CET 00:00:00 - 13/12/2009

مساحة رأي

بقلم: هويدا العمدة
هذا السؤال راودنى كثيراً هذه الايام حين نظرت لمجمل الاحداث التى تجرى على الساحة العامة مؤخرا منذ شهر 4 / 2009 وحتى الان أي من حوالى سبعة أشهر وهو منذ القرار السريع لاعدام الخنازير وتتبعت ما يحدث من قرارات وأحداث فتسالت لمن الاعدام ؟ والى متي سيستمر؟

بدات القصة بقرار إعدام الخنازير .
ثم القبض على بعض محلات النت والالعاب وغيرها من التجمعات وقرار غلق محلات بيع الطيور .
ثم قرار منع الموالد والاحتفالات العامة ومنع إفطار الوحدة الوطنية والغريبة انه استمرت موائد الرحمن في نمطها العادي اثناء شهر رمضان الماضي وكأن انتشار المرض سياتى من فقط التجمع مع الاقباط . وهذا أصبح المفهوم الضمنى تحسه فى التعاملات العامة والمواصلات حين يجدون الفتيات بشعورهن عارية يفزون بوضع المناديل على أنفاسهم .
ثم تهاتف الاعلام بكثرة وبقوة على هذا الموضوع مما بث الفزع والرعب داخل المواطنين من بعضهم لبعض . *** فاصبح الناس تموت خوفا لا مرضا، وحين بدا العام الدراسي تسلم الطلاب لا كتب بل تسلموا ( كلور- و ديتاتول- وكمامات- ومناديل مبللة ...... )

أما عن أيام الدراسة فاصبحت قليلة الساعات والايام من يومين الي ثلاث أيام فى الاسبوع في الجامعات اسبوعين في الشهر و فرق آخرى ليس لها حضور تماما لحد موعد الامتحان .
والعجيب فى الموضوع هو أن اهتم المسؤولين بالكمامات أكثر من الاهتمام بأطنان الزبالة التى تغطي معظم أنحاء البلد ! .
وأصبح الارتفاع الطفيف في درجات الحرارة هو أخطر من ارتفاع الاوبئة وانتشار الامراض الخطيرة والكثيرة نتيجة لانتشار أطنان القمامة . بخلاف مشاكل انتشار ظاهرة اختلاط مياة الصرف الصحي بمياة الشرب !.
كل هذه الاحداث هى تتابع لقرار اعدام الخنازير .
وعندما خرج هذا القرار اعتبره الجميع انه قرار لاعدام ثروات الاقباط ولذلك نفذ بهذه الطريقة السريعة ودون تعويض مناسب .
وظهر بعدها فكر لبعض الناس يلوح عن احتمالية مستقبلية بقرار تأميم وخصوصا أن معظم الشركات الكبرى والاقتصاد والاستثمار مملوك للاقباط .
ولكن بعد مرور الوقت وظهور تلك الاحداث أصبح الاعدام ليس للخنازير ولا للاقباط فحسب بل هو إعدام لشعب أجمع .

واصبح الاعدام للعقول المفكرة فلا تعليم جيد ولا ابتكار حيث من المنتظر هبوط شديد فى مجاميع هذا العام وزيادة نسبة الرسوب .
ولا عمل ولا انتاج جيد حيث يخيم الخوف على الناس في تعاملاتهم البعض وقلت ساعات العمل فالكل يفر هاربا للمنازل خوفا من التجمعات ومرض
انفلونزا . *** فاصبح الفيروس فى عقولنا لا في الجو ***
وعندما تحترم عقلك وتجعله ينظر بحرية مطلقة سيجد الطبقة الفقيرة الكادحة التى ليس لها اي اهتمام بما يدور حولها سوى لقمة العيش تجدهم متكدسيين فى المترو وفي الاتوبيسات وفى الاماكن الشعبية .
ويتسال العقل عن ما هو حال السجون المكدسة بالناس وما هو حال الملاجئ و اطفال الشوارع وما حال المقيمين في مناطق وسط الزبالة أمات أحدهم او اسيب بانفلونزا الخنازير ؟
وتفكرنى هذه القصة بفيلم اشاعة حب للقدير يوسف وهبي حين اشاعة بور سعيد بأكملها عن علاقة غرامية وهمية ليس لها اساس من الصحة .
فنحن اساتذة فى ترويج الاشاعات وتهويل الامور وتكبيرها وتحميلها أكثر مما يجب فلا أتوجد دولة واحدة فى العالم فعلت ما نفعله نحن ! .

ويتسال العقل الى من ؟ والى متي سيستمر ؟
ألا يكفي ذلك رأفة بهذا الشعب ورحمة بهذه الامة
ولاول مرة اشعر باسقاط دمعي وأنا أكتب هذا المقال .
حيث أشعر بحالة من التدهور والعنف العام فى كل شئ
فكفاكي يا بلادي عنف وظلم الاعادي
و الان بأيادي أولادك بـادي
فماذا أقول وأنا بحبك يا بلادي

رئيس المركز الدولي للمحاماة والدراسات الحقوقية
hh_el3omda@yahoo.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق