CET 00:00:00 - 13/12/2009

مساحة رأي

بقلم: بولس رمزي
عفوا للفنان الكوميدي الراحل نجيب الريحاني لقد استخدمت عنوان احد افلامه عنوانا لمقالي هذا لان قدرنا ان نعيش في منطقه لم تقرأ تاريخها ولم تتعلم من دروس التاريخ  ورسبت في تاريخها وعليها ان تعود الي المربع الاول , المنطقه تتعرض الي لعبه سياسيه مشابهه الي حد كبير لتلك اللعبه التي لعبتها باقتدار الفنانه الراحله تحيه كاريوكا في فيلم لعبة الست , وسوف نناقش هذا الموضوع من خلال هذين المحورين:

المحور الاول – اطراف اللعبه وادواتها
المحور الثاني -  اهداف اللعبه واساليبها
مما لاشك فيه ان ما تتعرض له الساحه السياسيه في المنطقه امرا لايمكن التغاضي عنه بل يجب القاء الضوء  عليه من خلال عرض تحليلي موجز لتلك المحاور الثلاث:
المحور الاول : اطراف اللعبه وادواتها 
انا هنا بصدد لعبه سياسيه  بين طرفان لكل منهما  العديد من العناصر التي يستخدمها كادوات فاعله بعد ان قسم هدفه الكبير الي مجموعه من الاهداف الصغيره والمتوسطه من اجل الوصول الي هدفه الاساسي وهو الهيمنه علي المنطقه

اولا: اطراف اللعبه
الطرف الاول : الطرف الاول في هذه اللعبه السياسيه يتمثل في الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه وهو طرفا يخطط الي اهدافا طموحه من اجل الوصول الي هدفه الاكبر وهو الهيمنه الفارسيه علي المنطقه وبسط نفوذه عليها وبالرغم من صعوبة الهدف الا ان الطرف الايراني يري ان فرصته في الهيمنه والسيطره علي المنطقه اصبح اسهل كثيرا من قبل ثلاثون عاما ويستخدم هذا الطرف اذرعا اخطبوطيه نجح بدهاء وصبر في ان ينشرها وينفق عليها بسخاء في المناطق الحيويه بالمنطقه
الطرف الثاني : يتمثل الطرف الثاني للمواجهه في دولتي مصر والسعوديه وللاسف فبالرغم من هاتين الدولتين هما المعنيتان بالمواجهه مع الطرف الايراني الا انه لايوجد تنسيقا حقيقيا للادوار بينهما بل هناك تخطبا ناتجا عن ردود افعالا عشوائيه نظرا للصراع التاريخي بين الدولتان علي زعامة المنطقه فان الطرف الايراني نجح الي حد كبير في اختراق العلاقه المصريه السعوديه واصبح الطرف المصري السعودي طرفا يتلقي الضربه تلو الاخري من الطرف الايراني بشكلا دفاعيا عشوائيا غاب عنه التنسيق المصري السعودي اضف الي ذلك غياب الدور الهجومي فلم نري من مصر والسعوديه أي هجوما استباقيا في مواجهة الهجمات المتلاحقه التي يتلقاها من الجمهوريه الايرانيه

ثانيا: ادوات اللعبه واذرعها 
في حقيقة الامر لايمكن لاي لاعبا سياسيا ان يلعب سياسه دون ان تكون لديه ادواتا واذرعا قويه يستخدمها كوسيله للضغط من اجل تحقيق اهدافه السياسيه ودعونا نعترف شئنا ام ابينا ان الطرف الايراني نجح نجاحا باهرا في مقابل فشلا وتخبطا في الجانب الاخر من المواجهه

1-   اذرع وادوات الطرف الايراني :
أ – الاذرع الاخطبوطيه للطرف الايراني :
نجحت الدبلوماسيه الايرانيه في نشر اذرعا قويه لها في المناطق الحيويه والحساسه في الجسم العربي فنجد انها استطاعت انتزاع اذرعا عربيه قويه لتكون اذرعا لها في المنطقه فنجد ان :
سوريا : هذه الدوله التي كانت تمثل بوابة العرب الشماليه وتمثل اهم اذرع المنظومه العربيه نجحت ايران في انتزاعها من الجسم العربي لتكون ذراعا ايرانيا قويا في المنطقه.
قطر : بالرغم من صغر دويلة قطر الا انها عضوا بمجلس التعاون الخليجي الذي يمثل اهم المحاور العربيه وعندما تنجح ايران في انتزاع قطر من الجسم العربي فانها نجحت بالتبعيه بان تكون قطر بمثابة الذراع الايرانيه الطولي داخل مجلس التعاون الخليجي والسوسه التي تنخر في هذا الجسم العربي من خلال اعلامها المؤثر والقوي في المنطقه.
السودان : تمثل السودان العمق الاستراتيجي لمصر وهمزة الوصل بين العرب وافريقيا وقد نجحت الدبلوماسيه الايرانيه في استغلال المشاكل التي تمر بها السودان واستخدام السودان كذراعا لها في العمق الاستراتيجي المصري الافريقي.

الجزائر : لدي دولة الجزائر الكثير من المشاكل والطموحات فمشاكلها تتمثل في الضغوط التي تواجهها من المنظمات الارهابيه التي تعيش في الصحراء الجزائريه الشاسعه التي تدين بولاؤها للملالي الايرانيين والتي تستخدم كورقة ضغط من اجل استمالة الجزائر للحضن الايراني – كما ان للجزائر طموحا قويا في ان تكون لها الزعامه علي كل من المغرب وتونس وليبيا.

2 – ادوات اللعبه الايرانيه :
أ‌-حزب الله في لبنان : نجحت ايران في استخدام الصراع العربي الاسرائيلي وحالة الفوضي التي خلقتها الحرب الاهليه في لبنان ودخول اسرائيل علي الخط واحتلالها لجنوب لبنان في تاسيس جيشا قويا مدربا تدريبا عاليا علي حرب العصابات وحروب الشوراع وقامت بتسليحه بترسانه من الاسلحه القتاليه هذا اضافة الي الدعم المالي الكبير من خلال مؤسسات تعليميه وصحيه واسكانيه نجحت من خلالها باستقطاب وتشييع اللبنانيين واعداد قاعده قويه لها في لبنان ولتدمير حزب الله يجب عليك ان تدمر لبنان باكملها اولا ولن تتمكن من القضاء علي هذا الحزب الايراني في الداخل اللبناني

ب -  حركة حماس الفلسطينيه : بالرغم من ان هذه الحركه في الاساس صناعه مصريه سعوديه خالصه الا انه بتخلي مصر والسعوديه عنها ارضاء للامريكان نجحت ايران بتلقفها واستخدامها كاداة قويه لها علي الحدود الشرقيه المصريه
ج – الحوثيون في اليمن : لم اكن اتوقع مطلقا هذا الصمود الاسطوري للحوثيون امام الآله العسكريه السعوديه اليمنيه –   كيف قوي ساعد هذه الجماعه وكيف تم تسليحها وما الهدف من وراء هذا الدعم الايراني لجماعه تتمركز علي الحدود الاسرائيليه –  كثيرا ما تعلن ايران عن دعمها القوي لكل من حزب الله و حركة حماس تحت حجة دعم المقاومه العربيه لاسرائيل , لكن لماذا تدعم ايران الحوثيون ومن اجل مقاومة من؟ هل من اجل مقاومة اليمن ام مقاومة السعوديه ام الاثنان معا؟ في حقيقة الامر لم الحوثيون هم مشروع دوله داخل الدوله اليمنيه والغرض من وجودهم هو السيطره علي القرار اليمني كما هو في حزب الله مع الحكومه اللبنانيه وبنجاهم في الوصول الي هذا يمكن لايران السيطره علي مضيق باب المندب ومعه السيطره علي البحر الاحمر وقناة السويس

د – البوليساريو في المغرب العربي: من المعرف ان الجزائر تتبني البوليساريو في المغرب من اجل تصعيد القلاقل في منطقة الشمال الافريقي والضغوط السياسيه واحكام سيطرتها عليه وبما ان الجزائر احد الاذرع القويه لايران فان البوليسايو سيصبحون ادواتا ايرانيه في المنطقه.
و – جماعة الاخوان المسلمون في مصر : فقد كانت السعوديه الداعم الرئيسي لجماعة الاخوان المسلمون الا ان هذه الجماعه ارتمت طوعا في الحضن الايراني واصبح ولاؤها للجانب الايراني والشئ المضحك المبكي ان لهذه الجماعه ثمانيه ثمانون مقعدا في البرلمان المصري يمثلون ثمانيه وثمانون صوتا ايرانيا داخل المؤسسه البرلمانيه المصريه اضف الي ذلك اختراقات هذه الجماعه لاغلب المؤسسات المؤثره في مصر مثل الصحافه والاعلام والتعليم الي غير ذلك من الاجهزه الحساسه في الدوله.

ثانيا – اذرع وادوات مصر والسعوديه.
في حقيقة الامر ان الدولتان تعتمدان علي تاريخهما في المنطقه ولكن بلا أي انياب حقيقيه وفشلت في الحفاظ علي العديد من اذرعها القويه وفقدت ادوات ساهمت في تاسيسها.
فقد فقدت مصر والسعوديه التحالف السوري والسوداني والقطري والجزائري كما فقدت حركة حماس التي تاسست في مصر علي يد جماعة الاخوان المسلمون المصريه مباركه حكوميه مصريه ودعما ماليا سعوديا - كذلك جماعة الحوثي التي تربت وترعرت وكبرت بدعما سعوديا والتي اصبحت الان خصما مسببا القلاقل علي حدود السعوديه الجنوبيه وجميع هذه الاذرع والادوات تحولت من قوه داعمه للمنطقه الي خصما يعمل لصالح الزعامه الايرانيه.

المحور الثاني –  اساليب اللعبه واهدافها
مما لاشك فيه ان ايران تمارس هذه اللعبه بشكلا مخططا بعنايه فائقه وبمنتهي الاقتدار والتنظيم الجيد فقد اعتمدت علي بعض الوسائل والاساليب في كسب ارضيه قويه تقف عليها في المنطقه اما بالنسبه للاهداف فهي معروفه للجميع وهو الهيمنه والزعامه الايرانيه الفارسيه علي المنطقه باثرها واعتمدت ايران علي الاساليب التاليه :
1-  استخدام حالة الضعف والوهن التي تعيشها المنطقه عقب الغزو الامريكي للعراق فبسقوط العراق سقط النظام العربي باثره فان العراق كانت بحق البوابه العربيه الموصده في وجه الجانب الايراني.
2- استخدام الشعارات التي استخدمها في السابق جمال عبد الناصر وطل علينا احمدي نجاد في ثوب البطل الايراني المغوار الذي سوف يعيد للعرب كرامتهم التي اهدرت في الساحه العراقيه واعلانه تحديه لاسرائيل وانه سوف يزيل هذه الدوله العنصريه من علي خارطة العالم الامر الذي اكسبه تاييد الجماهير العربيه المنكسره التي تبحث عن مخلصا لها ووجدت في نجاد هذا المخلص الذي سوف يعيد لهم الامجاد والانتصارات المزعومه.

3-  توظيف الحرب الاسرائيليه علي حزب الله في لبنان وصمود ميليشيا حزب الله المسلحه امام قدرة الاله العسكريه الاسرائيليه علي حساب الدمار والخراب الذي تعرضت له لبنان والتطبيل والتهليل لحزب الله بانه المنتصر في هذه الحرب بالرغم من انه لم يحقق شيئا سوي تحرير اسير حزب الله سمير القنطار علي حساب ارواح اكثر من الف لبناني ومليارات الخسائر الماديه في البنيه التحتيه اللبنانيه والاقتصاد السياحي اللبناني – الا ان الانتصار الحقيقي الذي حققه حزب الله انه استطاع ان يعلن عن نفسه كقوه موجوده علي ارض الواقع اللبناني لا يمكن لاي قوه عربيه مواجهته والقضاء عليه وهزيمته – هذا اضافة الي اكتساب هذا الحزب وقائده الشيخ نصر الله الي شعبيه حقيقيه في كل المنطقه العربيه وبالتبعيه اكتسبت ايران معه علي نفس الجديه واعتبرت الجماهير العربيه حزب الله بمثابة راس الحربه الايراني علي الحدود الاسرائيليه تمهيدا للحرب المقدسه التي روجت اليها ايران وازالة اسرائيل من علي خارطة العالم

4- عندما نجحت الاداة الايرانيه المتمثله في حزب الله في اكتساب الجانب الايراني تعاطف الشعوب العربيه كررت نفس السيناريو مع حركة حماس في غزه ولم تكن هذه المره بغرض اكتساب شعبيه جديده لايران بقدر من انها استخدمت هذه الحرب في تشويه الجانب المصري وعزله جماهيريا  وتصوير مصر بانها حليفا للجانب الاسرائيلي ضد العرب والعروبه وتصوير مصر بانها ساهمت في حصار غزه وجيشت وسائل اعلامها وعلي راسها قناة الجزيره القطريه ليس بغرض فضح العدوان الاسرائيلي علي غزه ولكن كان الهدف الاصيل لهذه الحمله الاعلاميه هو هزيمة مصر وتصويرها بانها العدو الحقيقي للعرب وليس اسرائيل.
5- تهديد الحدود السعوديه عن طريق جماعة الحوثي التي ظهرت قدرتها العسكريه الحقيقه عندما استطاعت مواجهة كل من الجيشان اليمني والسعودي في معركه واحده الامر الذي يهدف الي ارباك النظام السعوديه وانكفاؤه علي ذاته.

ثانيا – اهداف واساليب مصر والسعوديه في المواجهه
في حقيقة الامر فان مصر والسعوديه لاتمتلكان سوي الدفاع والصمود فقط في وجه هذا المخطط الايراني في انتظار ما سوف ينتج من قرارات دوليه قد تؤدي الي حصار ايران اقتصاديا الامر الذي معه سوف يؤدي الي انهيار اقتصادي ايراني تتبعه ثورات مخمليه في الداخل الايراني تؤدي الي انهيار النظام الايراني باكمله – وان تخسر هذه الادوات والاذرع الايرانيه في المنطقه للرهان الايراني وانحسار التمويل الايراني السخي لها بسبب الظروف الاقتصاديه التي سوف تكون نتيجه حتميه لحسار ايران اقتصاديا فان الطرف المصري السعودي يعتمد علي عامل الزمن والعوامل الخارجيه الدوليه.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق