CET 00:00:00 - 08/12/2009

مساحة رأي

بقلم: عاطف موسي
عشت طفولتى بنهايه الخمسينات وبدايه الستينيات من القرن الماضى فى مجتمع يموج بالوحده الوطنيه . ورغم حداثه طفولتى الا اننى كنت اميز الكافرين كلفظ يقوله الاخوه المسلمين عن اناس غير موجودين بمصرنا الحبيبه . فالكفار هم قوم عاشوا اما فى الجاهليه قبل الاسلام – او هم قوم مازالوا فى غيهم عن اعتناق احدى الرسالات الثلاث المعتمده قانونا بتصديق الوحده الوطنيه وهى اليهوديه والمسيحيه والاسلام .

وكأنه كان هناك اتفاق ضمنى بين طوائف الشعب على المهادنه – وعدم خروج النص القرآنى للايه 72 من سوره المائده (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) للنور – وعدم الزج بها بكتب المطالعه – وكأنها نسخت . وعشت بفخر فى مدينتى – فأنا لست من الكافرين - الى ان اعاد محمد عبد الوهاب صياغه اغنيته القديمه الجديده – انا والكافرين بهواك .. عايشين لبعضينا .

وخرج شيوخ الخراب من قمقم الفانوس الذى كاد ان يصدأ . فتحررت الايه القرانيه من نسخها وظهرت كوجبه اسلاميه لكل من يريد اشعال نار الفتنه فى هذا البلد الذى كان قبل وقت قليل آمن . وحينما كنت اسير انظر فى عيون اخوه الوطن لاجد كل منهم يخرج لى لسانه ويشخصنى بالكافر . واسمع هواجسهم وهمساتهم – ( ياعم دول عالم كفره – انجاس - طب قول لواحد فيهم كده لا اله الا الله .. مايردش عليك .. يعمل انه مش سامعك عشان مايقولش محمد رسول الله ) وهنا انشقت وحده الوطن واعلن رسميا عن وفاه الوحده الوطنيه يوم 17 يونيو عام 1981 بحادث دموى اليم وقع لها بالزاويه الحمراء واسفر عن استشهاد 81 قبطى من ابنائها .

وتسلسلت وتعاقبت المذابح الدمويه بجريره او بدون جريره – كرد فعل او كعمل فردى او جماعى والمحصله مختل عقليا . وكانت الدوله متمثله فى اجهزتها الامنيه حتى وقت قريب ليست بطرف فى المعادله الا ناهيك عن احداث الزاويه الحمراء . الى ان تطور اسلوب الاداء كراع رسمى اما بغض البصر او المساعده . واذا بالتطرف يكشر عن انيابه من الافراد الى الهيئات ثم النقابات الى ابعد من ذلك بكثير .. حيث تحولت اجهزه الدوله ودواوينها وحوانيتها تموج بالتطرف .

الى ان تحول التطرف من الفكر الى الفعل . لتجد من يشير اليك انه لايوجد لك مكان آمن تستطيع ان تضع فيه رأسك بسكينه لتنام . واذا كانت الشريعه الاسلاميه السمحه تكون هكذا .. فماذا سنرى من هذه الشريعه اذا كانت غير متسامحه ؟ سؤال نرجوا الاجابه عليه من الأجهزه المعنيه بحقوق الاقليات .
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق

الكاتب

عاطف موسى

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

حتى لا تجف الدماء

انا من الكافرين فى هواك

اذبح نصراني بدلاً من خروف الأضحى

جديد الموقع