بقلم: د. ماجد عزت إسرائيل ومع تذكار (عيد الصليب) وبالتحديد في 19 مارس 1951م، كان "يوسف" قد وصل إلى دير السريان بإيعاز من القمص "مينا "الأب الروحي له في إثناء عشية صلاة عيد الصليب، وبعد تلاوة المزامير، نادى عليه رئيس الدير الأنبا "ثيئوفيلوس" بعد تلاوة المزامير، قائلاً له: "تعال أخ -لفظ يقال لمن هم في الرهبنة-. ثم أمسكه بالغصب –وكان قد دبر أن يغلقوا الأبواب- ثم وضع يده عليه وقال: "متى قسًا على دير السيدة العذراء والدة الإله – السريان، "فتعجب من هذا التصرف، إذ لم يكن في نيته ولا في قلبه شهوة ذلك. على أية حال ترك القس "متى" الكنيسة بسرعة وهرب إلى قلايته وأغلق بابها وهو يقول: "أنا راهب ولست من هذا الدير، وأنا رافض هذا الأمر وسأرجع إلى ديري...." وبعدها بقليل حضر ورآه رئيس الدير، وجمع من رهبان الدير يطلبونه لاستكمال طقس "رسامة القس". كان اختياره لاسم "متى" بناء على رغبته، على الرغم من إن هناك راهب بنفس الدير يدعى "متاؤوس" ومعناها عربيًا "متى "، وهذا لا يجوز ديريًا طبقًا لقواعد وأسس الأديرة، ولذلك سماه رئيس الدير باسم "متى المسكين" –نسبة إلى متى المسكين مؤسس دير بمدينة أسوان- تميزًا عن أخيه في الرهبنة الآخر، ولما سأله عن سر تمسكه بهذا الاسم فقال له: "أنا أخذت هذا الاسم من الله". ولكن هناك سر لتمسكه باسم "متى المسكين" حيث روى لنا الأب "يوحنا المقاري نقلاً عن الأب "متى" نفسه قائلاً: "عندما كان أبونا لا يزال يعمل صيدليًا قبل رهبنته بقليل وكان عازمًا على الرهبنة، عاين رؤيا رأى فيها نفسه كأنه يبيع الصيدلية بكل محتوياتها وبعد أن باعها ورأى جميع رفوفها فارغة، لمح نسخة من إنجيل "متى البشير" على أحد الرفوف، فأخذه واعتز بها كشيء ثمين وملكًا له وحده. فنظر إليه المشترى قائلاً له: "إن هذا الإنجيل ضمن محتويات الصيدلية، فهو حق لي، فقال له: لا يمكنني أن أفرط فيه لأنه يخصني وحدي. وبين عشية وضحاها ذاع صيته باسم القس "متى المسكين "وبدا في خدمة القداس، وكأنه يمارس صلاة القداس من سنين عده؛ لدرجة جعلت بعض الرهبان يقولون له: "يبدو أن لك سنين كثيرة منذ أن استلمت القداس"، وهو يرد بتواضعه المعتاد قائلاً: لا، في الواقع إن هذه هي أول مرة في حياتي أخدم فيها القداس، ولم يكن في ذهني أبدًا أنه ستكون لي هذه الخدمة على المذبح". |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت | عدد التعليقات: ١٦ تعليق |