CET 00:00:00 - 07/12/2009

مساحة رأي

بقلم: إيهاب شاكر
يا أيها الإله الذي أعبده وأجلّه
يا من أخضعت نفسي بنفسي له
مظلوم أنت أيها الإله
مظلوم من خلقِك من عمل أصابعك
من نفخت فيهم نسمة من أنفك
كيف؟.. وكيف؟.. وكيف؟
يظلمونك إذ يرونك ضعيفًا
فيحملون ألسنة السيف
وسيوف الألسنة دفاعًا عنك
مقهور أنت إذ مسجون في سمائك
لا حول لك

فنتبرع نحن ونقوم بدورك
خلائقك كالقاضي والحاكم والديان
فنهدر الدماء وننزل لعنات السماء
وننطق بلسانك من دون استئذانك
ونحكم على "الإبداع" بالإرجاع
للعودة لسنين الصحراء
للبداوة
وتُعصب العيون بالغشاوة
وقد أعمى أعيننا إله هذا الدهر

ليس أنت بالطبع
فأنت تنير العميان
وتقيم الموتى من قبور النسيان
ليس أنت أيها الإله المظلوم
فأنت تلمس الشفاه بجمر
وتروي القلوب بنهر
يا للغباوة
غباوتنا قتلتنا
أخرجتنا من حجالك
فأدخلناك حجالنا
وأنت تتيح الساحة لمن يريد الكلام
تصمت ولا تفتح فاك
رغم أن عِداك
بكلمة تنهيهم.. بنفخة تمحيهم

لكنك مظلوم
اتهموك زيفًا بالضعف
رموك خوفًا بالتجبر
وإجبار الكل على عبوديتك
رغم أنك لا ترضى هذا
وما أبعد هذا عن ذاتك
عن كونك وتكوينك
فأنت أعظم أنت أكبر
مما في مخيلتنا عنك
قبل أن تستدعينا جئت
وهم رفضوك.. ظلموك
قاضوك وأنت القاضي
واستكتروا عليك لقب الفادي
لم تندهش بل بواجبك قمت
أدهشتنا، رغم قلوبنا الظالمة
أنرتنا، رغم خفايانا القاتمة

هل نحميك أم تحمينا؟
هل ندعوك أم تدعونا؟
هل تحارب عنا أم عنك نحارب؟
هل نقاضيك أم تجازينا؟
هل نغريك لتحبنا، و بماذا نغريك؟
هل نرشوك لتجيب طلباتنا؟
وبماذا نرشوك؟
فأنت المعطي والآخذ
أنت في الضباب نافذ

نأخذ مواعيدًا منك في مفكرتنا الأعجمية
ننساها ولا نلقاك
تأتي ولا نأتي
تنتظر لسنين دهرية
يا لأيامنا الشقية
وتحزن ونلومك
وإذ نتطلع لنجومك
أنظن نوقظك من نومك
لا.. استرح.. دع عنك الأمر
فنحن وجود في الأرض
نحمي العرض ونرد عنك كل لسان
ونقطع أية يد تكتب أو تذكر عنك ما هو ضد

ضدنا نحن وليس ضدك
نحن حراس أبواب السماء
نُدخل من نُدخل ونمنع من نمنع
نعطي ونأخذ ونحدِر ونرفع
نُخرِس ونتكلم نحن
ونسمع لمن نسمع

باسمك كل هذا
فما رأيك فينا
لا بد وأن تجلسنا مكانك
أليس كذلك
فنحن أحق.. نحن أدق
لسنا مثلك.. تتأنى وترفق
تصبر على الشر
كما نراه نحن شر

بل بالسيف نذبح
بل أحيانًا بالصيحات والهتافات ننبح
ونقطع ونضطر
نضطر أحيانًا للموت فداءً عنك
عندما نلتحف بحزام ننسف به أنفسنا ومن يقترب منك
فهل نظلمك أم نحرمك؟
نحن ملوك الأرض
وبناة السد
لو أخطأنا أتصفح عنا كعادتك أم تجازينا يوم العرض؟

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق

الكاتب

إيهاب شاكر

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

ما زرعه الزيدي إياه حصد أيضًا

بيت أبونا

زائر م السما

الطموح

الإله المظلوم

جديد الموقع