CET 00:00:00 - 07/12/2009

مساحة رأي

بقلم: د.عبد الخالق حسين
نقرأ هذه الأيام مقالات لبعض الكتاب من أصحاب النوايا الحسنة، ومن مختلف الاتجاهات، يساريين ويمينيين، ليبراليين وإسلاميين، في داخل العراق وخارجه، تطالب بمصالحة البعثيين ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين، وضمهم إلى العملية السياسية، ومشاركتهم في السلطة والوظائف، لا كأفراد فحسب، بل وحتى كحزب وباسمه المعروف: (حزب البعث العربي الاشتراكي) وقيادته (قيادة قطر العراق) أي الجناح الموالي للنظام السوري. وفي الوقت الذي أضم صوتي إلى عودة الذين اضطرتهم الظروف إلى الانتماء لحزب البعث قسراً ثم تخلوا عنه، وهم في الحقيقة لم يكونوا يوماً بعثيين وإن انتموا، إلا إني ضد عودة البعثيين كحزب، الأمر الذي كرست له هذا المقال لتوضيحه.
يقسِّم هؤلاء الزملاء، البعث إلى قسمين: البعث الصدامي، والبعث المعتدل، ويلقون كل جرائم البعث على شخص صدام حسين والحلقات التي كانت محيطة به من الذين نطلق عليهم الآن (البعث الصدامي). وتبريرهم لشمول البعثيين غير الصداميين بالعملية السياسية كحزب، هو أنهم أيضاً كانوا ضحايا صدام حسين، وأن حزبهم هو حزب وطني وقومي معتدل يجب عدم التفريط به، خاصة وقد شاركوا في المعارضة ضد صدام، وإذا جازت مشاركتهم في المعارضة، فلماذا لا تجوز مشاركتهم في الحكم؟ وأن بمشاركتهم في العملية السياسية سنسحب البساط من تحت أقدام فلول البعث الصدامي من جماعة الأحمد وعزت الدوري الإرهابيين!!.

كما ويستشهد هؤلاء بالتصريحات الأخيرة للسيد عمار الحكيم، رئيس مجلس الإسلامي الأعلى،  الذي دافع مؤخراً عن حق "البعثيين الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين" في العملية السياسية. إضافة إلى أن هناك جمهرة واسعة من العراقيين الذين انضموا إلى البعث اضطراراً لأسباب معروفة، وأنه يجب عدم معاقبتهم بجرائم صدام، بل الاستفادة من خبراتهم في عملية إعمار العراق. 
هذه التبريرات وغيرها قد تبدو منطقية وعادلة لمن لا يعرف تاريخ البعث وتاريخ العراق الحديث، أو يعرف ولكن ذاكرته ضعيفة، فنسي ما حصل للشعب العراقي على أيدي البعثيين، الصداميين وغير الصداميين، خلال الخمسين عاماً الماضية. ولذلك من الضروري مناقشة النقاط المشار إليها أعلاه.

أولاً، هل حقاً هناك بعثيون معتدلون؟
الجواب، قد يكون نعم، لأن المسألة نسبية، والناس على درجات في التطرف والاعتدال، والبعثيون كبشر، ليسوا استثناءً. ولكن لو راجعنا تاريخ البعث "المعتدل" لوجدنا أنه حتى هذا الاعتدال، وبالمقاييس العراقية، هو تطرف لم يخلُ من ارتكاب جرائم بشعة بحق الشعب والوطن. وعلى سبيل المثال لا الحصر، نذكر هنا معلومة موثقة عن القائد البعثي فؤاد الركابي، وقد عشناها في وقتها أيام ثورة 14 تموز 1958.
يقول حنا بطاطو في كتابه القيم (تاريخ العراق) أنه قابل في خمسينات القرن الماضي، فؤاد الركابي، مؤسس وزعيم حزب البعث (قيادة قطر العراق) آنذاك، وعامر عبدالله، قيادي في الحزب الشيوعي العراقي، وينقل عن عامر عبدالله استغرابه من كون الركابي بعثياً، بل كان أقرب إلى الديمقراطي منه إلى البعثي. ونفس الرأي عند الركابي عن عامر عبدالله، أنه استغرب من كون الأخير عضواً في الحزب الشيوعي، لأنه أقرب إلى الوطني الديمقراطي. وفعلاً تعاملت الأحزاب الوطنية العراقية في أواخر العهد الملكي مع البعث كحزب تقدمي وطني قومي معتدل، معاد للاستعمار والتخلف، لذلك تم ضمه إلى جبهة الاتحاد الوطني عام 1957، الجبهة التي لعبت دوراً مهماً في إنجاح ثورة 14 تموز 1958 ودعمها جماهيرياً، وصار الركابي وزيراً للإعمار في أول حكومة أعقبت الثورة.
ولكن ماذا حصل فيما بعد؟ فؤاد الركابي "المعتدل" الأقرب إلى الوطني الديمقراطي فكراً هو الذي خطط عملية محاولة اغتيال الزعيم عبدالكريم قاسم، أنزه وأنظف حاكم عرفه العراق في تاريخه الحديث وفق ما نقل بطاطو من أحاديث بعض الانقلابيين البعثيين في مجالسهم الخاصة. وهذا يدل على أن لا أمان لما يسمى بـ"البعث المعتدل".

وتكملة لما قاله بطاطو، أنقل هنا فقرة وردت في كتاب (صدام مر من هنا) للصحفي اللبناني غسان شربل، عن حادثة محاولة اغتيال الزعيم قاسم فيقول: "إننا الآن في العام 1959. وحدها الصدفة أدت إلى إشراك شاب نحيل اسمه صدام حسين في فريق كلّف اغتيال الزعيم عبدالكريم قاسم. صاحب القرار أول أمين سر للقيادة القطرية في البعث العراقي فؤاد الركابي، وأغلب الظن أن أجهزة جمال عبدالناصر كانت على علم بالموضوع. فشلت المحاولة وأصيب صدام بشظية. فرّ الركابي وبعض أعضاء القيادة إلى دمشق (ما أشبه اليوم بالبارحة!!) وكان بينهم حازم جواد وعلي صالح السعدي. في دمشق قلق الركابي على مصير صدام. راح يسأل عنه حين تأخر. ولدى وصوله اقترح تكريمه. حفل متواضع وقالب حلوى. كان صدام مجرد نصير فتقرر قبوله عضواً أصيلاً. وقف في دمشق وأدى اليمين أمام الركابي."
أقول، هذا نموذج من الاعتدال البعثي، ومن خلاله نعرف أن صدام حسين المتطرف هو نتاج فؤاد الركابي المعتدل، وأن لا معنى ولا مكان للاعتدال في أيديولوجية البعث.
فالبعثيون المعتدلون اليوم هم أما من الذين شاركوا بانقلاب 8 شباط 1963 الدموي الأسود، أو امتداد لهذا الجناح من الحزب، والذين شاركوا في الانقلاب ارتكبوا أبشع المجازر الرهيبة ضد خيرة الوطنيين العراقيين. والكل يعلم أن محنة العراق بدأت من ذلك الانقلاب الأسود الذي يسميه البعثيون بـ"عروس الثورات"، ويرفض البعث "المعتدل" إدانته لحد الآن.

الملاحظة الأخرى، أن المدافعين عن البعثيين، يحاولون إلقاء اللوم في جميع جرائم البعث على صدام حسين ومن يسمونهم بالبعث الصدامي، وهذا في رأيي خطأ. والسؤال هو: "ماذا كان دور صدام حسين في انقلاب شباط  1963؟". في الحقيقة لم يكن صدام آنذاك سوى حرس قومي من قواعد الحزب، يمارس هوايته المحببة إلى نفسه في قتل الوطنيين تحت التعذيب في زنزانات الاعتقال في بغداد، ومع ذلك أذاق البعثيون آنذاك شعبنا شر العذاب.
ومن هنا نعرف أن المشكلة هي ليست مع البعث الصدامي أو المعتدل، بل المشكلة مع طبيعة حزب البعث وأيديولوجيته العنصرية التي تحوِّل الإنسان إلى وحش عنصري فاشستي معادي لأبناء وطنه وللإنسانية. فكيف يمكن ضمان عدم عودة هؤلاء البعثيين "المعتدلين" إلى عادتهم القديمة في التآمر واستخدام العنف لاستلام السلطة بدلاً من صناديق الاقتراع، خاصة وأن دستورهم يؤكد على الانقلاب العسكري كوسيلة لاستلام السلطة، ويعتبر الديمقراطية فذلكة غربية استعمارية لخدع الشعوب؟ وهل هناك أية سابقة في تاريخ البعث، السوري والعراقي، في دعم الديمقراطية؟

والجدير بالذكر، أن الانشقاقات داخل الأحزاب الأيديولوجية الشمولية، مسألة حتمية لا بد منها، وذلك لغياب الشفافية والديمقراطية داخل هذه التنظيمات في حسم الخلافات وتعددية الرأي بين أعضاء الحزب بالطرق السلمية الهادئة، لأنهم يعتبرون أي خلاف في الرأي هو نوع من الهرطقة والانحراف والخيانة للمبدأ، يواجه بالتصفية الجسدية. ولذلك نلاحظ الانشقاقات هذه في جميع الأحزاب الأيديولوجية، الفاشية والدينية والشيوعية. فالصراع بين جناح صدام حسين والأجنحة الأخرى في حزب البعث لا يعني أن معارضي صدام حسين كانوا معتدلين وآمنوا بالديمقراطية، بل وكما بينت وأكدت مراراً، أن هذا الصراع لم يكن بين الخير والشر داخل حزب البعث، بل كان صراعاً بين الشر والشر، وفي هذه الحالات ينتصر الجناح الأكثر شراً، وقد انتصر صدام حسين وأباد  قيادات خصومه عام 1979، لأنه كان الأكثر شراً والأقرب نفسياً وشراسة إلى أيديولوجية البعث.  
كذلك ولحد الآن لم تصدر عن "البعث المعتدل" أية إدانة للعماليات الإرهابية ضد أبناء شعبنا، بل يسمونها "مقاومة وطنية شريفة" ضد "المحتل الغاشم"، علماً بأن هذا "المحتل" هو الذي حرر الشعب العراقي من أبشع نظام مستبد جائر عرفه التاريخ، خاصة وأن هناك  جدول زمني لانسحابه من العراق، فهل من مبرر لاستخدام الإرهاب، علماً بأن حربهم هذه موجهة بالأساس ضد الشعب العراقي باسم المقاومة ضد القوات الأجنبية.

ثانياً، المطالبة بمشاركة البعث كحزب.
وبناءً على ما تقدم، أود التأكيد أنني لست ضد احتواء البعثيين المسالمين وعودتهم إلى وظائفهم في مؤسسات الدولة كأفراد، بل أنا أجادل هنا ضد عودة البعثيين كحزب، وتحت أي مسمى كان. لأن تاريخ هذا الحزب لا يدعو إلى الاطمئنان، ففي أية لحظة يمكن أن يعود هؤلاء إلى عادتهم القديمة. كذلك إن عودة البعثيين كحزب تتناقض مع الدستور العراقي الجديد الذي نص في الباب الأول منه، المادة 7، البند الأول ما يلي: [أولاً :ـ يُحظر كل كيانٍ أو نهجٍ يتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي، أو يُحرض أو يُمهد أو يُمجد أو يُروج أو يُبرر له، وبخاصة البعث الصدامي في العراق ورموزه، وتحت أي مسمى كان، ولا يجوز أن يكون ذلك ضمن التعددية السياسية في العراق، وينظم ذلك بقانون.] يرجى ملاحظة عبارة (وتحت أي مسمى كان).
وهذا يعني أنه لا يمكن شمول حزب البعث في العملية السياسية إلا بعد تعديل الدستور، وهو مستحيل خلال السنوات الأربع القادمة وفق إحدى مواد الدستور نفسه.
إضافة إلى ما تقدم، فإن حزب البعث بالنسبة للعراقيين لا يختلف عن الحزب النازي للألمان. إذ رغم مرور 60 عاماً على سقوط النازية الهتلرية، فلحد الآن ممنوع مشاركة النازيين في العملية السياسية في ألمانيا، لذا فمن الحكمة القول، أن ما يطبق على النازية يجب تطبيقه على البعث أيضاً.

ثالثاً، تصريحات الحكيم بمصالحة البعث
الملاحظ أيضاً، أن السيد عمار الحكيم، وحتى وقت قريب، كان هدفاً لهجوم عنيف من قبل بعض الكتاب العلمانيين وبالأخص المتعاطفين مع البعثيين، فهو في رأيهم، إسلامي، وطائفي، بل وعميل إيراني...الخ، وأنه تسلم قيادة تنظيم (المجلس الإسلامي الأعلى) عن والده وهو شاب لا لكفاءته، بل بالوراثة. ولكن ما أن طالب السيد عمار الحكيم بالسماح لمشاركة البعثيين في العملية السياسية حتى وانهالت عليه مقالات الثناء والمديح ورفعوه إلى مصاف الفلاسفة الحكماء في الحكمة والقيادة السياسية.
وكما أشار الأستاذ وداد فاخر في مقاله القيم (عمار الحكيم هل يعيد التاريخ نفسه ؟)، أن تصريحات السيد عمار حول البعث لا تقل خطورة عن الفتوى التكفيرية التي أصدرها جده، السيد محسن الحكيم، ضد الشيوعية إبان ثورة  14 تموز، تلك الفتوى التي رفض كل رجال الدين إصدارها من قبل لكونها تخدم الاستعمار وأعداء الوطن، ولكن استجاب السيد محسن الحكيم آنذاك وأصدر تلك الفتوى التي اتخذها البعثيون وغيرهم من أعداء الثورة، سلاحاً للتحشيد ضد حكومة ثورة 14 تموز، واتخذ حزب التحرير (الأخوان المسلمون) السيد الحكيم مرشداً لهم، وألصقوا صوره في شوارع المدن والأحياء السنية العربية في العراق، إلى أن استطاعوا في النهاية اغتيال الثورة وقيادتها الوطنية، ليغرقوا العراق في نفق مظلم ولحد الآن. وماذا بعد؟ كان ذلك تمهيداً لمجيئ البعث الصدامي الذي طارد آل الحكيم وقتل منهم العشرات ومنهم نجله، السيد مهدي الحكيم الذي لاحقوه إلى السودان فاغتالوه هناك. فهل يريد السيد عمار الحكيم إعادة التاريخ المأساوي للعراق، والكوارث على شعبه وعلى عائلته مرة أخرى؟

رابعاً، لا للمكارثية في العراق الديمقراطي
كذلك أود التأكيد أننا لا ولن ندعو إلى المكارثية في ملاحقة الناس الأبرياء بتهمة الانتماء للبعث سابقاً، أو ما يسمى بملاحقة السحرة  witch-hunt التي مورست بفظاعة في أوربا في القرون الوسطى إبان محاكم التفتيش ضد الأبرياء وحرقهم، كما وندعو إلى تجنب تكرار أخطاء الماضي التي جلبت علينا البلاء.
لذلك أود التوضيح، أن ليس كل الذين انتموا إلى البعث كانوا بعثيين حقيقيين، وإذا قال صدام أن (كل العراقيين بعثيون وإن لم ينتموا) فعلى الضد من هذا القول، أقول (ليس كل من انتمى لحزب البعث كان بعثياً). وشخصياً أعتز بصداقة شخصيات وطنية مرموقة كانوا في وقت ما اضطرتهم الظروف للانتماء إلى حزب البعث وتسلموا مناصب عليا في الدولة، وفي مختلف العهود ولأسباب مختلفة، من بينها أسباب نبيلة مثل إيمانهم بالشعارات البعثية المعلنة (وحدة، حرية، اشتراكية) وتحرير فلسطين...الخ. ولكنهم عندما اكتشفوا حقيقة البعث فيما بعد، أدانوا سلوك الحزب وتركوه، وألفوا كتباً ونشروا الكثير من مقالات عن جرائمه، والآن هم من الوطنيين المخلصين ومتحمسين للتغيير، يساهمون بشكل وآخر ودون ضجيج إعلامي لإنجاح العملية السياسية والديمقراطية في العراق الجديد.

كما وأني نشرت قبل أربعة أشهر مقالاً بعنوان: (حول لقاء الأمريكان بالمسلحين البعثيين) ذكرت فيه أن البعث ينقسم إلى فريقين: فريق الأغلبية الساحقة التي تضم نحو مليونين من أبناء شعبنا من الذين اضطروا للانتماء إلى حزب البعث لضمان سلامتهم وكسب معيشتهم في الحصول على الوظائف ومقاعد دراسية في الجامعات والبعثات التي احتكرها حزب البعث الحاكم للمنتمين له فقط...الخ، ومعظم هؤلاء لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين،... وأنه ليس من العدالة ولا من الفائدة لشعبنا، منع نحو مليونين من العراقيين من حقوق المواطنة، وحرمان بلدنا من مساهماتهم الايجابية في إعادة الإعمار، خاصة ومن بينهم عدد كبير من التقنوقراط، ومن حملة الشهادات العالية وأصحاب خبرات نظرية وعملية في التنمية البشرية والاقتصادية والإدارية.
أما الفريق الثاني من البعثيين، فهم الأقلية التي لا تتجاوز نسبتهم 1% من مجموع أعضاء حزب البعث، وهم الصداميون الذين ارتكبوا الجرائم البشعة ضد شعبنا، ومازالوا يواصلون إرهابهم في تخريب البلاد وقتل الناس الأبرياء باسم مقاومة الاحتلال)) (راجع مقالنا، حول لقاء الأمريكان بالمسلحين البعثيين ، مواقع الإنترنت، 28 تموز 2009).

خامساً، الادعاء بسحب البساط من تحت أقدام البعث الصدامي
يعتقد أصحاب النوايا الحسنة أن ضم البعث كحزب في السلطة، سيسحب البساط من تحت أقدام البعثيين الصداميين الإرهابيين بجناحيهم، الدوري والأحمد.أعتقد أن هذا الرأي في منتهى السذاجة والتبسيطية.  فالبعث الصدامي مدعوم الآن من قبل النظام السوري وموال له، والبعثيون "المعتدلون" في حزب البعث (قيادة قطر العراق) لا حول لهم ولا قوة وهم أقلية ومعظمهم مشتتون في الدول الغربية، ولأن موقف سوريا وبدعم من إيران، هو موقف أيديولوجي استراتيجي لا يمكن تغييره، يهدف إلى إفشال العملية السياسية برمتها في العراق. لذلك فالسماح لحزب البعث "المعتدل" بالمشاركة في السلطة سوف لن يسحب البساط من تحت أقدام البعث الصدامي، بل سيعمل كجسر لتمرير مخطط رهيب لعودة البعث الصدامي الموالي لسوريا الآن، وهو محاولة لإجهاض الديمقراطية الوليدة واغتياله كما اغتالوا ثورة 14 تموز وقيادتها الوطنية من قبل.

الخلاصة والاستنتاج
وبناء على ما تقدم نعتقد بما يلي:
1- نحن ضد المكارثية في العراق الجديد، ومع تأهيل وإعادة الجمهرة الواسعة من العراقيين الذين اضطرتهم الظروف للانتماء إلى حزب البعث، ولم يكونوا بعثيين مؤدلجين، ولم يرتكبوا جرائم بحق الشعب، وبعد أن يتعهدوا بالولاء للوطنية العراقية ودعم النظام الديمقراطي. وهم في الحقيقة يملئون الآن مؤسسات الدولة كأفراد وليسوا كحزبيين.
2- نحذر من عودة البعثيين كتنظيم سياسي، لأن إصرار هذه الجماعة من البعثيين على العودة كحزب وبنفس الاسم ونفس الأيدولوجية التي أثبت التاريخ إفلاسهما الفكري والأخلاقي، يحمل نوايا غير سليمة. لأن شمول هكذا تنظيم، المعروف بتاريخه الأسود، أنه سيعمل كحصان طروادة لتفجير العملية السياسية من داخلها، وإعادة العراق إلى المربع الأول إلى ما قبل تحريره عام 2003.
3- وأخيراً، نذكِّر أصحاب النوايا الحسنة للمرة الألف، أن (الطريق إلى جهنم معبد بالنوايا الحسنة).

Abdulkhaliq.Hussein@btinternet.com

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق